رغم مرور 10 سنوات كاملة على لمسة يد تييري هنري الشهيرة التي أهدت فرنسا هدفاً غير شرعي أهّلها إلى نهائيات مونديال 2010 في جنوب إفريقيا على حساب أيرلندا، إلا أن الاهتمام بالهدف وتبعاته لم يقل بل على العكس.
وبمناسبة الذكرى العاشرة للهدف الذي سجله ويليام غالاس بعد تمريرة من المهاجم تييري هنري الذي "سند" الكرة بيده لتحقق فرنسا التعادل في دبلن وتتأهل إلى المونديال بنتائج مواجهتي الذهاب والعودة، تم تسليط الضوء على الحكم السويدي الدولي مارتن هانسون الذي أدار تلك المباراة واحتسب الهدف معتقداً أنه يستحق جائزة على حسن إدارته للقاء، قبل أن يكتشف لاحقاً الورطة التي تسبب فيها هنري ويقرر معاقبة مهاجم أرسنال السابق بعدم التحدث معه مدى الحياة.
كان هانسون حكم الساحة المسؤول عن إدارة اللقاء الفاصل الذي جمع بين منتخبي أيرلندا وفرنسا في الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم 2010، والذي أُقيم في العاصمة الفرنسية باريس وانتهى بتعادل المنتخبين، لتضمن فرنسا صعودها بعد تحقيقها الفوز في لقاء الذهاب الذي أقيم في دبلن.
تعرض هانسون وفريق الحكام الذي أدار اللقاء لانتقادات بعد لمسة اليد الصارخة (أو يد الضفدع، بحسب ما أطلقته عليها وسائل الإعلام آنذاك) التي ارتكبها هنري في الوقت الإضافي -بعد أن انتهى الوقت الأصلي بتقدم الضيوف بهدف دون رد- ليمرر الكرة إلى ويليام غالاس الذي أحرز هدف الفوز ليغتال حلم أيرلندا بالوصول إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا.
المثير للدهشة أن الحكم السويدي اعتقد في الواقع عقب الحادث مباشرةً أن إدارته المباراة كانت الأفضل في مسيرته، وذلك قبل أن يشاهد على التلفاز إعادة لقطة الخدعة التي ارتكبها هنري.
وقد أوضح ذلك قائلاً: "اعتقدت حقاً أنها كانت واحدة من أفضل المباريات التي أدرتها في مسيرتي. فلا يحدث كثيراً أن يصل الحكام إلى الوقت الإضافي، ولكن كان هذا ما شعرت به حول هذه المباراة".
وأضاف في تصريحات بمناسبة الذكرى العاشرة للواقعة نشرتها صحيفة The Sun البريطانية: "كنت في مرحلة تألق بمسيرتي. فقد أدرت نهائي كأس العالم للقارات في وقت سابق من نفس ذلك العام. واعتقدت حقاً أنني أدرت اللقاء بصورة جيدة".
وعندما سُئل عما سيفعله إذا التقى أسطورة أرسنال مرة أخرى، قال: "لن أتحدث معه. كان أسوأ أداء في مسيرتي. أشعر بالامتنان لأنني كان لديّ أصدقاء جيدون في ذلك الوقت. وحظيت بكثير من الدعم. راسلني حكام من جميع أنحاء أوروبا، أكثر بكثير مما كنت آمل".
وتابع قائلاً: "كانت كارثة على أيرلندا. فقد كانوا قريبين من الوصول إلى نهائيات كأس العالم، وياله من شيء كبير. وإنهم شعب رائع أيضاً".
لم يدرك هانسون الخطأ حتى قرع بابه مراقب الحكام بالفيفا بعد مدة وجيزة من نهاية المباراة، واعترف السويدي بأنه "انهار تماماً" لدى معرفته بالخطأ الذي ارتكبه.
هانسون الذي شاهد بوضوح غالاس وهو يحرز الهدف لكنه لم يستطع مشاهدة هنري وهو يروض الكرة بيده، عاد بذاكرته إلى هذا اليوم: "قال (مراقب الحكام) إنه كان آسفاً، ولكنه مضطر أن يخبرنا أنها كانت لمسة يد متعمدة تماماً لإحراز الهدف".
وقال: "لم أستطع التفكير بشكل سليم. قلت له: "لكنني شاهدت الهدف وكان رأس (غالاس) أو على الأقل كتفه". لم يكن لدي فكرة حول ما يتحدث عنه. فقال المراقب: "كلا، ليست تلك الوضعية، بل ما سبقها".
سمع هانسون -الذي يعمل الآن مراقب حكام في الفيفا- مرة أخرى قرعاً على باب غرفته في استاد دو فرانس. ولكن هذه المرة كان الزائر مسؤولاً من الاتحاد الدولي للرياضات الجوية.
أخبر الحكم المسؤول الرياضي قائلاً: "عرفنا الأمر بالتأكيد في تلك المرحلة. عرفنا ما الذي كان يعنيه بالنسبة لأيرلندا، وعلمنا أيضاً أننا صرنا (نحن فريق الحكام) خارج حسابات كأس العالم في جنوب إفريقيا".
وأجاب الرجل: "يا سادة. لا شك في أنه خطأ، لكننا نلوم اللاعب، ولا نلومكم. إنه احتيال واضح جداً من اللاعب". لقد نجح في خدعته نجاحاً لا يصدق".
وبالرغم من تحمّل هانسون مسؤوليته عن هذه الدراما، يعتقد الحكم السويدي أيضاً أن اللاعبين الذين يرتكبون الخدع يجب أن يواجهوا عواقب على أفعالهم.
وأوضح أيضاً كيف أن المباراة كانت السبب في إطلاق عدد من التغيرات التي طرأت بعد ذلك على إدارة المباريات.
صحيح أن تقنية الـ VAR حديثة بعض الشيء، إلا أنهم بدأوا في إضافة حكم مساعد خلف كل مرمى خلال 6 شهور فقط من تلك الواقعة. "وكان حادث هنري هو ما جعلهم يطلقون هذا المشروع. ولو كان لدينا هذه التكنولوجيا حينها، لكانت أفضل للجميع. ولكن ما أود أن أسأل عنه حقاً هو: أين النقاش حول خداع اللاعبين؟".
وتابع: "إنه لا يحظى بنقاش كبير، أليس كذلك؟ إذا ارتكب الحكم خطأً فسوف ترغب القنوات الفضائية في الحديث مع الحكم لتسأله عما حدث. ويتوجب على الحكم أن يأتي ليقول: "يا إلهي، كان خطأ كبيراً، اعتقدت أنها ركلة جزاء ولكن كنت مخطئاً". أو في حالتي، إنني لم أر لمسة اليد لأن اللاعب أعاق الرؤية أمامي".
واختتم هانسون قائلاً: "بالرغم من ذلك، لم يحدث إطلاقاً أن وضعوا نجماً كبيراً أمام الكاميرا وسألوه: "هل يمكنك رجاء أن تنظر إلى هذه الشاشة هنا؟ إنك بكل وضوع ترتكب خداعاً، لذا ما الذي تريد أن تقوله حول ذلك؟" لم أسمع عن توجيه ذلك السؤال لأحد على الإطلاق".