أمام عشرات الملامح العبقرية في النجم الأرجنتيني ليو ميسي، يقف البعض عند ما يعتبرونه نقيصة في أسطورة نادي برشلونة، تتمثل في تجاهله للكرة في بداية المباريات.
لكن إرنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، لفت انتباه الجماهير إلى أن سبب "تجاهل ميسي للكرة" في بداية المباريات، لا يعد نقيصة وإنما هو دليل على عبقرية ليونيل داخل الملعب.
إذ أوضح المدرب السابق لأتلتيك بلباو وفالنسيا وفياريال أنّ ميسي (32 عاماً) لا ينغمس في المباريات مع بدايتها. وإنما "يتجوّل في البداية قليلاً لتقدير الموقف، فاللاعبون العظماء لا يُحلّلون المباراة، بل يفسرونها، وفي الملعب، لا يمكنك التفكير، بل يجب أن تلعب. يُعدُّ ميسي حالةً خاصة؛ إذ يخصص الدقائق الأولى من كل مباراة لتفسير ما يحدث".
وخلال السنوات القليلة الماضية، بعد خسارة إحدى المباريات، تلقى ميسي انتقادات بشأن الفترات القصيرة التي يتجول فيها على أرض الملعب. وكان بيب غوارديولا، المدرب الذي أخرج أفضل ما لدى ميسي، هو من سلط الأضواء على هذا الأمر.
إذ قال المدرب الحالي لمانشستر سيتي: "إنه يراقب ويمشي، يتجول هنا وهناك، وهذا أكثر ما يعجبني فيه. لا يكون خارج المباراة، بل يشارك فيها. يلتفت برأسه يميناً ويساراً، يساراً ويميناً. وهكذا يعرف بالضبط ما سيحدث. يتحرّك رأسه دائماً. لا يجري، لكنه يراقب ما يحدث باستمرار".
ولكن، لماذا تُعَدُّ تلك اللحظة هي التي يجب حينها أن يخاف المنافسون من ليو؟ تُعلِّق إجابة فالفيردي وساماً جديداً لامعاً على صدر الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم 6 مرات، آخرها العام الحالي.
فقد قال لموقع Infobae الأرجنتيني: "بهذه الطريقة يعرف جيّداً أين توجد نقاط ضعف المنافسين، وكيف يعمل المدافعون، وأين يتمركز كل لاعب، وبعدها يدخل في أجواء المباراة تدريجياً مع مرور الدقائق".
ويُتيح لنا تفسير المدرب أن نفهم لماذا لا يزال ميسي متألقاً حتى الآن وهو في الـ32 من عمره، بدون سرعته العالية كما كان في بداياته.
ومنذ بداياته يتطلع ليو لتسجيل الأهداف، في دورٍ يفوق كونه صانع ألعاب. كما صار مُسدِّد الضربات الحرة الذي يُخيف المنافسين، بفضل قوة ركلاته. وقدرته على اختيار مكان وكيفية هجومه، من خلال تقديره للموقف في بداية المباراة.
وها هو فالفيردي يُكمل توضيح الصورة الكاملة. إذ يجب أن يشعر المنافسون بالخوف، حتى في حال لم يلمس ميسي الكرة في الدقائق الأولى من المباراة -أو وضع نفسه في مقعد المتفرج: لأنّه يتفحص نقاط ضعفهم، من أجل استغلالها ضدهم.