تأزمت الأمور مجدداً في عدد من الدوريات الخمسة الكبرى لكرة القدم في أوروبا، بعد تجدد الجدل حول تضاؤل فرص استكمال الموسم الحالي، الذي تم تجميده في الثلث الأول من شهر مارس/آذار الماضي، نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وبات الأمل الأخير للكثير من المسؤولين واللاعبين في أندية كرة القدم المشاركة في تلك الدوريات هو اللجوء إلى الحل المصري، الذي يتمثل في استكمال المباريات من دون حضور جماهيري في الملاعب، وهو توجه آخذ في الازدياد في الفترة الأخيرة، في ظل استمرار تفشي الفيروس المميت في العديد من دول أوروبا بمعدلات مخيفة، وصعوبة السماح بالتجمعات في ملاعب الكرة في هذه الفترة.
لكنّ المفارقة أن توجه بعض دول أوروبا لإقامة مباريات الدوري من دون جمهور كان مناسبة استغلها مجدي عبدالغني، عضو اتحاد كرة القدم المصري المستقيل عقب إخفاق المنتخب في بطولة إفريقيا، العام الماضي، للمجاملة الصارخة، حيث قال في إحدى حلقات برنامجه "كان لنا السبق في اللعب بدون جماهير على مستوى العالم، وكانت لدينا نظرة مستقبلية، فقد تم منع الجماهير من حضور مباريات الدوري المصري منذ سنوات بسبب الشغب، أما دول العالم فسارت على نهج الدوري المصري بسبب انتشار فيروس كورونا".
في ألمانيا، اعتبر هانزي فليك مدرب بايرن ميونيخ، متصدر الدوري، أن الملاعب الفارغة "مسألة يجب أن يتم التعود عليها في حال استؤنفت منافسات البوندسليغا مطلع مايو/أيار المقبل كما هو متوقع".
وقال فليك في مؤتمر صحفي عبر الفيديو غداة استئناف أغلب أندية الدوري تدريباتها مع العديد من الاحتياطات، بعد توقف استمر حوالي شهر: "يجب أن نكون متضامنين مع الإجراءات المتخذة" لمواجهة جائحة كورونا المستجد.
وبالنظر إلى حظر الحكومة للأحداث التي تقام بحضور الجماهير، فإن الخيار الوحيد أمام رابطة الدوري الألماني لاستكمال الدوري هو إجراء المباريات من دون جمهور.
وأكدت الرابطة أن المفاوضات جارية في اتجاه خوض المباريات بأبواب موصدة، مضيفة أنه لم يتم اتخاذ أي قرار حتى الآن، فيما تشير بعض التقارير إلى أن هناك قراراً متوقعاً في 17 أبريل/نيسان الحالي.
وكشفت صحيفة "Bild" الأكثر شعبية في البلاد، أن 239 شخصاً فقط سيُسمح لهم بالتواجد في كل مباراة في الدوري، ويقتصر ذلك على اللاعبين والجهاز الفني والأمن والحكام ووسائل الإعلام.
أما في إسبانيا فقد أعرب رئيس الاتحاد الإسباني خابيير تيباس عن ثقته في استكمال البطولات بفضل الجهد الذي يبذله الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، مضيفاً: "أعتقد أن هذا التفاؤل حيال أجندة المسابقات سيؤدي لاستكمال البطولات، لست متأكداً من جزئية بجمهور أم لا، لكننا سنعود".
إلا أن اللعب من دون جمهور لن يخلو من خسائر، وإن كانت أقل بكثير من تلك التي سوف تتكبدها الأندية في حالة إلغاء الموسم تماماً، وفي هذا الصدد يوضح تيباس الأمر بقوله "لا يتعلق الأمر فقط بإيرادات الدوري، بل بجميع الإيرادات من دوري أبطال أوروبا، والتي لن تحصل عليها الأندية".
وأضاف: "نتحدث هنا عن نحو مليار يورو إذا لم نعد إلى اللعب، بينما ستكون الخسائر 300 مليون يورو إذا لعبنا وراء أبواب موصدة".
كما أن فكرة اللعب من دون جمهور لا تلقى تأييداً واسعاً في أوساط المدربين ولاعبي الكرة، لأن عملهم كما يقول الفيلسوف غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي الإنجليزي، هدفه الجمهور، لكن إن لم يستطيعوا الحضور "فأي معنى لما نفعله!"، وهو تقريباً نفس رأي مواطنه خوان ماتا، لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي رأى أن لعب المباراة أمام مدرجات خاوية مسألة مملة وسخيفة.
وتقام مباريات الدوري المصري أمام مدرجات خاوية تقريباً إلا من بضع عشرات من مسؤولي الفريقين المتباريين والإعلاميين، منذ ما يقرب من 7 سنوات، وكان ذلك شرط الجهات الأمنية لاستئناف الدوري الذي كان متوقفاً عقب مقتل 72 مشجعاً أهلاوياً في مدينة بورسعيد، بعد نهاية مباراة في الدوري جمعت الأهلي مع المصري، ممثل المدينة الساحلية في البطولة المحلية.
ولا يسمح بحضور الجمهور سوى في مباريات المنتخب المصري الرسمية، وكذلك في المباريات التي تخوضها الفرق المصرية المشاركة في المسابقات القارية أو العربية.