صاحب أول هدف مغربي في كأس العالم ظلمه ظهوره في زمن أحمد فراس (فيديو)

ربما لا يعرف كثيرون أن النجم الراحل محمد جرير هو صاحب أول هدف مغربي بكأس العالم، حين افتتح التسجيل في اللقاء الأول لمنتخب أسود الأطلس بمونديال 1970 في المكسيك

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/16 الساعة 15:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/16 الساعة 15:16 بتوقيت غرينتش

ربما لا يعرف كثيرون أن النجم الراحل محمد جرير هو صاحب أول هدف مغربي بكأس العالم، حين افتتح التسجيل في اللقاء الأول لمنتخب أسود الأطلس بمونديال 1970 في المكسيك، بهدف في مرمى الحارس الألماني العملاق سيب ماير.

لم يحظَ جرير، الذي كان يشتهر باسم حمان والأرجح أنه كناية عن نشاط اللاعب بالملعب وأن أهدافه تساهم في تسخين اللقاءات التي يشارك فيها، بالشهرة التي يستحقها، رغم انتمائه إلى نادي الرجاء البيضاوي أحد أشهر ناديَين، والأكثر شعبية في المغرب ومدينة الدار البيضاء.

هدف
منتخب المغرب في تصفيات كأس العالم 1970

ربما يكون سبب تواضع شهرته في بلاده المغرب، أنه اختار العيش بالولايات المتحدة الأمريكية منذ ثمانينيات القرن الماضي، حتى توفي في مايو/أيار عام 2018، بعدما أنهى مشواره القصير في التدريب، دون أن يوفَّق في ترك بصمة مميزة فيه.

لكن الأغلب أن أكثر ما ظلمه أنه ظهر في زمن النجم الأشهر بتاريخ الكرة المغربية أحمد فراس، الهداف التاريخي لمنتخب أسود الأطلس، والفائز بجائزة أفضل لاعب في قارة إفريقيا عام 1975، كأول لاعب عربي يحظى بهذا الشرف منذ انطلاق الجائزة في عام 1970.

كما قاد فراس منتخب بلاده للفوز بلقبه الوحيد في كأس الأمم الإفريقية، في النسخة التي استضافتها إثيوبيا عام 1976، بجانب نجاحه مع أسود الأطلس في العبور للدور الثاني بأولمبياد ميونيخ 1972.

هدف
جرير يتلقى التهاني من زملائه بعد تسجيل الهدف التاريخي

هذه الإنجازات الضخمة لفراس غطَّت على إنجاز حمان، الذي لم تشهد مسيرته الكروية توفيقاً لافتاً، سواء مع فريق الرجاء أو المنتخب، باستثناء تألقه اللافت في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1970، حيث سجَّل في مرمى تونس ومرمى السودان، وهي بجانب هدفه في ألمانيا الغربية بالنهائيات، تمثل مجمل حصيلته التهديفية مع المنتخب المغربي.

هدف حمان في مرمى سيب ماير جاء عكس سير اللقاء الذي سيطر عليه المنتخب الألماني الغربي (كانت ألمانيا في ذلك الوقت مقسمة بين غربية وشرقية) منذ بدايته، حيث كان الألمان بقيادة المدرب المخضرم هيلموت شون يتوقون إلى تعويض خسارتهم نهائي كأس العالم السابقة في 1966 أمام المنتخب الإنجليز بهدف جيوف هيرست المشكوك في صحته (انتهت تلك المباراة النهائية بنتيجة 4-2 لصالح إنجلترا بعد التمديد، وكان الهدف المشكوك فيه هو الثالث والحاسم للإنجليز، وتبين لاحقاً عدم صحته).

وظل الألمان، الذين جاءوا بفريق يضم عدداً من النجوم الواعدين أمثال بيكنباور وغيرد مولر وبيرتي فوغتس مع الحارس المتميز سيب ماير، مسيطرين على مجريات اللقاء طوال الدقائق العشرين الأولى، لكن من هجمة مرتدة شنَّها أسود الأطلس في الدقيقة الـ22، اخترق الظهير الأيسر بوجمعة بنخريف الجبهة اليمنى للدفاع الألماني، وأرسل عرضية متقنة داخل منطقة مرمى الألمان، حاول المدافع الألماني إعادة الكرة برأسه إلى الحارس ماير قبل أن تصل إلى المهاجم المغربي موهوب الغزواني، لكن كُرته تجاوزت الحارس لتصل إلى جرير، الذي أسكنها الشباك الخالية بسهولة، مسجلاً أول هدف مغربي في تاريخ كأس العالم.

وقدَّم أسود الأطلس في الدقائق المتبقية من عمر تلك المباراة ملحمة بطولية، بقيادة الحارس المتميز علال بن قصو، لكن الألمان تمكنوا من العودة وتسجيل هدف التعادل عبر أوفي زيلر في الدقيقة الـ56، ثم هدف الفوز لغيرد مولر قبل نهاية المباراة بعشر دقائق.

ولم يسجل جرير في المباراة التالية للمغرب أمام منتخب بيرو والتي خسرها أسود الأطلس بثلاثية نظيفة؛ مما دفع المدرب اليوغسلافي، بلاغوي فيدينيتش، إلى عدم إشراكه في المباراة الثالثة والأخيرة أمام بلغاريا والتي تعادل فيها المغرب بهدف سجَّله موهوب الغزواني لمثله.

تحميل المزيد