79% نسبة تصدياته.. ماذا يحتاج حراس المرمى ليكونوا في القمة دائماً مثل أليسون بيكر؟

تفوق النسبة المئوية لتصديات أليسون بيكر أي حارس مرمى آخر في الدوري الإنجليزي خلال السنوات العشر الأخيرة (إذ تصدى حالياً لـ 79% من التسديدات على مرماه)،

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/21 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/21 الساعة 12:29 بتوقيت غرينتش

خلال الثلاثين عاماً التي لم يحصل فيها ليفربول على لقب الدوري الإنجليزي شهد الفريق كوارث عدة في مركز حراسة المرمى إلى جانب مشكلة غياب حارس المرمى الأساسي الذي يمكن الاعتماد عليه. وأفضل من مرّوا على ليفربول خلال تلك الفترة دوديك وبيبي رينا، كانت بدايتهما ممتازة مع الفريق، ولكنهما فقدا الكثير من مستواهما قبل أن يغادرا ليفربول.

لكن الحارس البرازيلي أليسون بيكر شقّ طريقه ليتصدَّر حراس الدوري الإنجليزي في النسبة المئوية للتصدّيات والحفاظ على القفاز الذهبي بعدما حافظ على نظافة شباكه في 6 مباريات من 13 مشاركة له هذا الموسم.

كما تفوق النسبة المئوية لتصديات أليسون أي حارس مرمى آخر في الدوري الإنجليزي خلال السنوات العشر الأخيرة (إذ تصدى حالياً لـ 79% من التسديدات على مرماه)، ولكن هذه النسبة تشير إلى نسبة التصديات إلى عدد التسديدات، وليس إجمالي التصديات.

لكن ربما لم يكن ذلك الجانب المدهش في المباراة التي تغلب فيها أليسون على غريمه، ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد، يوم الأحد 19 يناير/كانون الثاني، ليكون الحارس الأفضل في الدوري الإنجليزي.

جون أختربرخ، مدرب حراس مرمى نادي ليفربول، كشف عن هذا الجانب المدهش في حارسه المتألق في حوار مع صحيفة The Daily Telegraph البريطانية، فقال إن "الكثير من الأشخاص لا يصدقون أن أليسون من أسرع اللاعبين. عندما يحتاج إلى الانطلاق بأقصى سرعة في بعض المواقف فإنه يتقن ذلك تماماً. وهي ميزة جيدة ومهمة جداً بالنسبة لحارس المرمى".

واستعرض أختربرخ الخريطة الحرارية لأليسون خلال المباراة التي انتصر فيها الفريق على توتنهام الأسبوع الماضي لتوضيح فكرته. وأظهرت الصورة مقدار الوقت الذي قضاه الحارس البرازيلي خارج منطقة الجزاء، في حين أن إحصائيات التمرير قد تليق أكثر بأحد لاعبي خط الوسط.

القدرة الطبيعية التي يمتلكها أليسون للإحساس بالخطر الطفيف قبل أن يتحول إلى مشكلة هي ما تجعل مباغتة الحارس البرازيلي أمراً صعباً.

ويقول أختربرخ: "هذا صحيح، لأنه يمتاز بسرعة رد فعل عالية، كما يمتاز بالقوة في الارتقاء والتصدي".

ويضيف: "بإمكان أليسون الانطلاق بسرعة عالية جداً من الخط الخلفي لكي يكون موجوداً في المكان المناسب إذا تجاوزت الكرة خط الدفاع. كانت لديه هذه الإمكانية بالفعل، ولكننا ساعدناه على تطويرها بشكل أكبر، والآن أصبحت ملحوظة. إنه رائع في قراءة المباريات، ويعرف متى يتخذ القرار الصحيح".

ويضيف أختربرخ: "لا نريد حارساً يمكنه التصدي للكرة ثم ركلها بعيداً بقدر الإمكان، هذا النوع يناسب فرقاً تلعب بطريقة معينة. المدربون الآن يهتمون بأن يتكيف حرّاس المرمى على كافة مهارات اللعب، وأن يتمكنوا من فعل كل شيء، عندئذ يمكنهم اللعب في أي فريق. وإلى جانب مهارات حراسة المرمى الأساسية، أفضل الحراس الآن يمكنهم تمرير الكرة بكلتا القدمين، والتقدم والارتقاء في الكرات العرضية، وقراءة المباريات والتمركز على حدود منطقة الجزاء لاستشعار الخطر في الفرق التي تلعب بخط دفاع متقدم. عند امتلاك تلك المهارات، يحدد مستوى تركيز كل حارس وقدرته على اتخاذ القرارات مقدار المستوى الذي يمكنه بلوغه. وهذا ما يبحث عنه الآن أفضل المدربين، حارس مرمى شامل. سوف تريد فرق مثل ليفربول ومانشستر سيتي وبرشلونة وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ هذا النوع من حراس المرمى دائماً".

الغريب أن حارس المرمى عندما يلعب في فريق يسيطر على جوانب المباراة، مثل ليفربول، يمثّل ذلك اختباراً للقوة الذهنية له بعكس ما يعتقده الكثيرون.

لماذا؟ يجيب أختربرخ: "يجب أن تكون جاهزاً ومستعداً كل ثانية. اللعب لفريق مثل ليفربول قد يتضمن 89 دقيقة من المباراة لا تفعل فيها شيئاً، ودقيقة تحتاج فيها إلى أقصى درجات التركيز والحضور الذهني. نقول لأليسون أن يمارس الإحماء ويتحدث إلى مدافعه بحيث يكون جاهزاً عند الحاجة إليه. وهذا سلوك يجب أن تعتاد عليه في ذهنك. يجب أن تواصل الحركة لكي تتأكد ألا يُصاب جسدك بالتيبس. يجب أن يظل تركيز الحارس على المباراة، يجب أن يتابعها ويتحرك معها. يجب أن يصبح ذلك بمثابة رد فعل تلقائي من حارس المرمى".

ويضيف أختربرخ: "يتدرب حارس المرمى دائماً على ردود الفعل السريعة، ولكن أصبح هناك الكثير من التدريبات الذهنية للحارس لمواكبة إيقاع المباريات السريع جداً. كما أن هناك حصصاً تدريبية إضافية قبل بعض المباريات حسب طبيعة المنافس، ولأننا نلعب بأسلوب الضغط العالي والدفاع المتقدم قد يكون هناك الكثير من مواقف الانفراد التي يتعرض لها حارس المرمى، لذا نعمل مع الحارس على تطوير مهارة التعامل مع تلك المواقف. وفي مباريات أخرى تلعب أمام فريق يمتاز بكثرة العرضيات، نركز حينئذ في التدريب على ذلك، كما يكون هناك الكثير من التدريب على ردود الفعل في التصديات، والتدريب على العديد من المواقف التي تشهد تكدساً من اللاعبين داخل منطقة الجزاء. يتعلق جزء كبير من مهارة حراسة المرمى باتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب".

وعن كيفية تحفيز حارس ليفربول للحفاظ على مستواه العالي، قال أختربرخ: "النصيحة التي نخبره بها دائماً هي التركيز والتكرار، لقد اجتهد للوصول إلى تلك المكانة، والآن يحتاج إلى بذل نفس الجهد مراراً وتكراراً. نفس الأمر بالنسبة للاعبين، عندما تفوز، يجب أن تذهب مرة أخرى وتفوز مراراً وتكراراً، يجب أن تفعل الأمور بشكل صحيح طوال الوقت. في اللحظة التي ترفع فيها قدمك من على دواسة البنزين ينخفض المستوى".

ويضيف أختربرخ: يأتي الحافز من التحديات الجديدة، وهي ما تحافظ على اللاعب في أعلى مستوياته. في البداية، يكون الهدف تحقيق 5 "clean sheet"، ثم تستهدف الوصول إلى عشرة، وهكذا.