يبدو أن النجم العربي الجزائري رياض محرز قد حسم أمره بشأن الرحيل عن ملعب الاتحاد، رغم تزايُد اعتماد المدرب الإسباني لفريق مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، عليه في الفترة الأخيرة.
وكشفت تقارير صحفية إسبانية وإنجليزية، أن محرز لا يزال لا يشعر بالراحة في ملعب الاتحاد، وهو الشعور الذي يتملك اللاعب منذ وصوله إلى ملعب الاتحاد صيف 2018 من فريقه السابق ليستر سيتي، في صفقة قياسية بلغت 80 مليون يورو تقريباً، ليكون أغلى لاعب عربي في أوروبا.
لكن منذ التحاقه بفريق السيتي لم يعتمد عليه المدرب غوارديولا بشكل أساسي، ولم يبدأ الكثير من مباريات الفريق، سواء في الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا، حيث كان المدرب الإسباني يفضل البدء بالبرتغالي برناردو سيلفا على الجناح الأيمن الذي يشغله محرز، وبالألماني ليروي ساني في الجناح الأيسر.
وقالت صحيفة don Balon اليومية الإسبانية إن محرز اعتزم الرحيل عن مانشستر سيتي في الصيف المقبل، رغم تبقي 3 مواسم في عقده مع النادي الإنجليزي، وعزت ذلك القرار إلى أن قائد منتخب الجزائر بات في عمر التاسعة والعشرين، ويشعر أن عليه استثمار ما تبقى من سنوات قليلة له في الملاعب على أحسن ما يكون.
وبجانب مخاوف محرز من عودة غوارديولا لركنه على دكة البدلاء بعد عودة ساني من الإصابة، يريد لاعب ليستر السابق الالتحاق بفريق يشارك في دوري أبطال أوروبا، وهو ما لن يوفره له السيتي المعاقَب بالحرمان من المشاركة في البطولة الأوروبية الأهم لمدة عامين.
من جانبها، قالت صحيفة Mirror البريطانية، إن غوارديولا في الغالب لن يمانع في رحيل محرز، الذي لا يُصنّف في السيتي باعتباره نجماً مثل دي بروين أو رحيم سترلينغ، وإنما مجرد لاعب جيد في التشكيلة التي تضم العديد من الجيدين.
لكن النقطة التي يمكن أن تحكم سير المفاوضات هي السعر الذي يريده مانشستر سيتي للاستغناء عن محرز، وسط توقعات بألا يقل عن مئة مليون يورو، خاصة أن النادي ينوي دخول الميركاتو الصيفي المقبل بقوة لترميم صفوف الفريق، أملاً في العودة للمنافسة الجادة على لقب البريميرليغ في الموسم الجديد.
وذكرت الصحيفة الإسبانية أن سعر تحرير محرز قد يكون العائق الأهم في خطة انتقاله إلى ريال مدريد، حيث يدرس فلورنتينو بيريز، رئيس النادي الملكي الإسباني، الأمر بعناية فائقة، في ظل عدد من التفاصيل التي قد لا تكون في صالح النجم الجزائري.
أبرز تلك التفاصيل أن محرز صانع لعب في الأساس أكثر من كونه هدافاً، حيث سجل في الموسم الحالي 6 أهداف وصنع 8، بينما مدرب الريال الفرنسي زين الدين زيدان يريد التعاقد مع هداف، لعلاج العقم الذي يعاني منه الميرينغي، في ظل إخفاق الصربي يوفيتش في إثبات وجوده، وابتعاد الفرنسي كريم بنزيمة عن هز الشباك في الفترة الأخيرة.
كذلك يملك ريال مدريد أكثر من لاعب في نفس مركز محرز وقدراته، مثل الويلزي غاريث بيل، والإسباني أسونسيو، ولوكاس فاسكيز، بجانب الناشئَيْن البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو.
ولم تقدم أي من الصحيفتين تفاصيل محددة عن عرض باريس سان جيرمان الفرنسي للنجم الجزائري، لكن آراء فنية رجحت أن تكون رغبة نادي العاصمة الفرنسية في التعاقد مع رياض مرتبطة برحيل البرازيلي نيمار عن الفريق في الصيف المقبل، كما تشير الكثير من التقارير.
وكان محرز قد تألق بشكل واضح على ملعب سانتياغو برنابيو في المباراة التي فاز بها مانشستر سيتي على ريال مدريد في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، واستطاع الجزائري تهديد مرمى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا بشكل مستمر طيلة التسعين دقيقة.
ونجح محرز في قيادة منتخب محاربي الصحراء الجزائري للفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية، صيف العام الماضي، وذلك للمرة الثانية في تاريخه، بعد الأولى التي كانت في عام 1990، حين استضافت الجزائر النهائيات الإفريقية.