عودة مختلفة للاستثنائي.. 3 ملامح لمورينيو الجديد ساهمت في انتشال توتنهام من محنته

يبدو أن البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني الجديد لتوتنهام، استغل جيداً فترة الـ11 شهراً دون عمل في الاستعداد جيداً للعودة بشكل مختلف عن تجاربه بالسنوات الأخيرة، والتي لم تشهد نجاحات كبيرة مثل فترة

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/28 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/27 الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش

يبدو أن البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني الجديد لتوتنهام، استغل جيداً فترة الـ11 شهراً دون عمل في الاستعداد جيداً للعودة بشكل مختلف عن تجاربه بالسنوات الأخيرة، والتي لم تشهد نجاحات كبيرة مثل فترة توهجه بالقارة العجوز في بداية الألفية الجديدة، فظهر مع توتنهام بحلة جديدة وأفكار مختلفة جعلته يكسب ثقة الجميع في السبيرز من لاعبين وجماهير وإعلام بشكل مذهل.

وأصبح إيريك داير أول لاعب من توتنهام يكتشف تدخلات مورينيو الغريبة بعض الشيء والمستفزة، عندما استبدل المدرب البرتغالي لاعب الوسط المدافع بعد مرور نصف ساعة فقط أمام أوليمبياكوس اليوناني في دوري الأبطال، بعد تأخره بهدفين على أرضه، في قرار أثبت أنه كان ضربة معلم يوم الثلاثاء.

وفي أول مباراة لمورينيو على أرضه بعد تعيينه خلفا لماوريسيو بوكيتينو جاءت البداية سيئة مع تقدم أولمبياكوس 2-0 بعد مرور 20 دقيقة، من المواجهة في المجموعة الثانية بدوري أبطال أوروبا، ليعود بالنتيجة في نهاية المباراة لفوز عريض برباعية مقابل هدفين، في عودة مختلفة شهدت 3 ملامح جديد لسبيشال وان نعرضها في النقاط الآتية:

لمسة فنية

تصرف مورينيو الفائز مرتين بدوري الأبطال بشكل حاسم وضحى بلاعب الوسط داير، وأشرك صانع اللعب الدنماركي كريستيان إريكسن الذي كان قد جلس على مقاعد البدلاء في أول مباراة للمدرب البرتغالي، عندما فاز على وست هام يونايتد في الدوري، السبت الماضي.

واحتاج التغيير الخططي إلى بعض الوقت قبل أن يدرك ديلي آلي التعادل مع نهاية الشوط الأول، بينما أبدع توتنهام في الشوط الثاني وسجل هاري كين هدفين إضافة إلى هدف من سيرجي أورييه ليستكمل النادي اللندني الانتفاضة ويفوز 4-2.

وتأهل توتنهام، الذي خسر نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي مع بوكيتينو، إلى ثمن النهائي، وسجل الفريق 7 أهداف في أول مباراتين لمورينيو، وفي المقابل تلقت شباكه 4 أهداف في رد سريع على من كان يعتقد أن النادي سيؤدي بشكل ممل بعد تعيين المدرب البرتغالي.

وفي الوقت الذي نجح فيه تغيير داير وإريكسن قال مورينيو إن هذا القرار كان الأصعب خلال تلك الليلة، وقال المدرب البالغ عمره 56 سنة، الذي حصد بفضل أساليبه الخططية الألقاب مع كل الأندية التي تولى تدريبها: "أصعب لحظة بالنسبة لي ليست الأهداف لكن التغيير الذي فعلته. هذا كان مؤلماً للاعب وكذلك لي. هذا لم يكن سهلاً على اللاعب أو علي أنا".

وأضاف: "لكن من المهم أن يفهم اللاعب الأمر ولقد كنت محظوظاً أنه كان ذكياً جداً ليفهم أن الأمر يتعلق بالفريق وليس بمستواه. لقد تقدمت بالاعتذار إلى إيريك ولقد أوضحت أني لم أفعل ذلك حتى أؤلمه، كريستيان منحنا ما كنا نريده خلال هذا الوقت".

مورينيو الجديد

وبات مورينيو، الذي أقيل من مانشستر يونايتد الموسم الماضي بعدما ساءت النتائج وتوترت علاقته مع الكثيرين، شخصاً ودوداً منذ تعيينه لتدريب توتنهام، وإلى جانب الإشادة برد فعل اللاعبين وتبادل التحية مع المشجعين، كال مورينيو المديح لجامع الكرات الذي منح الكرة بسرعة إلى أورييه قبل أن ينفذ رمية تماس قادت إلى إدراك كين التعادل في الدقيقة 50.

وقال مورينيو، الذي ذهب إلى مصافحة واحتضان جامع الكرات بعد تسجيل الهدف مباشرة، للصحفيين: "حتى تفعل ذلك فإنك يجب أن تكون شاباً مميزاً في جمع الكرات. عندما كان عمري بين 10 و16 عاماً كنت مميزاً في جمع الكرات وهو مميز جداً في هذا الأمر".

وأضاف: "لقد قرأ أحداث المباراة ولم يكن ينظر إلى المدرجات. كنت أريد دعوته إلى غرفة اللاعبين للاحتفال معهم لكنه اختفى".

خبرة وثقل

لا شك أن خبرة وثقل المدرب البرتغالي بالسنوات الماضية ساندته في تلك الظروف الصعبة في بدايته مع فريقه الجديد، فقد جاء أداء توتنهام بمثابة تلخيص لموسمه، فقد تعثر قبل أن يستغل الخطأ الدفاعي في إدراك التعادل قبل الاستراحة، وفي الشوط الثاني صنع إريكسن العديد من الفرص لزملائه كين وسون هيونغ مين ولوكاس مورا وكان توتنهام شرساً في الجانب الهجومي.

ليثبت سبيشال وان خبرته الكبيرة في قراءة المباريات وتعامله السريع بالتغييرات ليقلب الأوضاع لصالحه، وهو ما حدث بالفعل بما قام به رغم قساوته على اللاعب، إلا أن الجميع أشاد به وبخبرته الكبيرة في قلب المباراة لصالحه وهو ما يثبت أنه مازال يملك عصاه السحرية تلك في قلب الطاولة لحسابه.

ومع لعب توتنهام على أرضه أمام بورنموث في الجولة المقبلة من الدوري الإنجليزي فإن مورينيو يملك فرصة كبيرة لتحقيق فوزه الثالث على التوالي، واختتم حديثه عن ذلك قائلاً: "المباراة المقبلة على أرضنا وأتوقع من اللاعبين البدء دون شعور بالخوف واللعب بثقة"، ليحفز اللاعبين بطريقته الخاصة بعد أن استفزهم ليخرجوا أفضل ما لديهم ويعودوا لمستواهم الكبير مثلما حدث مع ألي وإريكسن ومورا مؤخراً، وهو الجانب النفسي المميز للمدرب البرتغالي طوال مسيرته بالملاعب، وهو ما يعكس ثقله الكبير أيضاً.

تحميل المزيد