في 11 مارس/آذار 2019، قرر المدرب الفرنسي زين الدين زيدان العودة إلى تدريب فريق ريال مدريد في محاولة لإنقاذه من كبوته، وذلك بعدما كان قد رحل عن الملكي قبل تسعة أشهر عقب حُصوله على دوري أبطال أوروبا.
لكن حتى الآن، وعلى الرغم من احتلاله صدارة الدوري الإسباني بعد 6 جولات، يواجه المدرب الفرنسي صعوبات لم يُقابلها خلال فترة ولايته الأولى.
فعندما قرر زين الدين زيدان الرحيل عن ريال مدريد في صيف عام 2018، ترك خلفه نادياً متوجاً بثلاثة ألقاب متتالية من بطولة دوري أبطال أوروبا، ويبدو أنه شعر وقتها بأنها كانت بداية النهاية لجيل ذهبي. كما أن رحيل نجم الفريق كريستيانو رونالدو ترك تأثيراً سلبياً كبيراً على نتائج ومستوى الملكي.
ورغم كل المحاذير الفنية بحسب ما ذكرت صحيفة france football الرياضية الفرنسية لم يستطع زيدان الحائز على لقب كأس العالم كلاعب أن يرى ناديه في ورطة في الموسم الماضي ولا يبادر للمساعدة، لهذا لم يتردد عندما اتصل به رئيس النادي فلورنتينو بيريز لإعادة الميرينغي على طريق البطولات مجدداً.
لكن منذ توليه منصبه في مارس/آذار الماضي، شهد زيدان بعض الصعوبات وكافح لإعادة الأمور إلى نصابها. في الدوري الإسباني، سجل الملكي 8 انتصارات في 16 مباراة مقابل (4 تعادلات و4 هزائم). وعلى الرغم من تلك النتائج واحتلال المركز الأول حتى الأسبوع الماضي في "لاليغا" فالقلق تسرب إلى قلوب جماهير الملكي والصحافة المدريدية نظراً لانخفاض المستوى.
نصف الحلم
عند عودته إلى الفريق الملكي، وضع زين الدين زيدان شروطاً وحدد أولوياته في سوق الانتقالات الصيفية (الميركاتو). طالباً سرعة الحصول على خدمات الدولي البلجيكي إيدين هازارد المحترف في صفوف تشيلسي الإنجليزي، وكذلك الدولي الفرنسي بول بوغبا المحترف في صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي.
ونجحت الإدارة في تحقيق نصف الحلم بعدما تعاقدت مع الدولي البلجيكي، لكن الدولي الفرنسي والذي حصد بطولة كأس العالم 2018 مع منتخب الديوك لم يترك ناديه الإنجليزي.
حاول المسؤولون في النادي الملكي الحصول على توقيع لاعبين آخرين مثل الهولندي دوني فان دي بيك الذي أدى موسماً رائعاً وممتازاً مع فريق أياكس أمستردام، لكن زيدان لم يضع عينيه سوى على مواطنه بوغبا. ولتسهيل انتقاله، اختار الميرنغي وخاصة زيدان ترك مكان شاغر في خط الوسط للدولي الفرنسي.
فقد انتقل ماتيو كوفاتشيتش إلى تشيلسي، وأُعير داني سيبايوس إلى أرسنال الإنجليزي، وماركوس يورينتي إلى أتلتيكو مدريد الإسباني ومارتن أوديغارد إلى ريال سوسيداد. وترك اللاعبون غير المرغوب فيهم خط الوسط لبول بوغبا. بيد أن عملية الانتقال لم تُجر كما خُطط لها ووجد ريال مدريد نفسه اليوم في حاجة إلى لاعبي خط وسط.
أمام فريق باريس سان جيرمان الفرنسي خلال افتتاح دوري المجموعات لدوري أبطال أوروبا والذي خسره الملكي بثلاثة أهداف نظيفة، أثارت تشكيلة الفريق السخرية، فلم تتضمن قائمة الـ18 سوى ثلاثة لاعبين وسط فقط هم توني كروس وكاسيميرو وخاميس رودريغيز حيث وجد زيدان نفسه مُجبراً على تشكيلة بعينها.
قد يكون هذا هو السبب في بداية الفريق المقلقة بعض الشيء هذا الموسم. فالنادي لا يمتلك على مقاعد الاحتياطي بُدلاء في خط الوسط، جاهزين حال وقوع إصابة محتملة لأي لاعب أو حال تعرضه للإيقاف أو انخفاض المستوى.
في هذه اللحظة، يُعد زيدان هو المُذنب الرئيسي خاصة عند مشاهدة سيبايوس يقدم أداءً طيباً جداً مع الأرسنال في الدوري الإنجليزي، وكذلك أوديغارد في الدوري الإسباني. وهما لاعبان كان من الممكن أن يُمثلا إضافة للفريق.
سياسة التدوير
مشكلة أخرى تكمن في عدم إمكانية الاعتماد على لاعبين فاعلين خلال سياسة التدوير، فضلاً عن الوقوع في الإصابات وأبرز مثال على ذلك هو فيرلاند ميندي الذي انضم للفريق قادماً من ليون الفرنسي حيث أُصيب مُجدداً الأسبوع الماضي. وقال زيدان: "يُزعجني أن أرى فيرلاند مُصاباً مرة أخرى، اللاعبون لا يحصلون على قسط من الراحة قط، فلقد خاضوا مباريات مع منتخبات بلادهم، تلاها سبعة لقاءات محلية قبل أن يُستدعوا مجدداً لتمثيل بلادهم، إنه أمر معقد".
ولم تنل الإصابة من فيرلاند فحسب بل امتدت أيضاً إلى لاعب الوسط لوكا مودريتش ومارسيلو وهازارد على سبيل المثال.
على أرض الميدان، يجدُ العديد من اللاعبين الذي كان يعتمد عليهم النادي صعوبة من أجل العودة إلى سابق عهدهم مثل المدافع سيرجيو راموس، فهو ليس في أفضل حالاته، وتوني كروس ولوكا مودريتش، وهازارد، الذي اشتراه النادي بمبلغ 105 ملايين يورو (حوالي 114 مليون دولار) هذا الصيف. فلم يكن اللاعب السابق في تشيلسي حاسماً أمام المرمى، وربما تكون إصابته ولياقته البدنية قد تأثرتا بسبب الإصابة في مطلع الموسم.
أخيراً، فإن المهاجم كريم بنزيمة هو فقط الذي حافظ على مستواه حيث أحرز 5 أهداف في 6 مباريات، وهو الرجل القوي في ريال مدريد. لقد أنقذهم بالفعل عدة مرات، والأهم من ذلك، هو لا يتردد في القيام بدور القائد في الفريق.
إذن ما هو الحل لتلك المشاكل؟! من المُرجح أن يعتمد زيدان في الفترة المقبلة على المواهب الشابة مثل فينيسيوس أو رودريغو، لحل مشاكل الفريق الفنية وهو ما شاهدناه خلال مباراة الفريق أمام أوساسونا التي انتهت بفوز ريال مدريد بهدفين نظيفين.