عندما تتذكر أفضل 5 مهاجمين في كرة القدم الحديثة لديهم حس تهديفي عالٍ، لا بد أن تذكر بينهم الدولي الفرنسي ديفيد تريزيغيه بطل كأس العالم وأمم أوروبا 98 و2000 على الترتيب، وصاحب أشهر هدف ذهبي في نهائيات اليورو أمام إيطاليا، وأصبح احتفاله الاستثنائي حينها مثالاً لأغلب نجوم الكرة يقلدونه من بعده، فأينما رحل تريزيغول كما سمَّته الجماهير تجد دائماً الأهداف تصاحبه، واختاره الجوهرة السمراء البرازيلية بيليه في كتابه ضمن أفضل 100 لاعب حي بالعالم.
ماكينة الأهداف الفرنسية من أصل أرجنتيني، ظهر له شبيه مصري "محمود حسن" الشهير بتريزيغيه لاعب المنتخب المصري وأستون فيلا الحالي، والذي علّق عليه النجم الفرنسي بأنه يشبهه للغاية بالفعل.
بدأ تريزيغيه مسيرته الكروية مع نادي بلاتينيسي الأرجنتيني في عام 1994، وقد لعب له خمس مباريات ولم يسجل أي هدف، وفي عام 1995 انتقل تريزيغيه إلى فرنسا وبالتحديد إلى نادي موناكو، واستطاع أن يفرض نفسه في التشكيلة الأساسية، حيث لعب مع الفريق الفرنسي 93 مباراة وسجَّل 52 هدفاً.
وهو ما أدى إلى انتقاله لنادي يوفنتوس الإيطالي في عام 2001، حيث فاز معهم بلقب الدوري الإيطالي مرتين، ولكن بسبب مشكلة الفضائح التي حدثت في إيطاليا في عام 2006، هبط النادي الإيطالي إلى الدرجة الثانية، وقد تلقى تريزيغيه عدة عروض من أندية كبرى للانتقال إليها، أبرزها: ريال مدريد وإنتر ميلان ومانشستر يونايتد، ولكن تمسّك مسؤولي يوفنتوس باللاعب ورفض بيعه.
وفي عام 2010 رحل عن اليوفي معاراً إلى نادي هيركوليس الإسباني ثم فترة قصيرة مع بني ياس الإماراتي، وعاد بعدها لموطنه الأرجنتيني، حيث لعب لنادي ريفر بليت موسماً أحرز خلاله 16 هدفاً في 35 مباراة لعبها، ومن بعدها انتقل إلى نيولز أولد بويز وأحرز 7 أهداف من 24 مشاركة، وأخيراً فترة قصيرة مع نادي بون سيتي واعتزل اللعب بعدها عام 2014، تاركاً خلفه مسيرة عظيمة، شارك خلالها في 445 مباراة مع الأندية، وأحرز خلالها 227 هدفاً.
أما على المستوى الدولي فحدِّث ولا حرج، كان أحد نجوم الديوك في مونديال 98، وفي بطولة كأس أمم أوروبا عام 2000، وقد شارك في كأس العالم 2002 وكأس أمم أوروبا 2004 وكأس العالم 2006، وأهدر ركلة الجزاء الحاسمة التي أهدت إيطاليا اللقب الكبير، كما فاز ببطولة كأس العالم للقارات مرتين عامي 2001 و 2003.
في حين يمتلك تريزيجول حقيبة عظيمة من الألقاب، بواقع بطولة الدوري الفرنسي مرتين موسمي 1996/ 1997 و1999/ 2000، وبطولة كأس السوبر الفرنسي مرة عام 1997، ومع البيانكونيري لديه 3 بطولات دوري مواسم 2001/ 2002 و2002/ 2003 و 2004/ 2005، وبطولة الدوري الإيطالي الدرجة الثانية موسم 2006/ 2007، وأيضاً بطولة كأس إيطاليا مرة عام 2002 وكأس السوبر الإيطالي مرتين عامي 2002 و2003.
وعلى مستوى الإنجازات الفردية، نجح الهداف الفرنسي في أن يصبح الهداف الرابع التاريخي لنادي يوفنتوس برصيد 171 هدفاً، كما فاز بهداف الاسكوديتو مرةً موسم 2001/ 2002، وأفضل لاعب عامة وأفضل لاعب أجنبي للعام نفسه، وكذلك هداف الدوري الفرنسي مرةً موسم 1998/ 1999.
بالإضافة إلى اختياره ضمن أفضل 125 لاعباً حياً في العالم من الأسطورة البرازيلية بيليه، في كتابه الشهير، وكذلك اختير ضمن أفضل 50 لاعباً في آخر 50 عاماً من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
اللقطة الطريفة وتخص اللاعب الفرنسي الكبير تريزيغيه، هي ظهور لاعب مصري يشبه إلى حد كبير، محمود حسن الذي يلعب في أستون فيلا حالياً، كان قد سُمي على اسمه عندما كان ناشئاً بالنادي الأهلي المصري، للشبه الكبير مع الهداف الفرنسي.
وتجاوب ديفيد مع هذا الأمر عندما سئله أحد الصحفيين عن أوجه الشبه بينه وبين اللاعب المصري، وردّ نجم يوفنتوس: "هل تقصد اللاعب الذي شارك مع أندرلخت (حينها كان محترفاً به)؟ نعم أعرفه".
ثم قدّم الصحفي للاعب "الآيباد" الخاص به وعليه صورة اللاعب المصري، ليخبره بأنه في مصر يطلقون عليه أيضاً تريزيغيه؛ نظراً إلى الشبه بينكما، ليجيب ضاحكاً: "بالتأكيد قَصة الشعر لا يوجد فيها تشابه، كذلك مركزه في الملعب، لا.. لا يوجد شبه بيننا"، قبل أن يُنهي حديثه قائلاً: "على العموم سأسأل والدي هل ذهب إلى مصر من قبل".