طوال الأسابيع الماضية كثر الحديث عن قرب اعتزال أسطورة برشلونة، الأرجنتيني ليو ميسي الذي يقترب من إكمال عامه الثالث والثلاثين، وكيف سيكون الفريق الكتالوني بدون ميسي، وهكذا.
لكن متى يعتزل ليو بالتحديد، وفي أي فريق سيعلن اعتزاله؟ وماذا سيفعل بعد الاعتزال؟ وغيرها من الأسئلة التي يخشى كثيرون من التوسع في طرحها ربما استبعاداً لفكرة أن نستيقظ ذات يوم لنشاهد كرة القدم بدون ميسي.
موقع Infobae الأرجنتيني طرح بعضاً من تلك الأسئلة على الصحفي الإسباني غييم بالاغي الذي وُلد في برشلونة، ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً "Messi" (الوحيد الذي اعترفت به أسرة اللاعب الأرجنتيني)، وكتاب "Pep Guardiola. Otra manera de ganar" (بيب غوارديولا. طريقة أخرى للفوز)، و"Cristiano Ronaldo".
في البداية يقول بالاغي أن ميسي حينما أشار لأول مرة إلى اعتزاله الذي يقترب، خلال تسلمه الكرة الذهبية السادسة في مشواره الكروي لم يكن يقصد المعنى الذي فهمه الناس، خاصة إنه أضاف عبارة في نهاية جملته قال فيها "لكن مازال هناك أعوام كثيرة".
ويرى بالاغي أن ميسي أمامه عامان على الأقل في الملاعب بدون مشاكل، لأنه في الـ35، على سبيل المثال، "لا أدري ما إذا كان ميسي سيبدو مؤهلاً لفعل نفس الأشياء، وبالتالي، فلننتهز الوقت المتبقي للاستمتاع بما يقدمه حتى الآن".
وعن النادي الذي سيعتزل فيه ليو كرة القدم، خصوصاً بعدما لمح أكثر من مرة إلى رغبته في ختام حياته الكروية في ناديه الأول نيولز أولد بويز، قال بالاغي "اللعب في نيولز أو الصين أو الولايات المتحدة هي احتمالات قائمة. أعتقد أن فكرة اللعب في نيولز ما زالت عالقة برأسه، لكن المشكلة أن لديه عائلة. لديه زوجة و3 أبناء يعيشون حياة رغدة في برشلونة، أجد صعوبة في رؤيته خارج برشلونة".
ثم تطرق الصحفي الإسباني إلى الوظيفة التي يمكن أن يشغلها ميسي في كرة القدم بعد اعتزاله فقال "في التحديث الأخير لكتابي، قلت إن عائلته تتحدث بالفعل عن إمكانية أن يكون مدرباً للناشئين. إنه يحب كرة القدم كثيراً وقد رأيت عدة مرات كيف يتحول عندما يرى أطفالاً. يشعر براحة كبيرة مع الأطفال، ويمكنه أن يتواصل ويتعامل معهم بشكل جيد".
وكان بالاغي قد وصف اللاعب الملقب بـ"البرغوث" بقوله إنه التميُّز الذي يستحيل استنساخه، بل يُمكن تعلُّم الكثير والكثير منه، والذي ترك ذات البصمة التي تركها جون لينون في الموسيقى أو بابلو بيكاسو في الفن التشكيلي.
ويضيف قائلاً إن ميسي بلا شك أفضل لاعب في التاريخ. بسبب اتساق مهاراته والأرقام التي حققها وأهدافه وتأثيره.
وعن الفارق بين ميسي والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قال بالاغي "في حالة ميسي يُفهم تقريباً أن تفوقه بسبب عبقريته الشخصية التي تقدر على فرض موهبته دون مساعدة، لكن كريستيانو يحتاج إلى إخضاع بيئته المحيطة، بأن تكون أسرته معه، وأن يكون ناديه معه، وأن يكون المشجعون معه ليتمكن من تسجيل تلك الأهداف التي يفوزون بها في المباريات.
كذلك يتمتع ميسي بقدرة فطرية هائلة على خفض مستوى انفعاله، وهي قدرةٌ على ردّ الفعل تطورت فيما بعد لكنّه وُلد بها، بالإضافة إلى إدراكٍ واستخدامٍ مثاليين لقدراته الجسدية، التي يتمتع بالكثير منها بفضل التدريب والكثير أيضاً بصورة فطرية، إنه يرى بالتصوير البطيء ما يراه الآخرون بسرعة 200 كيلومتر في الساعة، وعندما ترى بالتصوير البطيء كما في فيلم Matrix، يكون اتّخاذ القرارات أسهل بكثير. في الواقع، لديه مهارة فطرية على التفاعل مع الكرة.
وعن فضل أكاديمية لاماسيا في برشلونة على النجم الأرجنتيني قال بالاغي "ميسي كان ليصبح ما هو عليه في جميع الأحوال. ما فعلته الأكاديمية أنها مهّدت له الطريق وأحاطته بأشخاص يفكرون مثله، تجلى ذلك في عام 2010 عندما كان "أفضل ثلاثة لاعبين" في العالم هم ليونيل ميسي وأندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز والثلاثة كانوا من نتاج هذه الأكاديمية، لهذا السبب يُعدُّ ميسّي نتاجاً لعدّة ظروف مثالية نادرة.
ورغم اعترافه بأن المنافسة مع كريستيانو رونالدو قد زادت من قوّة ميسي، إلا أن بالاغي يرفض التسليم بأن مغادرة البرتغالي للدوري الاسباني أثرت على نجم برشلونة سواء بشكل سلبي أو إيجابي، "ميسي لا يزال كما هو. حتى أرقامه متشابهة قبل وبعد مغادرة كريستيانو".
ويضيف "كان وجود كريستيانو كغريم يجعل ميسي يركز جهوده، لكن يظل الأمر دون اختلاف بعد مغادرة اللاعب البرتغالي الدوري الإسباني. ما الذي كان سيحدث لو كان ميسي يلعب في الدوري الإيطالي أو الإنجليزي؟ (ضاحكاً) سيحدث الأمر نفسه أياً كان موقع ميسي. سيقول أحدهم إن عدم انتقاله إلى دوري آخر يعني أن ليس له قيمة كبيرة مثل كريستيانو، لكن من يقول هذا هو شخص ساذج، لأننا أمام حالة استثنائية.