تواجه الكرة الإيطالية وأنديتها الشهيرة أسوأ تهديد لها في السنوات الأخيرة، بعد إعلان الدولة الأوروبية منطقة منكوبة بفيروس كورونا المميت، عقب اكتشاف 200 حالة في 4 مقاطعات مهمة منها لومبارديا التي تضم مدينة ميلان بفريقيها الشهيرين إيه سي وإنتر، وكذلك مقاطعة بيمونتي التي تقع فيها مدينة تورينو حيث مقر فريق يوفنتوس.
وبعد تأجيل 6 مباريات في الجولة الخامسة والعشرين من الدوري الإيطالي كان مقرراً إقامتها الأحد الثالث والعشرين من فبراير/شباط، بينها لقاء إنتر ميلان وصيف جدول ترتيب الدوري مع سامبدوريا، بات الحديث يدور بقوة كما ذكرت صحيفة Marca الإسبانية عن مستقبل البطولات الإيطالية المختلفة مثل السيري A وكأس إيطاليا إذا اضطرت رابطة الدوري الإيطالي إلى تأجيل المزيد من المباريات.
كما مست المخاوف مشاركة الأندية الإيطالية المختلفة في البطولات الأوروبية حيث تشارك 3 فرق في دوري الأبطال هي يوفنتوس ونابولي وأتلانتا، وفريقان في الدوري الأوروبي هما روما وإنتر ميلان.
ونقلت الصحيفة عن جيوفاني مالاغا رئيس اللجنة الاولمبية الإيطالية قوله إن السلطات المعنية في الدولة تدرس الآن إمكانية إقامة المباريات بدون جمهور، خصوصاً أن استمرار تأجيل المباريات المحلية سيؤثر حتماً على استكمال الدوري والكأس، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى قرار نهائي بشأن ذلك.
وأوضح المسؤول وجهة نظره بالقول إن هناك 6 فرق إيطالية لديها مشاركات في البدولات الأوروبية بجانب التزاماتها المحلية، ومثلاً لو تم تأجيل لقاء القمة المنتظر يوم الأحد المقبل بين يوفنتوس وإنتر ميلان، فربما لن تتمكن الرابطة من إقامته إلا بعد نهاية الدوري بسبب التزامات الناديين الأوروبية والمحلية.
وحتى هذا الحل لن يكون سهلاً، لأن الاتحاد الإيطالي ملتزم بإنهاء المسابقة قبل موعد إقامة كأس أمم أوروبا في يونيو/حزيران المقبل، بوقت كاف لإتاحة الفرصة أمام مدرب المنتخب الإيطالي، روبرتو مانسيني لتجهيز لاعبيه للبطولة التي يأمل الطليان في المنافسة على لقبها عطفاً على أداء الآزوري الرائع في التصفيات.
ومن المقرر أن يستضيف يوفنتوس متصدر الدوري الإيطالي وصيفه في جدول الترتيب، فريق إنتر يوم الأحد المقبل على ملعب يوفنتوس أرينا في تورينو، لكن حتى كتابة هذه السطور لم يتحدد ما إذا كانت المباراة ستقام بدون جمهور، أو ستؤجل لموعد لاحق، خصوصاً أن تورينو من المناطق المنكوبة بفيروس كورونا المميت.
في غضون ذلك تلقى نادي برشلونة الإسباني كما ذكرت صحيفة Daily Mail اليومية البريطانية رسالة من الاتحاد الإيطالي لكرة القدم لإعلامه بأن كل بعثة الفريق بمن في ذلك لاعبو ونجوم البارسا وفي مقدمتهم الأسطورة ليونيل ميسي سيخضعون لإجراءات صحية معقدة لفحص الفيروس، قررت السلطات الإيطالية أن يخضع لها كل المسافرين عبر كل المطارات الإيطالية بعد إعلان البلاد منطقة منكوبة بفيروس كورونا.
ووصلت بعثة فريق برشلونة إلى مطار نابولي عصر الإثنين وسط إجراءات أمنية وصحية مكثفة، رغم أن مدينة نابولي ليست من المناطق المنكوبة في إيطاليا حتى الآن.
في نفس الوقت تدرس السلطات الإيطالية بجدية إقامة مباراة العودة بين إنتر ميلان مع لودوغوريتس البلغاري في دور الـ32 للدوري الأوروبي المقررة مساء الخميس السابع والعشرين من فبراير/شباط بدون جمهور، وكان النيراتزوري قد فاز خارج أرضه يوم الخميس الماضي بهدفين نظيفين.
وفي حالة الاستقرار على إقامة المباريات بدون جمهور، سيسمح ذلك للأندية المشاركة في البطولات الأوروبية باستكمال مسيرتها خصوصاً ناديي إنتر ميلان ويوفنتوس اللذين يقعان ضمن المناطق المنكوبة، ما يضعهما في مواجهة تهديد الاستبعاد من المسابقات الأوروبية إذا فشلت جهود الحكومة الإيطالية في السيطرة على فيروس كورونا الفتاك.
كما يسمح الإجراء الجديد (إقامة المباريات بدون جمهور) باستكمال مباريات الدوري والكأس بشكل طبيعي، لكنه سيكون مثل العلاج المر، الذي يتوجب على الأندية والجماهير الإيطالية تجرعه، كما اعترف وزير الرياضة في إيطاليا فينشينزو سبادافورا في تصريحات صحفية، طالب فيها الجميع بالتصرف بشكل مسؤول حتى "نتجنب انتشار الخطر".