هو واحد من أساطير منتخب المغرب "أسود الأطلسي"، والقارة السمراء، امتاز بقدرات فنية ومهارية لا مثيل لها بين أبناء جيله بإفريقيا عامة، كذلك تميَّز بالركلات المِقصّية التي أحرز منها هدفاً خيالياً بمرمى منتخب مصر في التسعينيات.. مصطفى حجي هو "المنقذ" الذي أعاد إلى الكرة المغربية رونقها عقب خيبات أوائل التسعينيات، وعلى الرغم من كونه لاعب متوسط ميدان فإنه صنع مسيرة كروية عظيمة، سواء مع المغرب أو الأندية التي لعب لها.
فبعد الجيل الذهبي لمنتخب المغرب في ثمانينيات القرن الماضي، مرت الكرة المغربية بفترة فراغ، غاب خلالها النجوم وتراجع مستوى "أسود الأطلس"، خصوصاً بعد خيبة الأمل في نهائيات كأس الأمم الإفريقية عام 1992، فراح المسؤولون يبحثون عن البديل أو المنقذ، فكان اللاعبون المغتربون في الخارج، ووقع الاختيار على لاعب الوسط وصانع الألعاب مصطفى حجي.
كان المنتخب المغربي يقيم معسكراً تدريبياً في فرنسا استعداداً لتصفيات كأس العالم 1994، عندما اكتشف المسؤولون المغاربة اللاعب مصطفى حجي، وقتها كان يلعب مع نانسي الفرنسي، فأعجب الجهاز الفني بقيادة المدربين المحليَّين عبدالله بليندة وعبدالغني الناصيري بمؤهلاته الفنية، خصوصاً أن المنتخب كان بحاجة إلى صانع ألعاب في حجم حجي آنذاك.
ولم يخيِّب حجي الآمال، وأظهر مؤهلات فنية عالية، وأكد أحقيته بحمل القميص الوطني المغربي، وقدَّم أداء رائعاً، خصوصاً في المباراة الحاسمة ضد زامبيا والتي كانت جواز السفر إلى المونديال الأمريكي، ولعب حجي في مونديال أمريكا وصنع مسيرته العظيمة.
بدأ النجم صاحب تسريحة الشعر المميزة مسيرته الكروية مع نادي نانسي الفرنسي في عام 1991، ولعب له حتى عام 1996. وفي موسم 1996-1997 انتقل إلى نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي، ولعب له 27 مباراة سجَّل خلالها 3 أهداف.
وفي عام 1997، انتقل إلى نادي ديبورتيفو لاكورونا الإسباني، ولعب له حتى عام 1999، حيث خاض رفقته 31 مباراة سجَّل خلالها هدفين، وتعد تلك فترة توهجه الكبرى. وفي عام 1999، انتقل إلى نادي كوفنتري سيتي الإنجليزي، ولعب له حتى عام 2001، حيث شارك في 62 مباراة سجَّل خلالها 12 هدفاً. وفي عام 2001، انتقل إلى نادي أستون فيلا الإنجليزي، ولعب له حتى عام 2004، وشارك في 35 مباراة وسجَّل هدفين.
وفي عام 2004، انتقل إلى نادي إسبانيول الإسباني، ولعب له 16 مباراة وسجل هدفاً واحداً. وفي موسم 2004-2005، انتقل إلى نادي الإمارات الإماراتي، ثم عام 2005 لعب مع نادي ساربروكن الألماني.
وعلى الصعيد الدولي، لعب حجي مع المنتخب المغربي بين عامي 1993 و2004، شارك مع الأسود في 63 لقاء دولياً سجل خلالها 13 هدفا، وهو صاحب أشهر هدف مغربي في مرمى منتخب مصر بالتسعينيات في اللقاء المقام بكأس الأمم 1998، من ركلة مزدوجة خلفية، والذي انتهى بهزيمة الفراعنة على الرغم من حصولهم على كأس تلك البطولة.
وحاز حجي لقب أحسن لاعب في كأس الأمم الإفريقية تلك، كما نال الكرة الذهبية الإفريقية كرابع مغربي ينال هذا الشرف بعد أحمد فرس 1975 ومحمد التيمومي 1985 وبادو الزاكي 1986، كما أحرز جائزة أحسن لاعب في كأس أمم إفريقيا 1998.
كما تم منح مصطفى حجي جائزة اللاعب الأسطورة، ليدخل بذلك ضمن اللاعبين الأسطوريين في القارة السمراء، وقد نال هذا اللقب سنة 2011 خلال حفل كبير نظمه الاتحاد الإفريقي على شرف نجوم القارة السمراء.