نسيت جماهير ريفر بلايت الأرجنتيني أحزانها على ضياع لقب الدوري المحلي، الذي توج به قبل يومين الغريم التقليدي في العاصمة بوينس أيرس، فريق بوكا جونيورز، بسبب قصة الجدة العجوز ريتا التي تبلغ من العمر 90 عاماً وتعاني من مرض الزهايمر (ضمور خلايا المخ)، ولا تتذكر من حياتها الطويلة سوى زوجها الراحل وابنتيها، وأنها من مشجعي فريق ريفر بلايت.
وتوج بوكا جونيورز بالدوري الأرجنتيني الممتاز لكرة القدم بعد تغلبه بهدف نظيف على ضيفه خيمناسيا الذي يدربه الأسطورة دييغو مارادونا وسقوط غريمه ريفر بلايت في فخ التعادل 1-1 أمام مضيفه أتلتيكو توكومان في الجولة الأخيرة من البطولة، ليظل لقب الدوري مستعصياً على ريفر منذ عام 2014، وهو الذي كان قبل الجولة الأخيرة يتصدر الترتيب بفارق نقطة لكنه أهدى اللقب لغريمه الأزلي بتعادله.
قصة ريتا انتشرت بشكل واسع بعدما كتبت حفيدتها دولوريس، رسالة على حسابها على تويتر هزّت البلاد، إذ سرعان ما انتشرت بين مشجعي نادي ريفر بلايت الأرجنتيني.
جاء في الرسالة: "تبلغ جدتي الكبرى 90 عاماً. إنها مصابة بمرض الزهايمر، ولا تعرف مَن أكون، ولا تعرف عائلتها، ولا تتذكر أي أحد في العموم. ذهبت لرؤيتها بالأمس، وعندما رأتني قالت لي: (أأنتِ من مشجعي ريفر؟ أنا أيضاً، يجب أن يشجع المرء من يحب. الآن لديّ صديقة من ريفر). أحبك إلى الأبد جدتي". انتشرت كلماتها المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي مع أكثر من 180 ألف إعجاب.
قالت دولوريس لموقع Infobae الأرجنتيني: "تلقيت ردوداً كثيرة للغاية من أشخاصٍ شعروا بأن ذلك يبدو مألوفاً لأن جداتهم أو أجدادهم لديهم المرض نفسه، وأيضاً ردوداً من مشجعي ريفر ممن وصلتهم القصة".
في طفولتها، كانت دولوريس تنتظر يوم الجمعة عندما كان جدها إدواردو يمر عليها ليقلّها من منزلها لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معاً. كانت المسافة التي تبلغ 40 كيلومتراً هي بداية العلاقة بينها وبين جديها. رغم ذلك، وضع كلٌّ من مرور الزمن وعجز جدّها عن القيادة نهاية للزيارات المعتادة.
وحتى اليوم، ما زالت دولوريس ذات الواحد والعشرين عاماً تشتاق إليهما. توفي إدواردو وأصبحت ريتا عجوزاً للغاية وتعيش في مأوى يوفر الرعاية اللازمة لامرأة في التسعين من عمرها وتعاني من الزهايمر.
مع ذلك لا تزال الشابة تسترجع صباح يومي السبت والأحد عندما كانت تجلس بجوارهما لمشاهدة برامجها المفضلة على القناة العاشرة.
اليوم، أصبحت حالة ريتا متأخرة للغاية. تقول دولوريس عنها: "لا تتذكر أي شيء تخبرها إياه في اللحظة نفسها، تسألك الأسئلة نفسها مراراً وتكراراً، ولا تتذكر فترات طويلة من حياتها بتاتاً. تتذكر فقط بكل دقة من كان زوجها وأن لديها ابنتان. ولا تتذكر بقية حياتها. ذهبت لزيارتها يوم السبت الماضي مرتدية ذلك القميص الذي تراه في الصورة، وعندما نظرت إلى شعار النادي أخبرتني هذه العبارة. بدأت أبكي، لأنها تتذكر فريق ريفر بلايت بينما لم تكن تعرف مَن أنا، لقد مسّ ذلك شغاف قلبي بشدة. كانت عيناها تذرفان دموعاً كثيراً، لذا كانت تحمل منديلاً وتجفف عيناها"، واصلت دولوريس دون انتظار رد من جدتها: "لديّ الآن صديقة من ريفر".
بكت الجدة والحفيدة إلى أن قالت الجدة شيئاً حوّل الدموع إلى ابتسامات: "أنا لا أحب بوكا". وكانت ترمي إلى فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني.
كان تشجيع ريفر تراثاً في العائلة، قالت دولوريس ضاحكة: "وُلدتُ منتمية إلى ريفر"، مضيفة: "جميعنا هنا مشجعون ومثلما كنا نعيش الحالة نفسها التي تعيشها ريتا، كنا نقضي الأيام معاً، لذا يمكنني القول إنها كانت تشجع ريفر من أجلنا".
ما زالت تعشق ريفر عن بعد، وزيارة ملعب مونومنتال أنتونيو فيسبوسيو ليبرتي (الخاص بفريق ريفر بلايت) هي مسألة عالقة، ويبدو حلم الذهاب إلى الملعب مع جدتها بعيد المنال أكثر فأكثر.
وتابعت دولوريس، التي تصف جدتها بأنها "شخص مُخلص"، قائلة: "اليوم سيكون ذلك مستحيلاً لأنها تجلس على كرسي متحرك وهي طاعنة في السن".
ومضت دولوريس في وصف جدتها قائلة: "هي فاتنة، حلوة، لطيفة، وتمنحك دائماً ابتسامة. مثل جدي الكبير".