في لقاء تلفزيوني قديم، تم تسجيله قبل 17 عاماً تقريباً، جرى الكشف عنه حديثاً، كشف الأرجنتيني ليونيل ميسي قبل أن يصبح أسطورة برشلونة، عن علاقة الغرام التي تربطه بالنادي الكتالوني منذ أن انضم إلبه وهو طفل.
وقال ميسي الذي كان في السادسة عشرة من عمره، حين ظهر في ذلك اللقاء على قناة برشلونة بمناسبة توقيعه عقده الأول مع النادي كلاعب محترف، إنه سعيد جداً في برشلونة ويتمنى أن يبقى في كامب نو حتى نهاية مسيرته الكروية.
ليو الذي ظهر في الفيديو الذي كشفت عنه صحيفة Marca الرياضية الإسبانية، مثل عادته، بالغ الخجل ويردُّ على قدر السؤال بلا استطراد في الكلام، تحدَّث عن ظروف توقيع عقده الاحترافي مع برشلونة، فقال ببراءة طفولية: "لقد استدعوني وقالوا لي إننا سنجعل منك لاعباً محترفاً، وكانت فرحتي طاغية بما حدث".
وعن إمكانية رحيله عن البارسا لو لم يوقع عقداً احترافياً مع النادي، مثلما فعل زميله في أكاديمية لا ماسيا، سيسك فابريغاس، الذي شد رحاله صوب نادي أرسنال الإنجليزي، ردَّ ميسي بصوت لم يخلُ من توتر: "لم أفكر قَط في أن أفعل مثله".
وأضاف النجم الملقب بـ"البرغوث"، كأنه يقرأ طالِعه في كرة بلورية: "أنا سعيد في برشلونة، وأعلم أنني هنا من أجل اللعب والاستمتاع، وكل ما أتمناه بعد ذلك آخر سيتحقق شيئاً فشيئاً".
وروى ميسي عن بداية التحاقه ببرشلونة وتأخر توهج نجمه، فقال إنه عندما وصل الى النادي، وهو طفل كان خجولاً قليل الكلام، ولهذا تأخر انسجامه مع بقية زملائه، لكنهم علَّموه أن يكون أكثر جرأةً وأكثر اجتماعية في التعامل داخل النادي.
كما كشف ميسي أنه قضى فترة صعبة للغاية في أول 6 أشهر بعد انضمامه إلى البارسا، "في البداية لم ألعب، لأنني لم أكن أحمل أوراقي الثبوتية، وبعد أن لعبت أُصبت في أول مباراة، وغبت شهرين عن الملعب، كانت فترة سيئة للغاية، لكن ما هوَّن عليَّ وجود عدد من الزملاء الجيدين حولي".
وقال الأسطورة الأرجنتينية إنه لا يفضّل التقيد بمركز معين داخل الملعب، لأن ذلك يحدُّ من استمتاعه باللعب، فهو يستمتع بالتحرك المستمر أمام لاعبي وسط الملعب لتسلُّم الكرة بحيث تبقى في قدمه أطول وقت، وحينما يرغب في تمريرها يكون أمامه عديد من الخيارات، لكن إذا كان ضرورياً اختيار مركز فسيكون المركز رقم 10، أي المهاجم الوهمي أو صانع اللعب خلف المهاجمين.
من ناحية أخرى أكد ميسي بصفته قائد الفريق، أن رواتب اللاعبين سيتم تخفيضها، وستضاف إليها نسبة اقتطاع؛ للمساهمة في ضمان دفع رواتب الموظفين الآخرين في النادي بشكل كامل، خلال فترة الأزمة التي تمر بها إسبانيا والعالم من جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وانتقد ميسي في رسالة مطولة نشرها على حسابه الرسمي بموقع إنستغرام، مجلس إدارة النادي برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو، الذي اتهمه بتقويض اللاعبين خلال المفاوضات الأخيرة.
وفرض تفشي فيروس كورونا شللاً شبه تام في مختلف النشاطات الرياضية حول العالم، وأدى الى تعليق منافسات كرة القدم في إسبانيا.
وبدأت أندية إسبانية باللجوء الى خفض الرواتب مؤقتاً؛ للتأقلم مع التبعات المالية لتوقُّف المباريات حالياً، أبرزها أتلتيكو مدريد الذي طلب من سلطات العمل المحلية السماح له بخصم جزء من رواتب اللاعبين والجهاز الفني.
وكتب ميسي: "من جانبنا، حان الوقت لإعلان أننا بالإضافة إلى تخفيض 70 بالمئة من راتبنا خلال حال الطوارئ، سوف نقدم مساهمات حتى يتمكن موظفو النادي من تحصيل 100 بالمئة من رواتبهم طالما استمر هذا الوضع".
وأضاف: "نريد أن نوضح أن رغبتنا كانت دائماً في تخفيض الرواتب، لأننا نفهم تماماً أن هذا وضع استثنائي، ونحن أول من ساعد النادي دائماً عندما طُلب منا ذلك"، متابعاً: "لقد قمنا بذلك في كثير من الأحيان بمبادرة منا عندما رأينا أن ذلك ضروري أو مهم".
ولفت ميسي إلى أن هناك "من داخل النادي من حاول وضعنا تحت المجهر والضغط علينا للقيام بأمر كنا نعرف دائماً أننا سنفعله".
وسرعان ما نشر مختلف زملاء ميسي الرسالة على حساباتهم الخاصة، ومن ضمنهم جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، والأورغوياني لويس سواريز، والفرنسي أنطوان غريزمان، والهولندي فرانك دي يونغ، والتشيلي أرتورو فيدال، والحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن.
وشاب التوتر لأشهر، العلاقة بين لاعبي برشلونة ومجلس الإدارة، حيث وجَّه ميسي انتقادات علنية إلى المدير الرياضي الفرنسي إريك أبيدال، في فبراير/شباط الماضي، بعدما أدلى الأخير بتصريحات انتقد فيها اللاعبين.
من جهته، أصدر النادي الكاتالوني المتوَّج بطلاً لإسبانيا في الموسمين الماضيين، بياناً بعد نشر رسالة ميسي، أكد فيه أن "كل الفرق الرياضية المحترفة وغالبية (أفراد) فريق كرة السلة" وافقوا على خفض رواتبهم.
وأضاف البيان: "في حالة الفريق الأول لكرة القدم، سيكون الخفض أكثر من 70 بالمئة كما هو متفق عليه مع النادي. هذه المساهمة الإضافية من جانب الفريق، بالإضافة إلى مساهمة النادي نفسه، ستضمنان دفع 100 بالمئة من رواتب جميع الموظفين غير الرياضيين، الذين سيخضعون للتعليق المؤقت هذا الأسبوع".