إذا كانت هناك عبارة يمكن أن تلخص حال الميركاتو الشتوي الذي أغلق بنهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، فهي أن الجبل تمخض فولد فأراً، حيث لم يشهد الميركاتو إبرام صفقات مدوية مثلما كان منتظراً بالرغم من أن أندية الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا أنفقت خلال الميركاتو 770 مليون يورو للتعاقد مع لاعبين، وهو نفس المبلغ تقريباً خلال السنوات السابقة.
وعلى غير المتوقع لم تكن هناك نهاية سعيدة للأورغوياني إدينسون كافاني، مهاجم باريس سان جيرمان، والفرنسي أوليفييه جيرو مهاجم تشيلسي خلال الساعات الأخيرة من الميركاتو الشتوي، حيث استمر الأول مع باريس سان جيرمان بالرغم من الأنباء التي أشارت إلى انتقاله إلى فريق أتلتيكو مدريد الإسباني، كما بقى مهاجم منتخب الديوك مع البلوز رغم عدم مشاركته في المباريات.
من جانبه، أوضح ليوناردو، المدير الرياضي لفريق باريس سان جيرمان، يوم الجمعة الماضي: "لم نتوصل لاتفاق مع أي شخص" حول شراء كافاني، مضيفاً أن المهاجم الأوروغوياني سيشارك مع الفريق لبقية الموسم.
وكان كافاني، بحسب ما ذكرت صحيفة Le Monde الفرنسية، قد أعرب عن نيته الرحيل عن الفريق، حيث ينتهي عقده في الصيف المقبل. بيد أن المفاوضات بين النادي الفرنسي وإدارة أتلتيكو مدريد قد توقفت.
وعرض المسؤولون في الفريق الإسباني مبلغ 15 مليون يورو لشراء اللاعب، وهو ما رفضه مسئولو سان جيرمان، لاعتقادهم بأن العرض يُعد ضئيلاً مقارنة بإمكانيات اللاعب، فهو الهداف التاريخي للنادي برصيد 198 هدفاً.
إضافة إلى أن الصفقة التبادلية بين فريقي باريس سان جيرمان ويوفنتوس الإيطالي، التي يحصل بمقتضاها الفريق الإيطالي على خدمات لايفن كورزاوا مقابل الاستغناء عن ماتيا دي شيليو لم تتم، حيث عدل يوفنتوس عن إتمام الصفقة في آخر لحظة.
أما الفرنسي جيرو، الذي يعاني من التجميد مع البلوز منذ قدوم المدرب فرانك لامبارد، وكان يسعى للانتقال لفريق آخر قبل انطلاق بطولة الأمم الأوروبية بستة أشهر، فلم ينجح في الانتقال إلى أى فريق. وبالرغم من الأنباء التي تواترت حول اهتمام فريقي إنترميلان ولاتسيو الإيطاليين بالظفر بخدمات اللاعب، أغلق مدرب تشيلسي فرانك لامبارد الباب أمام اللاعب.
وهناك الفرنسي ستيفن نزونزي، لاعب خط وسط روما الإيطالي، الذي كان قد أُعير إلى فريق غالاطا سراي التركي لمدة ستة أشهر، ونجح في الانتقال إلى فريق استاد ريمس الفرنسي على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم مع وجود احتمالية للتمديد لموسم آخر.
في الدوري الفرنسي الممتاز، أبرم أولمبيك ليون صفقات عدة، حيث حصل على خدمات المهاجم كارل توكو إيكامبي ولاعب الوسط برونو غيماريش. وكان مدرب الفريق رودي غارسيا يبحث عن لاعب وسط مدافع ووجد ضالته في البرازيلي الشاب كاميلو البالغ من العمر 20 عاماً الذي كان يلعب في دوري القسم الثاني البرازيلي.
وباع النادي لاعب الوسط لوكاس توسارت مقابل 25 مليون يورو لفريق هيرتا برلين الألماني، لكنه لن ينضم إلى الفريق هذا الصيف.
كذلك أنفق موناكو الفرنسي 62 مليون يورو لإبرام صفقات للحصول على مواهب شابة، فقد حصل على لاعبي خط الوسط يوسف فوفانا ( 21 عاماً من ستراسبورغ) مقابل 15 مليون يورو، وأوريلين تشواميني (20 عاماً من بوردو) مقابل 20 مليون يورو .
وتعاقد الفريق أيضاً مع مدافع أوكسير الذي يلعب في دوري القسم الثاني، جان مارسيلين ( 19 عاماً) مقابل 10 ملايين يورو.
أما ناديا بوردو وأولمبيك مارسيليا، بقيادة المدرب البرتغالي أندريه فيلاش-بواش، فلم يبرما أي صفقات.
في ألمانيا كان فريق بروسيا دورتموند الرابح الأكبر بعدما نجح في إبرام صفقة مدوية بحصوله على المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، فضلاً عن استقدام لاعب خط وسط يوفنتوس الإيطالي إيمري تشان، الذي أُعير حتى نهاية الموسم مقابل مليون يورو مع إمكانية حصول النادي عليه نهائياً بشكل إلزامي مقابل 25 مليون يورو.
وفي ريال مدريد، أغلق زين الدين زيدان الباب أمام رحيل الجناح الويلزي غاريث بيل إلى توتنهام الإنجليزي، الذي يبحث عن مهاجم، إذ قال: "إنه معنا. أنا أعوّل عليه".
من جانبه، استثمر برشلونة في المستقبل من خلال تعاقده مع المهاجم البرتغالي الشاب فرانسيسكو ترينكاو، القادم من صفوف سبورتنغ براغا، مقابل 31 مليون يورو، أما أتلتيكو مدريد، فبعد فشله في الحصول على خدمات كافاني، استعاد لاعبه السابق، البلجيكي يانيك كاراسكو لتعزيز هجومه.
وكانت أغلى صفقة من نصيب مانشستر يونايتد، الذي أنفق 55 مليون يورو (60.74 مليون دولار) لشراء لاعب خط الوسط البرتغالي برونو فرنانديز.