تراجعت آمال استئناف مباريات الدوري الألماني لكرة القدم "بوندسليغا" في التاسع من مايو/أيار المقبل، وهو الموعد الذي حدّدته رابطة الدوري الألماني من قبل كموعد محتمل لاستئناف البطولة، التي توقفت في بداية مارس/آذار الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
ورغم موافقة أغلب أندية البوندسليغا على إقامة ما تبقى من مباريات الموسم الحالي دون حضور جمهور في الملاعب، فإن خطر انتشار العدوى يبقى كبيراً، كما يقول أولف ديتمر، مدير معهد الفيروسات في إيسن، في تصريحات نقلها موقع DW الألماني، باعتبار أن التلامس الجسدي بين اللاعبين أمر محتوم في كرة القدم، وتوصية التباعد الاجتماعي لمسافة 2 متر لن تكون ممكنة.
كما أنه من المستحيل عملياً إلزام اللاعبين بارتداء كمامات طوال المباراة، لأنه لا يمكن للشخص أن يلعب لوقت طويل مرتدياً كمامة مقاومة للعدوى على فمه وأنفه، بسبب تأثيرها على التنفس، بينما الكمامات غير المحكمة لن تكون عملية، ويسهل وقوعها في حالة تعرض اللاعب للعرقلة أو التدخلات العنيفة التي نراها في كرة القدم.
ويقترح البعض حلاً للخروج من حالة التوقف القسري للنشاط الكروي، عبر إخضاع اللاعبين والمدربين لفحوص الكشف عن فيروس كورونا كل ثلاثة أيام، للسماح باستئناف الدوري، ولكن هذا سيتطلب مجهوداً ضخماً؛ إذ ستكون هناك حاجة لما يقرب من 20 ألف فحص لإنهاء الموسم.
وأعرب ديتمر عن مخاوفه من إمكانية تنفيذ هذا الحل مع ما يحتاجه من إمكانات، كما أنه بشكل أخلاقي يجب أن نستخدم فحوصاتنا بشكل متعقل ليستفيد منها الذين بحاجة إليها، وفي هذا الوضع يكون إجراء 20 ألف فحص لأشخاص ليسوا في مجموعة خطيرة وليست لديهم أي أعراض أمراً غير أخلاقي، إذا كانت الموارد للفحوصات لا تكفي.
كما يبرز سؤال آخر يحتاج لإجابة من المختصين، حول ما إذا جاء فحص أحد اللاعبين إيجابياً. في هذه الحالة يقول ديتمر إن كل اللاعبين في الملعب وعلى دكة البدلاء في الفريقين يجب أن يخضعوا للحجر الصحي، باعتبار أن هذا هو الإجراء الذي تتبعه معظم السلطات الصحية.
ويقال إن رابطة الدوري الألماني لديها خطط تنص على عزل الفرق وكل المعنيين بشكل مباشر لأسابيع، من أجل استمرار برنامج الدوري.
ويبدو هذا الإجراء حتمياً إذا أرادت الأندية استئناف البطولة، وأشار ديتمر إلى أن الإجراء الذي اتُّخذ في مدينة ووهان الصينية، التي تفشى منها الفيروس في البداية، هو "وضع العاملين في المجال الطبي بمن فيهم غير المصابين في الحجر الصحي. وكان مسموحاً لهم فقط البقاء في الفنادق دون أن يعودوا إلى بيوتهم بعد انتهاء العمل، وربما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم نقل العدوى الخارجية لهذه المجموعة".
في المقابل، لا يجب على مشجعي الكرة أن يأملوا في العودة إلى مدرجات الملاعب قبل نهاية العام الحالي، بموجب بيان صدر من الأكاديمية الألمانية للعلوم، بأن الرياضة وكل الأحداث التي تتضمن عدداً كبيراً من الحضور لا يمكن إقامتها حتى يتم إيجاد لقاح.