يبدو أن أسبوع الأجندة الدولية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والذي ينعته أغلب متتبعي الساحرة المستديرة بأنه "أسبوع الملل"، لغياب الإثارة والمتعة الكروية عنه دائماً، واللتين تعودهما هؤلاء أسبوعياً في الدوريات العالمية الكبرى، إذ إنه يعود هذه المرَّة مختلفاً بعض الشيء، فبه عديد من الأحداث المرتقبة والمثيرة والتي قد تجعل منه مغايراً تلك المرَّة.
ونشرت صحيفة The Guardian البريطانية تقريراً به أهم تلك الأحداث المرتقبة في أسبوع الفيفا، وما يتضمنه من إثارة ومتعة كروية، في 9 نقاط نستعرضها في الآتي:
عودة رامزي مهمةٌ لمنتخب ويلز بقدر أهمية بيل
سيطر الذعر -الذي سبَّبه استدعاء اللاعب غاريث بيل إلى منتخب ويلز لفريق ريال مدريد الذي غاب اللاعب عن مبارياته الأخيرة بداعي إصابته في ربلة الساق- على استعدادات المنتخب لمباراتيه المتبقيتين في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2020. وأثبت هدف الفوز المتأخر الذي أحرزه بيل أمام منتخب أذربيجان في سبتمبر/أيلول الماضي، مدى تأثيره في ترجيح كفة منتخبه، لكنَّ اللاعب آرون رامزي قد يكون بأهمية بيل نفسها لمدرب المنتخب ريان غيغز، إذ غاب رامزي، لاعب خط وسط فريق يوفنتوس، عن المنتخب الويلزي نحو عامٍ كامل.
لذا فعودته الآن، في ظل تبقّي مباراتين لا بد من الفوز فيهما، تأتي في أفضل توقيتٍ ممكن. فبعدما استعاد ليقاته للتوّ عقب تعرُّضه لإصابة في بداية مسيرته مع يوفنتوس، بدأ يستعيد مستواه من جديد، وسيصبح مهماً للمنتخب الويلزي، في ظل سعيه إلى تحقيق الفوز بمباراته القادمة، في إطار مباريات المجموعة الخامسة، والذي سيعزز فرصه في التأهُّل وسيجعل مباراته الأخيرة أمام منتخب المجر، صاحب المركز الثاني في المجموعة، مباراة حياةٍ أو موت بين المنتخبين على بطاقة التأهل.
استقبالٌ حاد في تركيا لآيسلندا "غير المحترمة"
يسافر منتخب آيسلندا إلى تركيا، لملاقاة نظيره التركي، متصدِّر المجموعة الثامنة، مع العلم أنَّه بحاجةٍ إلى الفوز، للبقاء في المنافسة على بطاقة التأهل المباشر إلى كأس الأمم الأوروبية 2020. وفي الظروف العادية، كانت الجماهير التركية ستُشعل أجواءً عدائية في تركيا لمنتخبٍ زائر لديه فرصةٌ ضئيلة في منع المنتخب التركي من التأهل إلى ثالث بطولة كبرى فقط منذ عام 2002.
لكنَّ ما يُفاقم هذه الأجواء العدائية هو ما حدث للمنتخب التركي حين سافر إلى أسكتلندا في يونيو/حزيران الماضي، لمواجهة نظيره الأسكتلندي، إذ احتُجِز لاعبو المنتخب التركي نحو أربع ساعات في مطار كيفلافيك عشية المباراة، حيث خضعت حقائبهم لتفتيشٍ دقيق شعروا بأنَّه غير ضروري.
في حين رفع أحد الأشخاص فرشاة غسيل في وجه قائد المنتخب إيمري بيلوزوغلو، بدلاً من الميكروفون، في أثناء حديثه عن محنتهم. واتهم المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان آيسلندا بـ "عدم الاحترام". وبعد ذلك بيومٍ واحد، تعرَّض المنتخب التركي، الذي ربما كان مهزوزاً بسبب التجربة التي مر بها، لهزيمته الوحيدة في التصفيات حتى الآن. لذا فاللاعبون والمشجعون مشحونون بالفعل لاستقبال المنتخب الآيسلندي بأقوى شراسةٍ ممكنة.
منتخب كوسوفو يلجأ إلى لاعبه سعياً إلى المجد
سيلقى منتخب إنجلترا، يوم الأحد القادم (17 نوفمبر/تشرين الثاني)، ترحيباً حاراً في كوسوفو، التي تُكِنُّ تقديراً عميقاً لدور المملكة المتحدة في حرب كوسوفو التي اندلعت بأواخر التسعينيات من القرن الماضي. لذا لا بد أنَّها ستكون مناسبةً سعيدة، لكنَّها من المُرجح أن تتضمَّن ميزةً إضافية.
فإذا استطاع منتخب كوسوفو تجنُّب الهزيمة في مباراة اليوم، الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني، أمام منتخب جمهورية التشيك الذي بدأ يستعيد مستواه مجدداً، فسوف يخوض مباراته الأخيرة أمام منتخب إنجلترا وهو لديه فرصةٌ تاريخية للتأهل مباشرةً إلى كأس الأمم الأوروبية 2020. لكن ما يُصعِّب مهمته هو افتقاده خدمات أحد أبرز المهاجمين المطلوبين لدى الأندية الأوروبية.
وهو فيدات موريكي، لاعب فريق فنربخشه، الذي سجَّل 10 أهداف للنادي والمنتخب في الموسم الجاري، والذي يعاني إصابةً في الكاحل ستُبعده عن كلتا المباراتين، لذا يجب على برنارد شالاندز مدرب المنتخب اتباع خطةٍ بديلة. وقد يلجأ إلى المهاجم أتدهي نوهيو، لاعب فريق شيفيلد وينزداي، الذي يعد معشوقاً بين جماهير الفريق رغم ضعف إحصاءاته التهديفية. فهل يمكن أن يصبح نوهيو البطل غير المتوقَّع لسعي منتخب كوسوفو إلى الحصول على تأهُّل تاريخي؟
أونيل يأمل توديع المنتخب الأيرلندي بتحقيق أصعب إنجاز
انتهت المباراة الأولى للمُدرِّب مايكل أونيل مع فريق ستوك سيتي، وقد أحرز فيها الفريق أربعة أهداف، لأول مرة منذ أربع سنوات. وفي الأسبوع الجاري، يعود أونيل إلى منصبه في قيادة المنتخب الأيرلندي، الذي يُحقِّق معه إنجازاتٍ بطولية استثنائية منذ فترة طويلة، ولكن يبقى الإنجاز الأعظم الذي يتمنى تحقيقه هو الفوز على منتخب هولندا أو منتخب ألمانيا، من أجل التأهل المباشر إلى كأس الأمم الأوروبية 2020.
وسيواجه منتخب أيرلندا الشمالية كلا المنتخبين في الأسبوع المقبل، بدءاً بالمنتخب الهولندي. ويعلم المنتخب الأيرلندي أنَّه يستطيع مضايقة نظيره الهولندي المتألق، بعدما ظل متعادلاً معه حتى نهاية الشوط الأول، في مباراة الذهاب التي أقيمت في أمستردام الشهر الماضي (أكتوبر/تشرين الأول).
وقد فاز المنتخب الهولندي في النهاية بثلاثة أهدافٍ مقابل هدف، ووصف مدربه رونالد كومان أسلوب الهجمات المرتدة الذي ينتهجه منتخب أيرلندا الشمالية، بأنه "سيئ وغير جدير بالمشاهدة". غير أنَّ المنتخب الأيرلندي لعِب بأسلوب أكثر هجوميةً بعد ذلك ببضعة أيام في مباراته الودية أمام منتخب جمهورية التشيك، حين تقدَّم بثلاثية نظيفة قبل أن يتلقى هدفين ويحافظ على الفوز بصعوبة. وفي ظل حاجة المنتخب للفوز على نظيره الهولندي في المباراة المقبلة يوم السبت 16 نوفمبر/تشرين الثاني، سيتعيَّن عليه إيجاد توازن مثالي بين الصلابة الدفاعية والشجاعة الهجومية.
بدايات جديدة لمنتخبي غانا وجنوب إفريقيا
يُجري المسؤولون عن كرة القدم في غانا حملة علاقات عامة تحت شعار "أعِيدوا الحُب"؛ سعياً لإحياء الثقة بمنتخب النجوم السوداء بعد فضيحة الفساد التي أدت إلى حل الاتحاد الغاني لكرة القدم في العام الماضي (2018)، والأداء المخيّب للآمال الذي قدَّمه المنتخب في كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في العام الجاري (2019).
وقد استدعى المدرب الغاني عديداً من الوافدين الجدد إلى صفوف المنتخب، لبدء مسيرته في التصفيات المؤهِّلة لكأس الأمم الإفريقية 2021. لكنَّ محمد ساليسو، لاعب خط وسط فريق بلد الوليد، البالغ من العمر 20 عاماً، والذي يعد أحد أبرز اللاعبين الواعدين، قد تعرَّض لإصابةٍ ستُبعده عن المباراة المرتقبة أمام منتخب جنوب إفريقيا. ولكن على الأقل، ما زالت هناك احتماليةٌ لمشاركة اللاعب الغاني توريك جبرين، الذي يقدم أداء رائعاً مع فريق تي بي مازيمبي في الموسم الحالي.
وستكون هذه أول مباراة رسمية لموليفي نتسيكي، مدرب منتخب جنوب إفريقيا، منذ تعيينه في أغسطس/آب الماضي، ولا شكَّ في أنَّ فوزه خارج أرضه على منافسه الرئيسي بالمجموعة سيكون بدايةً مثالية له.
هل يقود بوكي فنلندا إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخها؟
لم يسجل تيمو بوكي أي هدف لفريقه، نورويتش سيتي، في الدوري الإنجليزي الممتاز، منذ 14 سبتمبر/أيلول، ولكنه طالما كان المهاجم الأكثر حسماً وتهديداً مع منتخب فنلندا. سجَّل بوكي هدفين في المباراة التي فاز بها المنتخب الفنلندي 3-0 في آخر مباراة دولية على أقرب منافسيه، منتخب أرمينيا، ليقترب بفريقه من الوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية، للمرة الأولى في التاريخ.
وتواجه فنلندا في المباراة المقبلة، ضمن فعاليات المجموعة العاشرة من التصفيات، منتخب ليختنشتاين، أضعف فرق المجموعة، في العاصمة الفنلندية هلسنكي. ويضمن فوز فنلندا حجز مقعد لها في نهائيات يورو 2020 الصيف المقبل، ومن المتوقع أن يكون بوكي، الذي سجَّل سبعة أهداف في ثماني مباريات بالتصفيات، حاسماً في هذا اللقاء. وربما يعود ببعض توهجه الدولي إلى نورويتش.
هاجي يقود رومانيا في مواجهة شبح هزيمة 1994
إلى من يبحثون عن الإثارة والحسابات المعقدة، سلِّطوا أنظاركم على المجموعة السادسة من تصفيات يورو 2020. إسبانيا في الصدارة وضمِنت التأهل، وفي المركز الثاني السويد بفارق نقطة واحدة عن رومانيا، وبفارق أربع نقاط عن النرويج.
ولا تزال حظوظ النرويج قائمة، بالنظر إلى سهولة مباراتيها المتبقيتين أمام جزر فاروه على ملعبها وأمام مالطا خارج ملعبها. ولكن الاحتمال الأكبر أن يتحدد المتأهل من مباراة رومانيا أمام السويد في بوخارست.
إنها مباراة حياة أو موت بالنسبة لأصحاب الأرض، الذين يحتاجون الفوز، على أمل أن يكون المنتخب الإسباني متساهلاً، بعد ضمان تأهله في مباراتهما التالية على مدريد بعد ثلاثة أيام، خاصة أن السويد سوف تواجه جزر فاروه في التوقيت نفسه.
وهذه هي المناسبة الرابعة فقط التي يلتقي فيها المنتخبان منذ مباراتهما المثيرة في ربع نهائي كأس العالم 1994، والتي حقق فيها منتخب السويد فوزاً مثيراً بركلات الترجيح. لا يرقى أي من لاعبي المنتخبين حالياً إلى مستوى اللاعبين الذين مثَّلوا البلدين منذ 25 عاماً، ولكنهما يتحسنان.
وتمتلك رومانيا، على وجه الخصوص، مجموعة موهوبة من اللاعبين الشباب بقيادة يانيس هاجي. في الواقع، من الصعب التنبؤ بالمنتخب المتأهل بين الثلاثة؛ الفرص متساوية، والاحتمالات معقدة، وسوف تظل الأعصاب متوترة حتى صافرة نهاية المباراة الأخيرة.