من يعرفون كرة القدم جيداً يدركون إنها مثل الحياة، لا تسير أبداً على وتيرة واحدة، وإنما يمكن ان ترفعك إلى السماء وبعد دقيقة واحدة تسقطك على الأرض دون رحمة، ولعل هذا ما اختبره بنفسه واحد من أبرز لاعبي الكرة في تسعينيات القرن الماضي، الإيطالي روبرتو باجيو.
باجيو هو اللاعب الذي يعتبره البعض أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم إيطاليا، فضلاً عن أنه من أفضل اللاعبين خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وقد ملأ السمع والبصر في كأس العالم 1994، عندما قاد الآزوري إلى المباراة النهائية أمام منتخب البرازيل بتألق لافت طوال البطولة كأنه يلعب وحده،
ويكفي أن باجيو تكفل وحده بإحراز كل أهداف المنتخب الأزوري في المراحل الاقصائية بمعدل هدفين في نيجيريا في ثمن النهائي (2-1)، ثم مثلهما في مرمى إسبانيا في ربع النهائي (2-1) وهدفين آخرين في بلغاريا في نصف النهائي (2-1)، لكن الجميع نسى له كل ما فعله حين وقع في المحظور في نهائي كأس العالم أمام البرازيل بنجومها المتألقين وقتها، وأضاع ركلة الترجيح الأخيرة، مطيحاً بالكرة عالياً، لتخسر إيطاليا لقب المونديال.
باجيو لعب 56 مباراة دولية، سجَّل فيها 27 هدفاً، اعتزل اللعب دولياً في عام 2004، بعد أن أُجريت مباراة تكريمه ضد المنتخب الإسباني في مدينة جنوة، لم يشارك في بطولة أوروبا للأمم عام 1996 التي خرج فيها الآزوري من الدور التمهيدي، بعدما استبعاده المدرب من التشكيلة بسبب خطئه ذلك في نهائي مونديال 94، ويعتبر رابع أفضل هداف في تاريخ المنتخب.
بدأ باجيو مسيرته في عالم الساحرة المستديرة في عام 1981، عندما انضم إلى نادي فيتشينزا، ولعب له منذ عام 1981 وحتى عام 1985، وشارك في 36 مباراة، سجَّل فيها 13 هدفاً.
وفي عام 1985، انتقل باجيو إلى نادي فيورنتينا، ولعب له حتى عام 1990، وشارك في 94 مباراة، سجَّل خلالها 39 هدفاً. وفي عام 1990، انتقل إلى يوفنتوس بمبلغ 19 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ ضخم ورقم قياسي في ذلك الوقت، واستطاع أن يلعب مع اليوفي 141 مباراة، مسجلاً خلالها 78 هدفاً.
وفي موسم 1995-1996، انتقل باجيو لنادي إيه سي ميلان، وفاز معهم بلقب الدوري الإيطالي، ليصبح أول لاعب في تاريخ الدوري يفوز بلقب الدوري مرتين متتاليتين مع فريقين مختلفين، وشارك معهم في 51 مباراة، سجَّل فيها 12 هدفاً.
وفي عام 1997، انتقل باجيو إلى نادي بولونيا، لكي يستطيع المشاركة في كأس العالم لكرة القدم 1998، وبعد أن سجل 22 هدفاً في 30 مباراة، استطاع أن يحجز له مكاناً بدلاً من المهاجم الشاب ألساندرو دل بييرو.
ثم انتقل باجيو بعد كأس العالم إلى نادي إنتر ميلان، ولكنه لم يشارك كثيراً بسبب مشاكله مع مدرب الفريق آنذاك مارتشيلو ليبي، حيث لعب 41 مباراة، سجّل فيها 9 أهداف فقط؛ وهو ما أدى إلى خسارته لمكانه في منتخب إيطاليا، حيث لم يتم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب في بطولة أمم أوروبا 2000.
وفي عام 2000، انتقل إلى نادي بريشيا، واستطاع أن يلعب معهم 95 مباراة، سجل خلالها 43 هدفاً، وبعد أن اعتزل كرة القدم في عام 2004، أصبح خامس أفضل هداف في تاريخ الدوري الإيطالي، بعد كل من سيلفيو بيولا وغونار نوردال وغوزيبي مياتسا وخوسيه ألتافيني.
لعب باجيو مع منتخب إيطاليا في 3 نهائيات لكأس العالم وسجل خلالها مجموع 9 أهداف، حيث إنه يصنف باللاعب الإيطالي الأكثر تسجيلاً في كأس العالم.
كما نال عدة جوائز خلال مسيرته الكروية العظيمة، حيث تُوِّج بلقب أفضل لاعب في العالم عام 1993، وكذلك أفضل لاعب في أوروبا للعام نفسه، بالإضافة إلى كونه أفضل خامس هداف في تاريخ الدوري الإيطالي، وأيضاً اللاعب الإيطالي الوحيد الذي يسجل في 3 نهائيات كأس عالم، كما يعد أفضل رابع هداف في تاريخ المنتخب الإيطالي عامة.