كرة القدم تغزو الأسواق المالية.. كيف يمكن أن تشجع ناديك وتكسب الملايين في نفس الوقت؟!

لا يوجد هدف في العالم يصعب على كرة القدم الوصول إليه فيما يبدو، وأحدث هذه الأهداف المحققة غزو أسواق الأوراق المالية في أوروبا خصوصاً

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/26 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/26 الساعة 08:13 بتوقيت غرينتش

لا يوجد هدف في العالم يصعب على كرة القدم الوصول إليه فيما يبدو، وأحدث هذه الأهداف المحققة غزو أسواق الأوراق المالية في أوروبا خصوصاً، حيث كشف تقرير اقتصادي حديث أن الاستثمار في أندية كرة القدم أصبح رائجاً في أسواق الأوراق المالية. 

وسجّل مؤشر Stoxx Europe Football Index، الذي يضم جميع الأندية الأوروبية المطروحة للتداول، ارتفاعاً بنسبة 27.25٪ هذا العام. بدأت إدارة هذه القطاع، الذي لطالما حقق الكثير من المال، في بعض الحالات بطريقة احترافية؛ إذ يجتذب رؤوس أموال المستثمرين الذين يرغبون في الحصول على نصيبهم من كعكة كرة القدم الضخمة.

كرة القدم

ومن المفارقات التي تستدعي التوقف أمامها أن هناك عدداً من أكبر الأندية العالمية (مثل ريال مدريد وبرشلونة باريس سان جيرمان وليفربول وبايرن ميونيخ) ليست مسجلة في البورصة.

ورغم أن فريق مانشستر سيتي الذي يدربه بيب غوارديولا ليس مُدرجاً في سوق الأوراق المالية. فإنه في مؤتمر لكلية ESADE الإسبانية للأعمال، أشار فيران سوريانو، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي لكرة القدم التي تملك النادي الإنجليزي، الأسبوع الماضي، إلى إمكانات كرة القدم بسبب طبيعتها العالمية. 

قال سوريانو لموقع El País الإسباني: "قيمة أندية كرة القدم اليوم أكثر من ذي قبل. إنه قطاع جذاب للغاية لأنه ينمو باستمرار. أنا على يقين من أنه بعد 100 عام، سيكون مانشستر سيتي موجوداً. هل يمكن أن يقال نفس الشيء عن جوجل؟".

وتابع: "إنها الرياضة التي تنمو أكثر من غيرها. نحن ننتج محتوى يستهلكه الناس للترفيه، لكنها أيضاً جزء من الهوية والمجتمع وجزء من النسيج الاجتماعي".

ومع ذلك، رأى العديد من أولئك الذين جربوا حظهم بالفعل في البورصة كيف ارتفعت أسهمهم.

أكثر فريق ارتفعت قيمته في عام 2019 هو البرتغالي بنفيكا (171٪)، يليه فنربخشة التركي (130٪) وأياكس أمستردام (43٪).

خلال حدث استثماري نظمته شركة Rankia قبل بضعة أسابيع، دافع لويس غارسيا ألفاريز، مدير شركة التأمين الإسبانية Mapfre AM، عن الرحلة العظيمة لهذه الصناعة.


قال ألفاريز: "لقد حان الوقت للاستثمار في كرة القدم الأوروبية. إنها تجارة جذابة ولكنها موصومة بالصورة السيئة التي قدمها بعض الرؤساء. مما يجعل العديد من الأندية لا تزال تقدّر بأقل من قيمتها".

دخول النساء عالم كرة القدم عزز من امكانياتها الاستثمارية

من جهتها نشرت Deloitte، وهي أكبر شركة خدمات مهنية في العالم، تقريراً عن سلامة الوضع المالي للأندية الكبرى بعنوان Football Money League، وفي إصدارها الأخير، سلطت الضوء على أن إيرادات أكبر 20 نادياً في موسم 2017/18 قد بلغت رقماً قياسياً تاريخياً، قدرته بحوالي 8 مليارات و300 مليون يورو (8.82 مليار و 330.65 مليون دولار).

المفاجأة أن عوائد حقوق البث التلفزيوني، التي ترتفع باستمرار حتى باتت تمثل 43 ٪ من قيمة التداول، لكنها لا تزال أقل بكثير من إيرادات المسابقات الأخرى مثل الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية (NFL) أو الدوري الأمريكي للمحترفين (NBA).

وقال ألفاريز: "هناك القليل من المنتجات التي يوليها المستهلك أهمية كبيرة وبهذا الإخلاص مثل كرة القدم. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال تكلفتها منخفضة نسبياً، مما يسمح بارتفاع الأسعار، كما أن لها عوامل من شأنها تسريع نموها مثل دمج النساء كممارسات ومستهلكات، أو التطور التكنولوجي أو ظهور مسابقات جديدة".

منذ أعوام، تضم حافظة الصندوق الذي يديره ألفاريز أسهماً لنادي أوليمبيك ليون الفرنسي، وقد أدرج نادي أياكس كذلك.

يقول ألفاريز: "شراء 100 ٪ من النادي الهولندي، وفقاً للقيمة الرأسمالية الحالية، يصل إلى 310 ملايين دولار. ومع ذلك، إذا خصمنا من هذا السعر الـ 60 مليون دولار التي يملكها النادي نقداً، والحقوق التي تبلغ 15٪ الناتجة عن حقوق ملعبه، والإيرادات التي تلقاها في الصيف الماضي من بيع لاعبين مثل ماتيس دي ليخت وفرينكي دي يونغ، بالإضافة إلى جوائز الوصول إلى الدور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا، تجد أنك اشتريت نادياً تاريخياً ومُداراً جيداً بتكلفة معدومة".

يجب أن يعلم المستثمر أن كرة القدم صناعة متقلبة للغاية في سوق الأوراق المالية، تؤثر عليها النتائج والصفقات والتنقلات؛ لذلك يصر الخبراء على أن الاستثمار في أندية كرة القدم يتطلب الصبر والأعصاب الفولاذية والرؤية طويلة الأمد.

تحميل المزيد