رغم تواصل أزمته الحالية في السجن بدولة باراغواي ورفض النائب العام في الدولة الأمريكية الجنوبية التظلّم الذي تقدَّم به محاميه للإفراج عنه، لا يزال النجم البرازيلي رونالدينيو يصنع الحدث بالطريقة التي اعتادها في السنوات الأخيرة، وهي من خلال أخباره خارج الملاعب وليس داخلها.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، طوال اليومين الماضيين، خبر فوز فريق السجن الذي لعب رونالدينيو ضمن صفوفه، على فريق آخر من المسجونين، حيث نجح لاعب برشلونة السابق في قيادة فريقه للفوز بنتيجة 11-2، بعدما سجل 5 أهداف وصنع 6 آخرين، ليفوز فريقه بجائزة المباراة، وهي عبارة عن مجسم من الذهب لخنزير.
في غضون ذلك نقلت وسائل إعلام أوروبية عدة، نفي الأرجنتيني ليونيل ميسي، أسطورة نادي برشلونة الإسباني، الخبر المتداول قبل أيام عن تبرعه بسداد 4 ملايين يورو، للإفراج عن رونالدينيو زميله السابق في النادي الكتالوني، علماً بأن المبلغ المذكور يمثل قيمة الغرامة المفروضة على اللاعب البرازيلي في بلاده بناء على شكوى من الضرائب البرازيلية بتهربه من سداد ضرائب عن فيلا يملكها على أحد شواطئ ريو، وهي الغرامة التي لم يدفعها رونالدينيو؛ ومن ثم قررت السلطات سحب جواز سفره، وهو ما اضطره إلى الحصول على جواز مزور أوقعه في المشكلة الحالية.
كما تؤكد الأنباء أن رونالدينيو، الفائز مع منتخب البرازيل بمونديال 2002، يتكيف بسرعة كبيرة في سجن باراغواي، الذي يقبع فيه مع شقيقه بعد محاولته دخول البلاد بجواز سفر مزور.
وقال بلاس فيرا، أحد حراس السجن، في اتصال هاتفي مع موقع ABC الإسباني: "بشكل عام، يبدو في حالة معنوية جيدة، تماماً كما يظهر على شاشات التلفزيون، مبتسماً دائماً".
وكان رونالدينيو وشقيقه روبرتو دي أسيس موريرا، قد أُلقي القبض عليهما في السادس من مارس/آذار؛ لاستخدامهما جوازات سفر مزورة لدخول البلاد.
طلب محامي اللاعب السابق، سيرجيو كيروز، من المحكمة وضع رونالدينيو رهن الإقامة الجبرية في منزله، وقدَّم ضمانات بعدم مغادرة اللاعب أو أخيه البلاد، مبرراً طلبه الإفراج عن اللاعب الفائز بالكرة الذهبية من قبلُ، بأن التصرف فعله ينمُّ عن غباء من رونالدينيو.
وكان رونالدينيو قد أُودع سجناً شديد الحراسة يتمتع بأجواء خاصة، ويقع في ضواحي العاصمة أسونسيون. لا يوجد في هذا السجن سوى 195 سجيناً، على قائمة تتضمن سجناء سياسيين وضباط شرطة متهمين بالفساد وبعض أهم تجار المخدرات في البلد الواقع بأمريكا الجنوبية.
يتشارك روني وشقيقه زنزانة بها سريران وجهاز تلفزيون ومروحة. ويتعين على اللاعب السابق في برشلونة وباريس سان جيرمان وإيه سي ميلان أن يستخدم حماماً مُشتركاً، ويقضي معظم اليوم بساحة السجن. ويوفر له محاموه الطعام، لذلك لم يشارك رونالدينيو زملاءه في غرفة طعام حتى الآن.
ووفقاً لبلاس فيرا، فإن أخطر السجناء موجودون في جزء من السجن غير الذي يوجد فيه اللاعب السابق. وأضاف: "نحرص على أن يكون مستريحاً قدر الإمكان".
خلال أيام اعتقاله تلك، تلقى نجم برشلونة السابق زيارة من اللاعب الباراغوياني السابق في أتلتيكو مدريد كارلوس جامارا، الذي لعب كذلك في عديد من الأندية البرازيلية.
وكان رونالدينيو، الذي عيّنته وزارة الخارجية البرازيلية في العام الماضي سفيراً للسياحة، قد وصل إلى باراغواي الأسبوع الماضي، بدعوة من مالك أحد الأندية الليلية في العاصمة أسونسيون.
ونشرت صحيفة Marca الاسبانية تقريراً بعنوان"سقوط رونالدينيو"، قالت فيه إن الأزمة الحالية التي يواجهها اللاعب النابغ ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل طويل من الإخفاقات التي وقع فيها.
وقالت الصحيفة إن اللاعب لم يقدم لكرة القدم ما يتوافق مع موهبته الفذة كأحد أبرز اللاعبين في القرن الجديد، والسبب الوحيد في ذلك هو سلوكه غير المنضبط خارج الملعب؛ وهو ما دفع المدرب بيب غوارديولا إلى الاستغناء عنه في بداية توليه تدريب برشلونة عام 2008، بعدما وجد أن سلوك رونالدينيو يمثل نموذجاً سيئاً للاعبين الصغار في الفريق.