تواجه رابطة الدوري الإيطالي أزمة محتملة، بسبب خطط إقامة مباراة كأس السوبر الإيطالي لعام 2019 بين فريقي يوفنتوس ولاتسيو الإيطاليين على ملعب جامعة الملك سعود في الرياض.
وذكر موقع Football Italia الإيطالي أن شبكة القنوات الفضائية القطرية "بي إن سبورت"، وهي أحد الشركاء الرئيسيين لرابطة الدوري الإيطالي، هددت بإعادة النظر في اتفاقياتها المالية مع رابطة الدوري الإيطالي، اولتي تصل قيمتها إلى نحو 500 مليون دولار، على مدار ثلاث سنوات.
وتعترض مجموعة بي إن سبورت على إقامة المباراة في المملكة العربية السعودية، باعتبار أن ذلك يشكل تأييداً لبلدٍ يقرصن منذ ما قبل كأس العالم الأخيرة، امتيازات البث الرياضي الممنوحة لها بموجب التعاقدات التجارية.
كانت مجموعة "بي إن" الإعلامية تمارس ضغوطاً على رابطة الدوري الإيطالي الممتاز، من أجل عدم إقامة المباريات في السعودية، التي يربطها اتفاق مع الرابطة بقيمة 22.5 مليون دولار، ينص على إقامة ثلاث مباريات من بطولة كأس السوبر الإيطالي في المملكة على مدار المواسم الخمسة القادمة. وأُقيمت أولى هذه المباريات في يناير/كانون الثاني الماضي.
ويشكل نصيب الشركة القطرية 55% من إيرادات حقوق الدوري الإيطالي الخارجية -التي اشترتها من خلال شركة IMG الرياضية الراعية للبطولة- في ظل عقود تنص على منح الشبكة حقوق بث المباريات في الشرق الأوسط وآسيا ومناطق أخرى بأوروبا.
وقال متحدث باسم الشبكة: "تعيد شركة (بي إن) النظر بالفعل في علاقتها التجارية بالكامل مع الدوري الإيطالي "سيري A"، عقب قرار رابطة الدوري المضي قدماً نحو إقامة مباراة السوبر الإيطالي في السعودية، الشهر القادم.
لكن اللافت للنظر، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية، أن "رابطة الدوري الإيطالي تبدو مستعدة، ليس للمخاطرة بجميع الإيرادات التي تحصل عليها من أحد أكبر شركاء البث وحسب، بل أيضاً للمخاطرة بما تمنحه (بي إن) للدوري الإيطالي من إمكانية مشاهدة واكتشاف الدوري الإيطالي في أسواق من جميع أنحاء العالم".
فقد أكد لويجي دي سيرفو، رئيس رابطة الدوري الإيطالي، في تصريح لوكالة Bloomberg، أن المباراة سوف تقام، بحسب ما خُطط لها.
وأضاف: "عندما انتُخبت رئيساً تنفيذياً لـ (سيري A) في فبراير/شباط 2019، وجدت اتفاقاً ممتداً لسنوات عديدة، ينص على إقامة مبارايات كأس السوبر القادمة في السعودية".
وأوضح دي سيرفو أن الرابطة "لا تستطيع إلا احترام العقد"، إضافة إلى تقلص عمليات القرصنة، وهي مسألة تطعن على صحتها الشبكة القطرية.
وأضاف أن الرابطة تضع في حسبانها أهمية شبكة "بي إن" الاستراتيجية في انتشار بث المباريات، وأن العقد مع شركة البث لا يقيد رابطة الدوري الإيطالي من إقامة مبارياتها في بلاد الشرق الأوسط.
يعود تاريخ النزاع حول حقوق البث الرياضية إلى فترة المقاطعة الاقتصادية التي فرضتها السعودية ودول أخرى على قطر في عام 2017، وكانت إحدى العواقب عدم تمكن سكان المملكة العربية السعودية من مشاهدة الفعاليات الرياضية الدولية التي تُذاع على القنوات المشفرة -والتي تحتفظ بأغلب حقوق بثها شبكة بي إن سبورت- إلا من خلال وسائل البث المقرصنة.
سباقات فورمولا 1
يُذكر أن شبكة بي إن سبورت مضت قدماً في تنفيذ تهديداتها بشأن العقود، في مناسبة سابقة. ففي فبراير/شباط من العام الحالي، قررت الشركة عدم تجديد الاتفاق بينها وبين سباقات فورمولا 1، التي بلغت قيمتها ما بين 30 و40 مليون دولار سنوياً، وذلك بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون على المسألة في ذلك الوقت. وجاء ذلك بعد تحذيرات من "بي إن سبورت" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأنها سوف تخفض الإنفاق مع حاملي الحقوق الرياضية حول العالم، إذا لم يبذلوا جهداً أكبر لإيقاف قرصنة المحتوى الذي تقدمه على يد قنوات بي أوت كيو المستقرة في السعودية.
ويأتي الدوري الإيطالي في المركز الرابع ضمن أكبر دوريات كرة القدم بأوروبا، بعد الدوري الإنجليزي الممتاز والبوندسليغا الألماني، والدوري الإسباني، وذلك بحسب استعراض 2019 لتمويلات الرياضة، الذي أعدته المجموعة الرياضية التجارية في شركة ديلويت. إذ لم يصل أي من أندية الدوري الإيطالي إلى المراكز العشرة الأولى لأعلى الإيرادات، في ظل احتلال يوفنتوس المركز الـ11، وهو أدنى مركز له منذ موسم 2011-2012. ومع ذلك، ارتفعت قيمة أسهم السيدة العجوز بنحو 24% هذا العام.
في السياق نفسه، انتقد مسؤولون في "بي إن سبورت" أيضاً إقامة كأس السوبر الإسباني بالسعودية في يناير/كانون الثاني، في حين قال خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، وهي ليست الجهة المسؤولة عن تنظيم البطولة، في الأسبوع الماضي، إنه لا يعتقد أن الوقت الحالي مناسب لزيارة السعودية، في ظل ما يحدث من قرصنة مباريات كرة القدم الأوروبية.
وخلال حديثه في مؤتمر عُقد مؤخراً بلندن، انتقد يوسف العبيدلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بي إن" الإعلامية، رابطة الدوري الإيطالي والاتحاد الإسباني لكرة القدم، لموافقتهما على إقامة مباريات كأسَي السوبر الإيطالي والإسباني في "البلد نفسه الذي يسرق الحقوق التجارية لجميع شركاء البث منذ أكثر من عامين، وهو ما يهدم قيمة كرة القدم الإسبانية والإيطالية في تلك العملية".
وفي يوليو/تموز، انضم الدوري الإيطالي إلى الدوري الألماني والإنجليزي والإسباني والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إضافة إلى دوريات أخرى، في شجب قرصنة قنوات بي أوت كيو، وطالبت هذه الكيانات الرياضية السلطات السعودية بدعمها في إنهاء انتهاكات حقوق الملكية الفكرية التي تحدث بالبلاد.