غيرد مولر.. «ماكينة الأهداف» الذي داهمه الزهايمر

لا تعرف كرة القدم الألمانية وربما العالمية هدافاً أفضل من "البومبر" غيرد مولر، فهو أكثر من سجل أهدافاً في تاريخ كرة القدم، حيث سجل رقماً تهديفياً مميزاً بمعدل 1.1 هدف في كل مباراة، ما جعل تلك النسبة المثال

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/06 الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/06 الساعة 13:22 بتوقيت غرينتش

لا تعرف كرة القدم الألمانية وربما العالمية هدافاً أفضل من "البومبر" غيرد مولر، فهو أكثر من سجل أهدافاً في تاريخ كرة القدم، حيث سجل رقماً تهديفياً مميزاً بمعدل 1.1 هدف في كل مباراة، ما جعل تلك النسبة المثال الذي تقارن به كل إنجازات الهدافين في العالم، فمنذ أن كان في الـ17 من عمره حطم رقماً قياسياً في عدد أهدافه مع فريقه "تي إس في نوردلينغ"، إذ تمكن وفي موسم واحد من تسجيل 180 هدفاً من أصل 204 هدفاً لفريقه.

وبعد أولى خطواته في عالم الكرة، انتقل في عام 1964 إلى نادي بايرن ميونيخ، آنذاك لم يكن النادي في أحسن حالاته، وفي أول موسم له مع البايرن تمكن غيرد مولر من تسجيل 33 هدفاً في 26 مباراة، وشهد بايرن ميونيخ تطوراً كبيراً بوجوده وبعض الأساطير اللامعة مثل القيصر بيكنباور والحارس سيب ماير.

وأصبح واحداً من أفضل الأندية الأوروبية في السبعينيات، آنذاك حقق مولر مع البايرن جميع الألقاب الممكنة، دوري أبطال أوروبا للأندية ثلاث مرات متتالية وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبية وكأس كؤوس أوروبا.

ومع المنتخب الألماني أيضاً تمكن غيرد مولر من تحطيم أرقام قياسية، ففي عام 1970 نال لقب هداف كأس العالم، إذ سجل 10 أهداف خلال ست مباريات، وفاز مع المنتخب الألماني ببطولة الأمم الأوروبية عام 1972، وسجل هدف بطولة كأس العالم لمنتخبه عام 1974.

كما سجل مولر 14 هدفاً في كؤوس العالم، ظل يتربع بها طويلاً على عرش هدافي البطولة، حتى تفوق عليه رونالدو بتسجيله هدفه الشخصي رقم 15 في مرمى غانا في نهائيات ألمانيا 2006.

غيرد مولر

ولم يكن مولر يمارس تمارين خاصة، وكان يقول عن مهارته: "لدي حاسة خاصة بالتهديف، ولذلك كنت أسبق المدافعين بكسر من الثانية"، ويعد واحداً من خمسة لاعبين فقط نجحوا في هز الشباك أكثر من 700 مرة في مباريات رسمية، حيث سجل 735 هدفاً.

أحرز مولر 68 هدفاً دولياً، جاء معظمها في فترة رائعة من حياته بين سنتي 1969 و1972، حيث سجل خلال هذه الفترة 47 هدفاً في 34 مباراة.

وكان يتميز بإمكانيات فريدة من نوعها، تجعله مختلفاً عن أي رأس حربة آخر، فعلى الرغم من قصر قامته إلا أنه عُرف بارتقائه الرهيب وقدرته على التسديد من كافة الزوايا، فضلاً عن أنه يتسم بمرونة عالية وقدرته على التمويه الجسدي والتلاعب بالمدافعين داخل مناطق الجزاء.

يعتبر ثالث أكثر هدافي بطولات كأس العالم بعد مواطنه الذي حطم رقمه بالعقد الأخير، ميروسلاف كلوزه صاحب الـ16 هدفاً، ويليه الظاهرة البرازيلية رونالدو بـ15 هدفاً، فيما يبقى مولر ثاني هدافي العالم بـ85 هدفاً في 60 مباراة بدون أي ركلة جزاء.

مولر

ولم تقتصر أرقامه القياسية والخالدة عند هذا الحد، إذ يعتبر هو الهداف التاريخي للدوري الألماني الدرجة الأولى، بإحرازه 365 هدفاً في 427 مباراة، بمعدل قياسي للأهداف 1.2 هدف لكل مباراة بالبوندسليغا، فهو بكل تأكيد علامة مميزة في عالم الكرة، وإنجازاته ستبقى خالدة في تاريخ الكرة الألمانية، حتى وإن غلب على مولر النسيان لكنه لن يُنسى.

فلقد داهمه عام 2015 الماضي مرض الزهايمر، وأكد ناديه البافاري أن الأسطورة مولر يخضع لرعاية خاصة، في دار لرعاية المسنين بعيداً عن عائلته منذ إصابته بذلك المرض، ولم يكن خبر إصابة مولر بالزهايمر جديداً بالنسبة لإدارة البايرن، بل وحتى إنها تعرف أن مولر في مرحلة متقدمة من المرض، إذ أصبح كثير النسيان ولا يتذكر الكثير من أمور حياته.

وهو تماماً ما تحدث عنه هيرمان غيرلاند مساعد مدرب نادي بايرن ميونيخ وصديق مولر المقرب، بعد زيارته الأخيرة له في دار الرعاية حيث قال: "عندما زرت مولر مؤخراً، تذكرني وعندما أبلغته تحيات خاصة من لاعبيه السابقين مثل توماس مولر وديفيد ألابا وباستيان شفاينشتايغر، أجهش مولر بالبكاء".

وكانت هذه المحنة هي الثانية التي تساند فيها أسرة بايرن ميونيخ ابنها مولر، ففي عام 1991 وقفت بجانبه وساعدته في التغلب على محنته عندما كان مدمناً للكحول، وكان لزملائه السابقين كارل هاينز رومينيغه وأولي هونيس وفرانز بيكنباور دور كبير في إقناعه بالتخلي عن الكحول.

وبعد ذلك أسندت إليه إدارة النادي تدريب فريق الهواة في البافاري، وحينها أخرج نجوماً مثل توماس مولر وشفاينشتايغر للفريق الأول، فلم يكن أسطورة في الملاعب فقط بل في عمله بالتدريب بعد ذلك في خدمة ناديه المحبب أيضاً.

تحميل المزيد