تشتهر الأندية الإنجليزية بالاحتفاظ بالمدربين لسنوات طويلة جداً، ربما تتجاوز تاريخ انتهاء صلاحيتهم الفنية والتكتيكية، مثل الإسكتلندي السير أليكس فيرغسون الذي جلس على مقعد المدير الفني لمانشستر يونايتد مدة ناهزت الـ 27 عاماً، والفرنسي آرسين فينغر الذي درب آرسنال لمدة 22 عاماً.
لكن إنجلترا تعتبر أيضاً من الدول التي تحرق المدربين بشكل سريع، بدليل ما حدث هذا الموسم من إقالة 6 مدربين قبل أكثر من 18 جولة على نهاية الموسم والبقية تأتي.
مجلة FourFourTwo البريطانية رصدت قائمة بأقصر المدربين عمراً في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، كما يلي.
– بيبي ميل/وست بروميتش ألبيون (120 يوماً)
حلَّ بيبي ميل، المدرب السابق لفريق ريال بيتيس، محل ستيف كلارك في تدريب فريق وست بروميتش ألبيون، في 9 يناير/كانون الثاني 2014، لكنه أقيل من منصبه في 12 مايو/أيار من العام نفسه، بعدما وصل الفريق إلى المركز السابع عشر، بفارق ثلاث نقاط فقط عن منطقة الهبوط.
وواجهت فترة ميلي، المعروف في إسبانيا بأسلوب لعب يعتمد على نشر اللاعبين في أوسع مساحةٍ ممكنة من الملعب، مشكلاتٍ خارج الملعب مثل فسخ تعاقد الفريق مع اللاعب نيكولاس أنيلكا، والشجار الذي نشب في غرفة تبديل الملابس بين سايدو بيراهينو وجيمس موريسون.
ولم يكن الأداء جيداً كذلك، إذ فاز الفريق تحت قيادته بثلاث مبارياتٍ فقط من أصل 17 مباراة خاضها.
– ستيف ويغلي/ ساوثهامبتون (107 أيام)
اتخذت إدارة فريق ساوثهامبتون قراراً مفاجئاً بتعيين ستيف ويغلي مُدرِّباً دائماً في 23 أغسطس/آب 2004، بعد رحيل بول سترورك المفاجئ بمباراتين فقط.
وكانت الخبرة التدريبية لويغلي -الذي كان مدرب فريق شباب ساوثهامبتون آنذاك- تقتصر على تجربةٍ وحيدة جديرة بالذكر في تدريب فريق ألدرشوت في دوري الدرجة الخامسة الإنجليزي في منتصف تسعينيات القرن العشرين، لكنَّه قوبل بترحيبٍ من بعض المشجعين الذين كانوا قلقين من الشائعات التي تتكهَّن بعودة المدرب غلين هودل إلى قيادة الفريق.
وقد استمرت فترته مع الفريق 14 مباراة، من بينها فوزٌ لا يُنسى على فريق بورتسموث، لكنَّه لم يُقدِّم الكثير باستثناء ذلك الفوز حتى أقيل في10 ديسمبر/كانون الأول 2004.
– كلاوديو رانييري/ فولهام (106 أيام)
فاز المُدرِّب الإيطالي بثلاث مبارياتٍ فقط من أصل 16 مباراة قاد فيها فريق فولهام، بين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 و28 فبراير/شباط 2019.
مشكلات الفريق تحت قيادة المدرب الإيطالي تمثلت في التخلَّى عن أسلوب اللعب السريع المباشر بعد صعوده من دوري الدرجة الأولى.
كما تفاقمت المشكلات كذلك بسبب تصرُّفات المهاجم أبو بكر كمارا السيئة، بما في ذلك الشجار مع زميله في الفريق ألكسندر ميتروفيتش خلال إحدى جلسات اليوغا للاعبي الفريق.
غير أنَّ نهج المدرب الذي يعتمد على العودة إلى الأساسيات والمداورة الكثيفة بين اللاعبين لم يلق استحساناً لدى المشجعين أيضاً، إذ تعالت صيحات الكثير منهم وهم يهتفون ضد رانييري: "أنت لا تعرف ما تفعله" خلال مباراته الأخيرة التي قاد فيها الفريق، والتي انتهت بهزيمته بهدفين نظيفين أمام فريق ساوثهامبتون، الذي كان يرافقه في منطقة الهبوط، مما ترك فولهام على بُعد 10 نقاط عن المنطقة الآمنة وشبه محكومٍ عليه بالهبوط.
- توني آدمز/ بورتسموث (106 أيام)
كان آدمز يفتقر إلى الخبرة التدريبية حين تولى تدريب بورتسموث في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2008، باستثناء فترةٍ قضاها في منتصف العقد الأول من القرن الحالي مع فريق ويكمب.
لكنَّ مهمة قيادة فريق بورتسموث بعد هاري ريدناب، الذي رحل إلى تدريب توتنهام آنذاك، أصبحت أصعب بسبب بيع اللاعبين جيرمين ديفو ولاسانا ديارا بعد بضعة أسابيع من بداية الموسم.
ومع أنَّه كان على وشك قيادة الفريق إلى فوزٍ لا يُنسى على إيه سي ميلان في كأس الاتحاد الأوروبي -إذ تمكَّن الروسونيري في نهاية المطاف من إدراك التعادل بعد تسجيل هدفين متأخرين لتنتهي المباراة بهدفين لكل فريق- كان ذلك أفضل ما حدث في فترته مع الفريق التي شهدت فوزين فقط في 16 مباراة خاضها في الدوري الإنجليزي الممتاز وانتهت في 8 فبراير/شباط 2009.
– كولن تود/ ديربي كاونتي (98 يوماً)
حلَّ كولن، الذي يُعد من أساطير ديربي كاونتي، محل المُدرِّب العظيم الراحل جيم سميث في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2002، في وقتٍ كان الفريق يمر فيه بمأزقٍ شديد.
إذ كان يحتل المركز التاسع عشر برصيد خمس نقاط فقط، بينما تفاقمت أزمته بسبب عدم وجود أموالٍ كافية للتعاقد مع لاعبين جدد، والشائعات التي تكهَّنت برحيل بعض اللاعبين الشباب الموهوبين آنذاك مثل كريس ريغوت ومالكولم كريستي وسيث جونسون عن الفريق.
ومع أنَّ جونسون سرعان ما رحل عن الفريق ليقضي فترةً للنسيان مع فريق ليدز، فإن ريغوت وكريستي بقيا، لكنَّهما لم يستطيعا فعل الكثير لمنع مسيرة تود التدريبية مع الفريق من الانهيار على مرِّ ثلاثة أشهر بائسة انتهت بهزيمة الفريق في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام فريق بريستول روفرز الذي كان يلعب في دوري الدرجة الرابعة آنذاك، لتتم إقالته في 14 يناير/كانون الثاني 2002.
– تيري كونور/ ولفرهامبتون (91 يوماً)
كان المدرب البريطاني تيري كونور مهدداً بالإقالة من منصبه منذ اللحظة الذي تولى فيها تدريب ولفرهامبتون في 24 فبراير/شباط 2012، خلفاً للمدرب الأيرلندي ميك مكارثي، الذي كان كونور مساعداً له.
وتعهد جيز موكسي الرئيس التنفيذي للذئاب آنذاك بتعيين شخص ذي خبرة ليحل محل مكارثي، لكنه أخلف بوعده وكلَّف كونور بالمهمة وندم على ذلك لاحقاً.
إذ حصد الذئاب أربع نقاط فقط من 13 مباراة لم يذق الفريق فيها طعم الفوز تحت قيادة كونور المهزوز، ليحتل الفريق المركز الأخير في الدوري برصيد 25 نقطة وهو أسوأ رقم في تاريخ النادي.
وبعد إقالته في 30 يونيو/حزيران 2012، عاد كونور للعمل مدرباً مساعداً للفريق في ذلك الصيف، لكنه رحل عن الفريق بعدها ببضعة شهور.
- كيكي سانشيز فلوريس/ واتفورد (85 يوماً)
بعد عهد قصير من المشاكل الصغيرة مع خافيير غارسيا، الذي قادهم إلى المباراة النهائية من كأس الاتحاد الإنجليزي قبل أشهر قليلة، توجه نادي واتفورد إلى الإسباني كيكي فلوريس، في 7 سبتمبر/أيلول 2019 وهو الذي تولى المسؤولية الفنية للفريق خلال أولى حملاته في أعقاب عودته إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكان فلوريس قد قاد واتفورد قبل ذلك إلى منتصف جدول ترتيب الفرق، لكن ولايته الثانية في فيكارج رود، كان أقل ما يمكن وصفها به أنها كارثية.
لم يحقق واتفورد سوى فوز واحد فقط تحت قيادة المدرب الإسباني، إذ خسر أمام مانشستر سيتي بثمانية أهداف دون رد، وخسر ست نقاط حاسمة أمام ساوثهامبتون قبل إعفائه من مسؤولياته في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2019.
- بوب برادلي/ سوانزي سيتي (84 يوماً)
فاز برادلي على مدربين لهم شهرة كلاعبين مثل ريان غيغز ليحصل على عمله مع سوانزي، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
غير أن تأثره بكتاب الأسلوب الأمريكي في كرة القدم سرعان ما اجتذب سخرية المشجعين والصحافة منه. الأسوأ من هذا أنه فشل في حل مشاكل سوانزي الدفاعية، إذ لم تسلم شباكه من استقبال الأهداف سوى في مباراتين من أصل 11 مباراة.
بالرغم من أن هوو جينكينز، رئيس مجلس الإدارة، وصف "التعيين طويل الأجل الذي سيرسي الاستقرار داخل الملعب وخارجه"، أقيل برادلي في 27 ديسمبر/كانون الأول 2016، بعد أن حصل على ثماني نقاط فقط من 33 نقطة، متلقياً 29 هدفاً على طول الطريق، وهي إحصائية كانت تدعو إلى القلق.
- فرانك دي بور/ كريستال بالاس (77 يوماً)
بعد تحمل البقاء في وظيفة بائسة لمدة 85 يوماً في إدارة إنتر ميلان، كان ينبغي لدي بور أن يفترض أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر من ذلك. لكن ما تبين له أن الأسوأ ربما لم يأت بعد.
بعد أن خلف سام الاردايس، في كريستال بالاس في 26 يونيو/حزيران 2017، كُلف الهولندي باتباع نهج جديد على شاكلة ما يعرف بـ "سكسي فوتبول" في سيلهورست بارك.
لكن الأمور سارت بشكل سيئ في الاتجاه المعاكس، إذ خسر فريق النسور مبارياته الأربع الأولى في الدوري ذلك الموسم دون تسجيل هدف واحد.
بإقالته 11 سبتمبر/أيلول 2017 بعد مرور 77 يوماً، وهو أقل بثمانية أيام من عهده في الإنتر، يُعد عهد دي بوير في بالاس بالفعل الأقصر من حيث عدد المباريات.
– رينيه مولينستين/ فولهام (75 يوماً)
كان مولينستين مدرباً محترماً في الطاقم الفني لمانشستر يونايتد، وقد تحمل عهداً كارثياً إلى حد ما في تدريب نادي بروندبي قبل بضع سنوات من الوصول إلى فولهام، في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2013، حيث شجع لاعبيه ذات يوم على "العثور على حيوانهم الروحي" قبل إحدى المباريات، وتنقل بين كل واحد منهم ليسأله عن الحيوان الذي اختاره.
وعلى أي حال، فشل في إعادة الحماس إلى فريقه مرة أخرى، وفاز بـ 3 مباريات فقط من أصل 13 في الدوري. وفي 14 فبراير/شباط 2014، استبدل به فيليكس ماغات، الذي لم ينجح بشكل جيد هو الآخر.
– ليز ريد/ تشارلتون أتلتيك (41 يوماً)
كتب ريد كتاباً عن إدارة كرة القدم يدعى The Official FA Guide to Basic Team Coaching، قبل أن يصبح أسوأ مدير كرة قدم في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
شهدت فترة ولاية ريد، التي بدأت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2006، واستمرت ستة أسابيع، خروج النادي من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام نادي ويكمب، محرزاً فوزاً واحداً فقط في الدوري. ومن المؤلم أن سلوك ريد الانطوائي على مقعد المدير الفني في الملعب جعل الصحافة تلقبه بـ "Les Misérables"، الذي يعني "البؤساء"، بدلاً من اسمه "Les Reed".
انتهت المأساة بعد 41 يوماً فقط بإقالة ريد في 24 ديسمبر/كانون الأول. وجاء عيد الميلاد مبكراً بالنسبة لمشجعي تشارلتون في ذلك العام، ولكن ما هي الهدية التي كانت تنتظرهم تحت شجرة عيد ميلاد؟! كانت الهدية تولي آلان باردو الإدارة الفنية بدلاً منه.