مع تراجع حالة التفاؤل التي عاشتها جماهير برشلونة عقب إقالة المدرب إرنستو فالفيردي وتولي كيكي ستين المهمة بدلاً منه، خصوصاً بعد الهزيمة القاسية أمام فالنسيا وهي الاولى للبلوغرانا منذ عام 2007، يحمل التاريخ مفاجأة سيئة لمشجعي البارسا تنتظر الفريق الكتالوني في نهاية الموسم الحالي.
فكما تقول كتب التاريخ الرياضي، لم يسبق لنادٍ أقال مدربه بينما كان متصدراً جدول ترتيب الدوري المحلي أن فاز باللقب المحلي أو الأوروبي، فيما يمكن أن نطلق عليه "لعنة المدرب المقال".
صحيفة The Guardian البريطانية رصدت قائمة بالمدربين الذين استغنت عنهم أنديتهم في وقت كانوا يتصدرون فيه جدول ترتيب الدوري المحلي، بداية من سكوت سايمون مدرب فريق رينجرز الاسكتلندي في ستينيات القرن الماضي.
تقول الصحيفة إن سايمون تلقّى في إحدى ليالي الهالوين المرعبة خبراً من خلال وسيط، برغم أن هذا كان معتاداً مع فريق رينجرز آنذاك، أن خدماته لم تعد مطلوبةً في إبروكس (معقل رينجرز) يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 1967، حين كان الفريق متقدماً بنقطة على هيبرنيان، وبثلاث نقاط على سلتيك في قمة دوري الدرجة الأولى الاسكتلندي.
علينا بالطبع أن نذكر أن 1967 كان عاماً عصيباً على سايمون؛ إذ خرج رينجرز من بطولة كأس اسكتلندا بعد أول مباراةٍ في الموسم السابق ضد فريق بيرويك رينجرز العتيد، بينما اضمحلَّت الآمال في نيل لقب كأس أبطال الكؤوس الأوروبية لمحاذاة انتصار الغريم التقليدي سلتيك في كأس أبطال أوروبا في لشبونة على بايرن ميونيخ في النهائي.
لكن في المقابل كان فريق سلتيك (الذي كان قد حصد خمساً من بطولات الفرق الأولى في موسم 1966-1967) وقت إقالة سايمون، في بيونس آيريس، عاصمة الأرجنتين، يستعدُّ لأولى المواجهتين القويتين ضد راسينغ كلوب على كأس الإنتركونتننتال (التي كانت تجمع بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية ويتوج الفائز بالمباراتين بلقب بطل العالم للأندية قبل أن ينظم الفيفا كأس العالم للأندية).
وفي العطلة الأسبوعية السابقة لإقالة سايمون، كان رينجرز قد خرج متعادلاً دون أهداف على أرضه أمام دانفيرملاين. كان مهاجم يدعى أليكس فيرغسون (مدرب مانشستر يونايتد وأسطورة التدريب لاحقاً) آخر الصفقات التي تعاقد معها قبل رحيله. أقر فيرغسون في وقت لاحق بأن سايمون كان "رجلاً رائعاً ربما لم يحالفه الحظ، ولم يلق الدعم الذي كان ينبغي أن يلقاه من النادي".
فلوريان لابروش قال لصحيفة L'Equipe الفرنسية إن المدرب أنتوان كومبواريه، الذي أُقيل عام 2011 من باريس سان جيرمان بعد أن اشترته مؤسسة QSI المالكة الجديدة للنادي، لإفساح المجال لكارلو أنشيلوتي، واحد من الضحايا لفرق الصدارة.
فقد كان باريس سان جيرمان آنذاك في صدارة الدوري الفرنسي، ويبدو أن القدر عاقبه، حيث أنهى أنشيلوتي الموسم متأخراً عن مونبلييه بثلاث نقاط. وهناك أيضاً رادومير أنتيتش، الذي أُقيل عام 1992 من ريال مدريد، الذي حلَّ في وصافة الترتيب ذلك العام خلف برشلونة، وبرانكو زيبيتش، الذي تخلى هامبورغ عن خدماته في 1980. وخمِّنوا ما حدث؟ نعم، أنهوا ذلك العام في المركز الثاني أيضاً.
بينما يذكر مارتن جاكسون أن "بوبي روبسون قد أُقيل من نادي سبورتينغ لشبونة متصدر الدوري البرتغالي عام 1993، في الأغلب بسبب خروج الفريق من كأس الاتحاد الأوروبي على يد سالزبورغ. وسرعان ما اقتنص المنافس بورتو خدمات روبسون، وعيَّن جوزيه مورينيو مساعداً له.
وما زال في الحديث بقية، فقد أقال نادي إف سي كوبنهاغن رولاند نيلسون، بعد ستة أشهرٍ من توليه القيادة (يوم 9 يناير/كانون الثاني 2012)، وقتما كانوا متقدِّمين بفارق 4 نقاطٍ على إف سي نوردسجايلاند، قبيل توقف الدوري الدنماركي في الشتاء. وقد خلفه كارستن ينسن، الذي وصفها بأنها أسهل وظيفة في كرة القدم الدنماركية. ثم أهدر ينسن الصدارة، وانتهت البطولة بوصافة كوبنهاغن… في أول موسمٍ على الإطلاق يشهد تأهلاً مباشراً إلى دوري أبطال أوروبا لبطل الدنمارك.
أما ديرك ماس، فلديه مثال آخر: "يوم 14 يناير/كانون الثاني 1993، استغنى نادي أندرلخت عن خدمات لوكا بيروزوفيتش، رغم تصدُّره جدول الدوري دون متاعب بفارق ست نقاط بعد مرور 18 مباراةً. وأرجعت الإدارة رحيل بيروزوفيتش إلى "مشاكل في التواصل بين اللاعبين والمدرب". إذ لم يكن الكرواتي يتحدث الدنماركية، وواجه صعوبةً شديدةً في التواصل بالفرنسية والإنجليزية. ومن الانتقادات الأخرى المأخوذة عليه نوعية التكتيكات التي طبَّقها. إذ أُلقي عليه اللوم في التحفُّظ المُبالغ فيه من اللاعبين".
ومن جانب آخر، أُقيل جورج بيرلي من تدريب تاينكاسل على يد المالك فلاديمير رومانوف، في أكتوبر/تشرين الأول 2005، بينما كان سجل الفريق خالياً من الهزائم ومتصدراً الجدول في اسكتلندا، ومع المدرب الجديد ختموا البطولة في المركز الثاني، بفارق 17 نقطةً خلف سلتيك. وفي تصريحٍ بعد مرور سنوات، دافع رومانوف رئيس النادي عن قراره قائلاً: "كان يمكننا خسارة المزيد ببقائه، من دونه حصلنا أيضاً على المركز الثاني، وفزنا بالكأس كذلك. كنت أنا من أتيت بكل اللاعبين الوافدين إلى تاينكاسل هارتس ذلك العام، كان تأثير جورج بيرلي ضئيلاً جداً، لا أعرف لماذا يراه الناس مدرباً عظيماً. انظروا بالتحديد إلى حين عُيِّن مدرباً للمنتخب الاسكتلندي، كانت هذه إحدى أكبر مهازل كرة القدم الاسكتلندية".