بعد تصاعد أزمة كريم بنزيمة، مهاجم ريال مدريد، مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم ورئيسه نويل لو غريت، خرجت بعض التوقعات بأن يرتدي المهاجم الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية قمصان محاربي الصحراء، ليلعب ما تبقى من مسيرته الكروية إلى جانب رياض محرز ورفاقه.
وكان نويل لو غريت قد قال في وقت سابق من الأسبوع الحالي، تعليقاً على تعنت مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب وإصراره على استبعاد كريم بنزيمة المتألق بشدة مع ريال مدريد في الموسم الحالي، إن مسيرة اللاعب الفرنسي الدولية انتهت بحسب وجهة نظر رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
وقال لو غريت في تصريحات لإذاعة "مونت كارلو": "هو لاعب جيد للغاية، لم أشكك قط في إمكاناته… هو أحد أفضل مهاجمي العالم. لكن مغامرته مع منتخب فرنسا انتهت".
لكن الموضوع تحول إلى تحدٍّ واضح عندما ردَّ كريم بنزيمة على تصريحات لوغريت، في اليوم التالي، عبر تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، قال فيها: "نويل، كنت أعتقد أنك لا تتدخل في قرارات المدرب، ولكن أنا، فقط أنا، من سيضع حداً لمسيرتي الدولية. إذا اعتقدت أنني انتهيت، فاتركني ألعب لأحد المنتخبات التي يمكنني تمثيلها، وسنرى".
صحيفة Marca الاسبانية انطلقت من رد بنزيمة لتطرح تساؤلاً عما إذا كان بإمكان المهاجم الفرنسي اللعب لمنتخب الجزائر، خصوصاً بعدما كشف في فترة سابقة عن ارتباطه بالدولة التي ينحدر منها والداه، وتحديداً في الصيف الماضي، بعد فوز محاربي الصحراء بلقبهم الثاني في كأس الأمم الإفريقية.
وقالت Marca إن المادة 18 من لوائح الفيفا تمنع المهاجم الذي خاض 81 مباراة بقميص منتخب الديوك سجل خلالها 27 هدفاً، من الدفاع عن ألوان منتخب آخر، حيث تنص المادة على أن "أي لاعب شارك في مباراة مع منتخب دولة ما، سواء بشكل أساسي أو في جزء من المباراة، بأي مسابقة رسمية لأي نوع أو تصنيف من كرة القدم لا يحق له الدفاع عن ألوان أي منتخب آخر لأي دولة عضوة في الفيفا".
وهناك عقبة أخرى تحول دون انضمام بنزيمة إلى منتخب الجزائر، وهي أنه لا يحمل الجنسية الجزائرية من الأساس، بحكم أن فرنسا تمنع على مواطنيها حمل أكثر من جواز سفر واحد، هو الجواز الفرنسي بالطبع.
لكن الصحيفة الإسبانية قالت إن هناك فرصة للالتفاف على المادة 18 بالرجوع إلى لوائح الفيفا نفسها، ومنها الجزء الثاني من المادة 18، الذي يقول إن من حق أي لاعب "حُرم من جنسية الدولة التي لعب لمنتخبها الأول، بموجب قرار من حكومتها ودون رغبته، يحق له طلب استثناء للعب مع منتخب دولة أخرى يحمل جنسيتها في الأساس أو يريد حمل جنسيتها".
لكن موقف بنزيمة معقد في هذه الجزئية، لأن عليه انتظار قيام الحكومة الفرنسية باسقاط الجنسية عنه، ثم بعدها عليه أن يطلب من الحكومة الجزائرية منحه الجنسية، وبعد ذلك يقدم طلباً للجنة شؤون اللاعبين في الفيفا، للسماح له بارتداء قميص محاربي الصحراء.
وخلال نظر اللجنة التابعة للفيفا في طلب اللاعب، سيكون عليه عدم اللعب لأي منتخب على الإطلاق، إلى حين البتّ في طلبه من قِبل اللجنة، وكذلك غرفة فض المنازعات في الفيفا، التي تتأكد من مطابقة الحالة للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم.
جدير بالذكر أن بنزيمة قبل أن يمثل المنتخب الفرنسي، استدعاه الاتحاد الجزائري، للانضمام إلى محاربي الصحراء في ديسمبر/كانون الأول 2006، لكنه رفض المشاركة مع الفريق، مبرراً رفضه بأن " الجزائر بلد والديّ، وهي بقلبي، لكن في كرة القدم سوف ألعب فقط للمنتخب الفرنسي".
وفي 28 مارس/آذار 2007، شارك بنزيمة في أول مباراة رسمية مع المنتخب الفرنسي الأول أمام النمسا، وسجل هدف فوز فرنسا في المباراة، ثم اختير ضمن تشكيلة المنتخب الفرنسي المشارِكة في بطولة أمم أوروبا 2008.
وكان الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، قد أكد أن كريم بنزيمة يستحق الدفاع عن ألوان منتخب فرنسا، وردّ عليه مدرب منتخب "الديوك"، ديديه ديشامب، بأن تصريحات زيدان طبيعية، لأنه مدرب اللاعب.
يُذكر أن المهاجم صاحب الـ31 عاماً، مستبعد من صفوف المنتخب الفرنسي بطل العالم منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2015، بسبب قضية التشهير الشهيرة الخاصة بزميله في المنتخب ماتيو فالبوينا.
القضية كما أوضحتها صحيفة Le parisien الفرنسية، أن لاعب ريال مدريد أقر أمام قاضية تحقيق فرساي (ضاحية باريس) بأنه كذب على زميله ماتيو فالبوينا في قضية ابتزاز الأخير عبر شريط جنسي.
وبحسب الصحيفة، فإن بنزيمة قال خلال جلسة استماع في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، إنه كذب على فالبوينا، عندما أخبره بأنه شاهد الشريط الجنسي الخاص به وصديقته، وهو لم يشاهده أصلاً. ونقلت "لوباريزيان" عن بنزيمة قوله لقاضية التحقيق: "كان لا بد عليّ أن أصارحه منذ البداية وأقول له إنني لم أشاهد الشريط، فقد تحايلت وتصرفت كأني ممثل".