في ذروة المعاناة الأوروبية من تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19″، يبدو أن هناك مشروع أزمة على وشك الانفجار بين فرنسا وإيطاليا، بسبب مباراة أولمبيك ليون مع يوفنتوس في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا والتي أقيمت في السادس والعشرين من فبراير/شباط الماضي.
وذكرت صحيفة "Le Point" الفرنسية نقلاً عن طبيب فرنسي يدعى مارسيل غاريغو غراندشامب، أنه سبق أن حذَّر وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، من السماح بحضور مشجعي النادي الإيطالي للمباراة التي أقيمت بمدينة ليون، لأن ذلك من شأنه نشر فيروس كورونا في المدينة الفرنسية.
وذكر غراندشامب، في بيان لاذع نُشر على موقع اتحاد الأطباء الفرنسيين، أنه ما كان يجب السماح للجماهير الإيطالية بحضور هذه المباراة، لأن جمهور اليوفي ليس من تورينو وحدها؛ بل هو من كل أنحاء إيطاليا ومن بينها إقليم لومبارديا الذي كان بؤرة تفشي الوباء في إيطاليا آنذاك.
وأضاف الطبيب بحسب ما ذكره موقع Archyde.com، أنه خلال أسبوعين فقط من تلك المباراة انفجرت حالات الإصابة بفيروس كورونا في إقليم رون الذي تتبع له مدينة ليون.
ودلل الطبيب على صحة وجهة نظره، بالإشارة إلى مباراة في الدوري الإيطالي أقيمت على ملعب سان سيرو يوم التاسع عشر من فبراير/شباط، حفلت بنحو 46 ألف مشجع في الملعب، وبعد يومين فقط من تلك المباراة، أعلِنَ عن أول حالة وفاة في إيطاليا، ثم أسبوعين، أي بحلول الرابع من مارس/آذار، كان إقليم لومبارديا الذي تتبع له مدينة ميلان يشهد أكبر عدد من المصابين بالفيروس بين مناطق إيطاليا.
وشهدت فرنسا حالة من الجدل العنيف قبل المباراة المشار إليها، بسبب سماح السلطات الفرنسية بدخول 3000 مشجع إيطالي الى البلاد لحضور المباراة، تحت زعم أن مدينة تورينو التي ينتمي إليها اليوفي لم تكن في ذلك الوقت من المناطق الموبوءة بالفيروس.
ووجّه سياسيون انتقادات لسماح السلطات بحضور مشجعي يوفنتوس الإيطالي إلى مدينة ليون، في ظل تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد بإيطاليا.
تزعمت الانتقاداتِ سيغولين رويال المرشحةُ السابقة للانتخابات الرئاسية الفرنسية، ومارين لوبان زعيمة "التجمع الوطني" اليميني، غداة تأكيد يوفنتوس حصول مشجعيه على الضوء الأخضر للانتقال إلى ليون لحضور المباراة، وأنه "لن يتم فرض أي قيود" عليهم.
وقالت رويال إن هذه الخطوة "تبدو غير منطقية". وتابعت: "ربما في حوزة الحكومة معلومات لم يطَّلع عليها الرأي العام، لكن أعتقد أنه بغرض تفادي التسبب في هلع؛ علينا اعتبار أن الرأي العام الفرنسي ناضج، ولديه القدرة على تفهُّم ذلك، لكن بشرط أن يجري إطلاعه" عليها.
من جهتها، قالت لوبان: "أعتقد أنه من غير المنطقي استقبالهم"، في إشارة إلى مشجعي بطل إيطاليا بالمواسم الثمانية الأخيرة، مضيفة: "نجد أنفسنا مجدداً أمام تناقض من قِبل الحكومة".
لكنَّ المسؤولين دافعوا عن السماح لمشجعي يوفنتوس بالحضور، رغم أن إيطاليا كانت قد سجلت حتى ما قبل المباراة المشار إليها، 10 حالات وفاة وأكثر من 300 حالة إصابة، وسط إجراءات لعزل 11 بلدة، لا سيما في مناطق شمال البلاد.
وقال وزير الدولة الفرنسي للتربية والشباب غابريال عطال، إن الخبراء في المجال الصحي يقولون إنه من غير الضروري منع المشجعين من الحضور أو دخول البلاد، مضيفاً: "هل تفشى الفيروس في منطقة تورينو مقر يوفنتوس؟ كلا".
وانتهت المباراة بفوز غير متوقع لفريق أولمبيك ليون على يوفنتوس بهدف نظيف، في حين تم تأجيل لقاء العودة بين الفريقين في تورينو، بسبب تعليق النشاط الكروي في أوروبا عقب تفشي فيروس كورونا المستجد.