مع بداية عمله الرسمي كمدير فني لفريق إيفرتون الإنجليزي، اختار الإيطالي كارلو أنشيلوتي محورين رأى أنهما الأنسب ليبني عليهما خطته الطموحة لإعادة أمجاد النادي القديمة، بالفوز بالألقاب الغائبة عن خزائن "غوديسون بارك" منذ 24 عاماً.
وقرر أنشيلوتي الذي قاد إيفرتون لأول مرة في مباراة بيرنلي، الخميس، السادس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول، في الجولة التاسعة عشرة للدوري الإنجليزي الممتاز، أن يوجه تركيزه في الفترة المقبلة على مباريات كأس الاتحاد، وليس البريميرليغ.
ويأمل أنشيلوتي أن يجعل إيفرتون أحد الأندية الأربعة الكبار في الكرة الإنجليزية، لكنه يرى أن تحقيق الفريق أول لقب له منذ الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1995 قد يكون عاملاً مساعداً على ذلك.
وقال المدرب الإيطالي المحنك، بحسب ما ذكرت صحيفة Telegraph البريطانية "بالنسبة للأندية الكبيرة الانتصار يعني الفوز بالألقاب، وبالنسبة للأندية الأخرى فإنّ الانتصار يعني شيئاً آخر. على سبيل المثال يتمثل هدف إيفرتون خلال هذه الفترة في محاولة الاقتراب أكبر قدر ممكن من قمة جدول الدوري الإنجليزي. وهذا يمكن أن يكون انتصاراً".
وأضاف: "لكن ما يمكننا أن نفعله أن نقاتل على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي، لدينا مباراة صعبة أمام ليفربول، لكن مشجعي إيفرتون يعلمون سجل مواجهاتي مع ليفربول. أعتقد أنهم سيكونون سعداء بذلك، تغلبنا (نابولي) على ليفربول هذا الموسم. إنهم منافسون كبار لكن هذا حافز جيد لنا، إنهم غير معتادين على الخسارة. كان يوماً رائعاً بالنسبة لي (مع نابولي)، وأعلم كيف سيكون شعور مشجعي إيفرتون عندما يفوز الفريق على ليفربول. ليس علينا الانتظار طويلاً، لدينا مباراة معهم يوم الخامس من يناير/كانون الثاني، ولا شيء مستحيلاً".
ويعد أنشيلوتي، الذي أُعلِن رسمياً عن توليه الإدارة الفنية لإيفرتون يوم الإثنين 23 ديسمبر/كانون الأول، هو المدرب الوحيد الذي ألحق الهزيمة بالمدرب الألماني يورغن كلوب هذا الموسم، بعد تغلبه على الريدز بهدفين نظيفين مع فريقه السابق نابولي، ضمن منافسات دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفاز المدرب الإيطالي في سبع مباريات خاضها من أصل 12 مباراة خاضها ضد ليفربول، ويرغب في تحقيق الفوز الثامن عندما يلتقي إيفرتون مع جاره اللدود في ديربي الميرسيسايد، ضمن منافسات الدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي، يوم 5 يناير/كانون الثاني القادم، على ملعب أنفيلد، في مباراةٍ يأمل أنشيلوتي أن تكون نقطة انطلاق فريقه إلى المباراة النهائية على ملعب ويمبلي.
ويأمل أنشيلوتي أن يستمر سجله الشخصي الرائع أمام ليفربول -الذي تغلب عليه في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2007 مع فريقه الأسبق ميلان، بعد عامين من خسارته الدرامية على يد الريدز بركلات الترجيح في نهائي إسطنبول الشهير عام 2005- في مباراة الشهر المقبل.
وقضى أنشيلوتي، الذي يخطط للعيش في مدينة ليفربول، جزءاً من يوم الأحد الماضي 22 ديسمبر/كانون الأول، في التجول بالمدينة، وتلقى تحية كل من جماهير إيفرتون وليفربول. وبسؤاله عن رد فعل مشجعي الريدز عند مقابلته، أجاب أنشيلوتي مازحاً: "إنهم خائفون. إنهم قلقون من رؤيتي لأنني تغلبت عليهم مرات عديدة، سأعيش في مدينة ليفربول بالتأكيد. لم أتمكن من التعرف على سكانها جيداً حتى الآن، لكن معظمهم كرماء ولطفاء معي. كنت أتجول في المدينة أمس، والجميع كانوا لطفاء والتقطت معهم الكثير من الصور، ليفربول مدينة تعشق كرة القدم، ويمكنك الشعور بتلك الأجواء في كل مكان هنا".
ويُعتقد أن المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي تدرب على يد أنشيلوتي في فريق باريس سان جيرمان، يرحب بالعمل مع المدرب الإيطالي مرة أخرى في إيفرتون بعد 18 شهراً قضاها مع فريق لوس أنجلوس غالاكسي الأمريكي. لكن أنشيلوتي استبعد إمكانية العمل مع اللاعب صاحب الـ38 عاماً مرة أخرى.
وعلق أنشيلوتي قائلاً: "زلاتان إبراهيموفيتش صديق مقرب لي. ولحسن حظي درَّبت العديد من اللاعبين المميزين. أنهى (زلاتان) مسيرته في الولايات المتحدة ولا أعلم فيم يفكر، عليّ الاتصال به. إذا أراد القدوم إلى مدينة ليفربول لقضاء وقت ممتع يمكنه ذلك، ولكن ليس للعب".
من ناحية أخرى، قال أنشيلوتي إنه لم يطلب من إدارة إيفرتون أي تأكيدات بشأن حجم ميزانية الانتقالات التي سيحصل عليها في الميركاتو الشتوي الشهر المقبل، لكنه يتفق مع الإدارة على رغبة النادي في المنافسة على الدوري الإنجليزي الممتاز، وأن تكون أولويته هي استغلال إمكانات لاعبي الفريق.
وأوضح أنشيلوتي أنّه التقى بالمدرب الاسكتلندي دنكان فيرغسون، الذي تولى الإدارة الفنية لإيفرتون مؤقتاً بعد إقالة المدرب البرتغالي ماركو سيلفا مطلع الشهر الجاري، وكان سعيداً للغاية بانضمام فيرغسون لجهازه الفني.
وقال أنشيلوتي: "أنا معتاد على العمل مع مدرب مساعد من النادي الذي أدربه. عملت مع (كلود) ماكيليلي في باريس سان جيرمان، و(زين الدين) زيدان في ريال مدريد، و(ويلي) سانيول في بايرن ميونيخ. وسعيد بالعمل مع فيرغسون الذي يعلم ميزات اللاعبين والأجواء في ملعب التدريب".