بعد الإنجاز الكبير الذي حققه منتخب مصر الأولمبي بالتأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020، بعد فوزه على جنوب إفريقيا مساء الثلاثاء، بثلاثة أهداف نظيفة في نصف نهائي أمم إفريقيا تحت 23 عاماً، احتفل المصريون جميعاً بهذا الإنجاز، خاصة أنه بعد غياب 8 سنوات كاملة من آخر تأهل للفراعنة في دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، ولكن سرعان ما عكرت أزمة جديدة صفو هذا الإنجاز، حيث تفرغت كل الجماهير للحديث عن الثلاثي الكبير من المنتخب الأول، الذي يعاني مؤخراً، والذي سيدعم الأولمبي في طوكيو.
وكأن المصريين يبحثون دائماً عن المتاعب، فحتى عندما أثلج شباب الأولمبي صدور الجماهير بعد الأداء السيئ والنتائج الكارثية للفريق الأول أمام كينيا ثم جزر القمر، بالتعادل في المباراتين المتواضعتين في تصفيات كأس الأمم، شعر الكل بغصة في الحلق وتخوف الجميع على مستقبل الفريق القومي الأول، في الوقت الذي قدم شباب الأولمبي مستويات عظيمة وحققوا إنجاز التأهل للأولمبياد بعد غياب، ولكن التفكير دائماً في حال المنتخب الأول يطغى على الجماهير، وبدأت فتنة اختيار الثلاثة الكبار من الفريق الأول ليعززوا قدرات الفريق الطموح في اليابان الصيف المقبل.
وبين مؤيد ومعارض لاختيار الثلاثي، اتفق أغلبهم على الثنائي محمد صلاح نجم ليفربول وفخر العرب في بلاد الضباب، وأيضاً طارق حامد متوسط ميدان الزمالك الذي يتمتع بقتالية كبيرة في الملعب، اختلف المصريون بشدة على اللاعب الثالث، ودار النقاش حول محمد الشناوي حارس الأهلي، وأحمد حجازي مدافع وست بروميتش الإنجليزي، وكذلك محمود تريزيجيه جناح أستون فيلا.
ووصلت الأمور لحالات من الاشتباك والعراك الإلكتروني على مواقع التواصل، بين مؤيدي ومعارضي الاختيارات الثلاثة، ونسي الجميع الاحتفال بإنجاز الفريق الأولمبي الذي أصبح في خبر كان، وطفت الفتنة الجديدة على السطح بين المتناحرين على مواقع التواصل، وكأنهم جميعاً شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأولمبي، الوحيد الذي له الحق في تحديد هوية الثلاثي قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية تلك.
بل وأكثر من ذلك، حيث شارك في تلك الأزمة الكبيرة نجوم كبار ومسؤولون سابقون في اتحاد الكرة المصري، مثل أحمد شوبير نائب رئيس الاتحاد المستقيل عقب خيبة أمم إفريقيا للكبار الصيف المنقضي، وأكد على موافقة صلاح على المشاركة بالأولمبياد وأنه شرف له ومستعد تماماً لذلك.
فيما خرج بعض نجوم الكرة المصرية السابقين ومدربي الفرق في الدوري المصري الممتاز أيضاً ليدلوا بدلوهم في تلك الأزمة الجديدة المثارة على السطح، وطغت حتى على الإنجاز نفسه للفريق الأولمبي، حيث طالب طارق العشري مدرب فريق حرس الحدود بعدم الاستعانة بأحد من الفريق الأول، وإعطاء الفرصة للنجوم الشابة تلك في المنتخب الأولمبي، بأخذ فرصتهم كاملة في أولمبياد طوكيو.
وأيضاً بعض المحللين في البرامج الرياضية المصرية، أكدوا أن المنتخب الأول هو الذي يحتاج لاعبين من الفريق الأولمبي لإصلاح حاله، وليس العكس هو الصحيح، لتصبح القضية محورية وفتنة جديدة تعيشها الكرة المصرية، على حساب إنجاز الفريق الأولمبي الشاب الذي أعاد جزءاً من هيبة الكرة المصرية المفقودة بشدة في العام الحالي 2019.
يذكر أن الفراعنة الصغار نجحوا في الوصول لنهائيات دورة الألعاب الأولمبية، بعد غياب منذ أولمبياد لندن عام 2012 أي قرابة الـ8 أعوام كاملة تخللتها نسخة ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2016.
كما حقق منتخب مصر رقما مميزاً حيث بات أول منتخب إفريقي يصعد للأولمبياد لـ12 مرة عبر تاريخه، وهو رقم قياسي نادر لم يصل له أي منتخب بالقارة السمراء عبر العصور.
فيما نجح شوقي غريب المدير الفني للفراعنة في تحقيق إنجاز شخصي مميز، كونه المدرب الوحيد الذي صعد للأولمبياد لاعباً مع مصر في لوس أنجلوس 1984، ومدرباً لمرتين، الأولى في 2001 بالأرجنتين وقاد مصر لإنجاز كبير حينها بالفوز بالميدالية البرونزية كثالث العالم، والآن بالتأهل لأولمبياد طوكيو 2020 في اليابان بالصيف المقبل.