بينما استقبل سفر المنتخبين السعودي والبحريني إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في كأس الخليج العربي (خليجي 24)، عبر رحلات مباشرة من عاصمتي البلدين الخليجيين، بحالة من البشر بقرب انتهاء الأزمة الخليجية المستمرة منذ حوالي 29 شهراً، جاء إصرار الإمارات على سفر منتخبها إلى الدوحة عبر الكويت كعلامة استفهام تنتظر التفسير.
وسافر المنتخب السعودي المشارك في خليجي 24 في رحلة مباشرة من العاصمة الرياض إلى الدوحة، مساء الإثنين 25 من نوفمبر/تشرين الثاني، وهي أول رحلة طيران مباشرة بين عاصمتي البلدين الخليجيين منذ بدء المقاطعة الخليجية لقطر، التي أعلنتها كل من السعودية والإمارات والبحرين، وتضمنت حظراً جوياً على الرحلات من وإلى الدوحة.
وقال الحساب الرسمي للمنتخب السعودي على موقع "تويتر"، مساء الإثنين، إن بعثة الأخضر السعودي "غادرت عبر طائرة خاصة من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، إلى العاصمة القطرية الدوحة، استعداداً للمشاركة في كأس الخليج العربي 24".
وفي اليوم التالي، الثلاثاء، سافر منتخب البحرين إلى الدوحة على متن رحلة مباشرة من مطار العاصمة البحرينية المنامة، لتكون المملكة البحرينية الدولة الخليجية الثانية التي تكسر الحظر الجوي المفروض على قطر.
في المقابل، استقبلت قطر ضيوف البطولة من المنتخبات المشاركة بعبارات ترحيب، تدل بشكل واضح على رغبتها في طيّ ملف الأزمة الخليجية، حيث دشّن الاتحاد القطري لكرة القدم هاشتاغ بعنوان #أهلا_بالجميع_في_دوحة_الجميع، على مواقع التواصل الاجتماعي، للترحيب بكل المنتخبات المشاركة في البطولة.
كما تزيّنت شوارع العاصمة القطرية الدوحة بصور وأعلام كل الدول العربية والخليجية المشاركة في بطولة "خليجي 24″، التي تقام خلال الفترة من 26 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، إلى 8 ديسمبر/كانون الأول 2019، إلى جانب لافتات تحمل عبارات ترحيبية بالمنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة.
واستقبل المتابعون سفر المنتخبين العربيَّين عبر رحلات مباشرة إلى الدوحة بتفسيرات متفائلة للغاية، بخصوص قرب انتهاء الأزمة الخليجية، خاصة مع تصريحات متزامنة أطلقها خالد الجار الله، نائب وزیر الخارجیة الكويتي، بأن مشاركة المنتخبات الثلاثة في (خليجي 24) مؤشر على تقدم نحو حل الأزمة بين الأشقاء.
كما كانت كلمات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد واضحة في هذا الشأن في الرسالة التي بعث بها لأمير قطر تميم بن حمد حيث عبّر عن اعتزازه وسروره بالتجمع الرياضي الأخوي الذي جمع الأشقاء في دورة كأس الخليج العربي الـ24 لكرة القدم والذي یمثل إحدى الخطوات المنشودة نحو الطريق الصحيح لإعادة اللحمة الخليجية لسابق عھدھا.
أمير الكويت في الرسالة عن "بالغ اعتزازه وسروره بالتجمع الریاضي الأخوي الذي جمع الأشقاء والمشاركین في دورة كأس الخلیج العربي الـ24 لكرة القدم التي تستضیفھا قطر".
وأضاف أن "هذا التجمع الأخوي یمثل إحدى الخطوات المنشودة نحو الطریق الصحیح لإعادة اللحمة الخلیجیة لسابق عھدھا".
كذلك تزامن سفر المنتخب السعودي عبر رحلة مباشرة إلى الدوحة مع تصريحات لسفير المملكة العربية السعودية لدى الكويت، الأمير سلطان بن سعد آل سعود، لصحيفة السياسة الكويتية، قال فيها إن "الرياضة قد تُصلح ما أفسدته السياسة، وما يراه الإخوة في الكويت، خصوصاً نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، نحن نتمناه إن شاء الله".
لكن موجة التفاؤل شهدت انحساراً نسبياً، بعدما قرَّرت دولة الإمارات إرسال منتخبها الكروي إلى الدوحة على متن طائرة خاصة من طراز بوينغ 737، لكن عبر الكويت، وليس من خلال طيران مباشر إلى العاصمة القطرية، كما قال محلل شؤون الطيران أليكس ماتشيرز على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ما يعكس استمرار الحظر الجوي الإماراتي على قطر، منفرداً.
بعض المحللين اعتبروا الموقف الإماراتي مؤشراً جديداً على التباين الحاصل في وجهات النظر والسياسات بين أبوظبي والرياض، بخصوص بعض الملفات، والذي ظهر بشكل واضح في الشهرين الماضيين، في الموقف من الحرب في اليمن، ثم الموقف من إيران.
مع ذلك يظل قرار الإمارات بعدم سفر منتخبها عبر رحلة مباشرة غير مفهوم حتى الآن، خصوصاً أن الأكاديمي الإماراتي، وأستاذ العلوم السياسية المقرب من دوائر الحكم في الدولة الخليجية، كتب في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في حسابه على تويتر "أبشركم بتطورات مهمة لحل الخلاف الخليجي بأقرب مما تتوقعون"، قبل أن يعود بعد 24 ساعة من ذلك مغرداً بأن هناك قراراً آخر، يتعلق بوقف الحملات الإعلامية المسيئة ضد قطر.
كذلك نقلت وكالة بلومبيرج الاقتصادية، قبل أيام، عن مصدر خليجي لم تسمه قوله، إن جهود الوساطة "تحاول الاستفادة من هذا الحدث الرياضي الذي تستضيفه الدوحة"، من أجل إصلاح العلاقات بين قطر والسعودية بشكل أساسي، ثم قطر والإمارات لاحقاً، مضيفاً أن دولة الكويت تعتبر صاحبة الدور الرئيسي في جهود الوساطة، لإنهاء الأزمة الخليجية.