عاملان حاسمان وقفا خلف تتويج ريال مدريد بلقب كأس السوبر الإسباني على حساب جاره اللدود أتلتيكو مدريد، يمكن أن نطلق عليهما ميزة زيدان وعقدة سيميوني، حددا بشكل كبير وجهة أول لقب إسباني في الموسم الحالي.
المدير الفني لريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان، كرّس عبر مباراة النهائي التي استمرت أكثر من ساعتين وحُسمت بركلات الترجيح لصالح الميرينغي 4-1 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، سمعته كمدرب متخصص في مباريات النهائي والمباريات الحاسمة.
ويمتلك زيدان في سجل بطولاته كمدرب 10 ألقاب، منها 9 في الكؤوس المختلفة، ولقب واحد في الدوري، حين فاز بالليغا موسم (2016-17)، بينما فاز بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ولقبين في كأس السوبر (2017 و2019)، ومثلهما في كأس السوبر الأوروبي (2016 و2017)، ولقبين أيضاً في مونديال الأندية (2016 و2017)، قبل أن يضيف في جدة لقبه التاسع في النهائيات، والعاشر إجمالاً في مسيرته مع الريال.
ولم يخُض الريال مباراة حاسمة تحت قيادة زيدان إلا وخرج الفريق منتصراً فيها، بداية من مواجهة نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو، تحديداً صيف 2016، والتي أقيمت بعد 4 شهور تقريباً من تولي لاعب الريال السابق ولايته الأولى كمدرب، قاد زيدان الفريق للتتويج بلقب دوري الأبطال بركلات الترجيح أيضا في ميلانو، قبل أن يكمل ثلاثيته التاريخية بلقبين آخرين متتاليين في كارديف على حساب يوفنتوس الإيطالي، ثم في كييف أمام ليفربول الإنجليزي.
أما الأرجنتيني دييغو سيميوني فقد تكرست عُقدته من خسارة الألقاب أمام ريال مدريد تحديداً، حيث خسر نهائيين لدوري أبطال أوروبا أمام الميرينغي دون غيره من الأندية؛ الأول عام 2014 حين واجه زيدان الذي كان وقتها مساعداَ للإيطالي أنشيلوتي، وكان فريق الروخي بلانكوس فائزاً بهدف حتى الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، حين سجل المدافع سيرخيو راموس هدف التعادل برأسه؛ ليحتكم الفريقان للوقت الإضافي الذي سجل فيه الريال 3 أهداف إضافية؛ ليخطف المباراة واللقب من فم سيميوني.
ثم تكرر الأمر في عام 2016، حين واجه ريال مدريد مجدداً، ونجح زيدان، الذي كان مديراً فنياً هذه المرة، في حسم النتيجة بركلات الترجيح، ليضيع على أتلتيكو فرصة ثانية لنيل اللقب الأوروبي.
وأخيراً جاء نهائي الأحد، الثاني عشر من يناير/كانون الثاني، الذي أقيم على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة بالسعودية، ليكرس ريال مدريد عقدته لدى سيميوني، الذي بات يدرك الآن أنه ربما لن يربح أي بطولة طالما كان الميرينغي في طريقه إليها.
على صعيد المباراة، كشف البرازيلي الشاب رودريغو، لاعب ريال مدريد، أن زميله في الفريق، الألماني توني كروس، هو من شجعه على تسديد إحدى ركلات الترجيح، مضيفاً في تصريحات أبرزتها صحيفة Marca الإسبانية أنه بقي صامتاً حين كانوا يتفقون على من يسدد ركلات الترجيح، لأن هناك من هم أكثر خبرة في مثل هذه المواقف، لكنه فوجئ بتوني كروس ينادي عليه، ويصر على أن يسدد هو إحدى الركلات.
وأضاف: "لقد تدربت عليها بهذا الشكل، ولكنها ارتفعت لمكان أعلى مما كنت أتوقع؛ لأنني سددتها بشكل قوي للغاية. أنا سعيد للغاية باللقب. وكان هذا أحد أفضل أيامي".
ويدين ريال مدريد بفوزه للاعبه الأورغوياني الشاب فالفيردي، الذي أعاق الفارو موراتا مهاجم أتلتيكو مدريد من الخلف في الدقيقة 115، حينما كان منفرداً بالمرمى، ليحصل على بطاقة حمراء مباشرة، لكنه أنقذ فريقه من خسارة اللقب.
وعقب المباراة قدم فالفيردي، الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، اعتذاره لمهاجم الأتلتي، وقال في تصريحات عقب اللقاء: "لم يكن التصرف الأمثل مع زملاء لي داخل الملعب. أعتذر لموراتا، ولكن لم يكن أمامي خيار آخر من أجل الفريق. سعيد باللقب، ولكني حزين من هذا التصرف؛ لأنه لم يكن جيداً".
وأضاف: "الجميع دعمني بعد الطرد. لقد كانت لحظة حزينة بالنسبة لي. كنت أشعر بغضب شديد. لقد تركت الفريق منقوصاً من لاعب، ولكن زملائي والطاقم الفني دعموني. سيميوني أيضاً وجه لي بعض الكلمات التي لا يمكنني الإفصاح عنها".
من ناحيته، قال سيميوني تعليقاً على خطأ فالفيردي إن اللاعب الشاب هو من ربح النهائي واللقب وليس ريال مدريد، بفضل الخطأ الذي ارتكبه ضد موراتا، وكشف أنه تحدث مع اللاعب بعد المباراة؛ ليقول له إن أي لاعب ذكي سيفعل نفس التصرف لو كان في مكانه، فتلك كانت اللحظة التي حسمت مصير اللقب.