هل تعرف أو شاهدت لاعباً وليس حارس مرمى يرتدي الرقم 1؟! وهل تابعت مرة تغيرت فيها هوية الفائز بكأس ما بعد أن تم نقش اسم فائز آخر عليها؟! إنها بعض من أغرب الحقائق التي يمكن أن تتابعها في كرة القدم.
هواة ومحبو كرة القدم ممن في العمر المتوسط يتذكرون بلا شك الأرجنتيني أوزفالدو أرديليس قائد منتخب التانغو وملهمهم في مونديال 1978 ومن بعده مونديال إسبانيا 82 وهو يرتدي القميص رقم 1 في خروج كان لافتاً وقتها عن كل الأعراف الكروية التي كانت تربط الرقم 1 بحارس المرمى.
ورغم ندرة اللاعبين الذين ارتدوا هذا الرقم، لكن الأمر ليس استثنائياً ولا حتى يعد ظاهرةً في العصر الحديث لكرة القدم. فقبل 45 عاماً بالتمام والكمال أقدم المهاجم رود جيلز على ارتداء القميص رقم 1 في كأس العالم سنة 1974. دولياً، تبنَّت كل من هولندا والأرجنتين سياسة توزيع أرقام القمصان أبجدياً. وقد أعطت الأرجنتين الرقم غير المعتاد إلى نوربرتو ألونسو في 1978، وأوزفالدو أرديليس في 1982، وسيرجيو ألميرون في 1986″.
وهناك لاعبون آخرون في القائمة كما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، مثل بانتيليس كافيس مع أولمبياكوس وأيك أثينا، وستيوارت بامر مع تشارلتون في التسعينيات، وديفيد كارابوت مع سليما واندررز في موسم 2005-2006، وسيمون فوكسيفتش مع بارتيزان في موسم 2004-2005، ودانيال بانكو مع بشكتاش في 2005-2006، ودييغو سوزا مع أتليتيكو مينيرو في 2010. وكذلك ارتدى أدولفو باتيستا الرقم 1 مع كلٍّ من غوادالاخارا وتشيباس".
الطريف أن كثيراً من قراء صحيفة The Guardian راسلوها لتذكير المحررين بالهولندي الشهير إدغار ديفيدز الذي منح نفسه الرقم حين صار لاعباً ومدرباً لفريق بارنيت، لكي يعرف اللاعبون من هو الحاكم في قصره الجديد.
إذ أعلن الرقم 1 في بارنيت: "ذاك هو رقمي لهذا الموسم. سأبدأ هذه الموضة". أما بالنسبة لغراهام ستاك، حارس مرمى الفريق آنذاك، فقد أُعطي الرقم "الشهير" 29. وقال ستاك: "لا تعني أرقام القمصان لي شيئاً، وقد ارتديت أرقاماً مختلفةً على مر السنين. فليست مشكلةً لي. طلب إدغار ديفيدز ارتداء الرقم 1، وسألني عن الرقم الذي أردته فقلت إني لا أمانع أي رقم".
وقد سبق أن تناولت صحيفة The Guardian مسألة أرقام القمصان في الماضي: إذ نشرت في 2006 مقالاً بعنوان "What's in a number"، ثم أتبعت ذلك بمقال عن أعلى أرقامٍ للاعبَين حدث بينهما تبديل، ولاعبين أعمارهم أقل من أرقامهم، والمعتزلين، ومن استخدموا الأرقام لتتماشى مع أسمائهم.
إذا كان حصول لاعب ما ليس حارس مرمى على الرقم 1 يمكن أن يمر مرور الكرام في كرة القدم فإن نقش أسماء الفرق على الكؤوس يأتي أحياناً بنتائج عكسية.
يكتب ريتشارد سميث: "في المراحل الأخيرة من المباريات النهائية لكرة القدم، عادةً ما تتجه الكاميرا نحو الخط الجانبي لتظهر شخصاً ينقش اسم الفريق على الكأس. فهل سبق أن أتى هذا بنتائج عكسيةٍ بسبب أهداف متأخرة أو أسباب أخرى؟".
وفقاً لبيتر هارثان، حدث هذا عام 1991 في اليوم الأخير من دوري القسم الثاني الإنجليزي، كان اللقب سيُحسَم بين أولدهام وويست هام. وكانت الأفضلية لويست هام. إذا هزموا نوتس كاونتي في ملعب أبتون بارك، وإن تعثَّر فقد ينال أولدهام اللقب بالانتصار على شيفيلد وينزداي على أرضهم.
ومع أن ويست هام كان متأخراً في النتيجة أمام نوتس كاونتي، فقد كان أولدهام متأخراً هو الآخر بهدفين للا شيء أمام وينزداي ما يعني أن الكأس ستكون من نصيب ويست هام الذي كانت مباراته قد انتهت بالفعل بخسارته.
كانت آخر الأخبار في المباراة الأخرى أن أولدهام متأخرون في النتيجة، إلا أن إيان مارشال أحرز هدفاً ليقلص الفارق وقبل لحظات من صافرة النهاية سجل بول برنارد هدف التعادل ما أدَّى إلى نهايةٍ جنونيةٍ للمباراة في أولدهام، وفي أواخر الوقت بدل الضائع أسقط جون شيريدان مدافع شيفيلد وينزداي خصمه أندي بارلو واحتُسبت ركلة جزاء لأولدهام.
وتصدَّى لها نيل ريدفيرن ليمنح أولدهام لقب الدوري بآخر ركلة في الموسم. وحين وصلت الكأس إلى ملعب باوندري بارك بعد يومين لتسليمها في مباراة اعتزال روجر بامر، كانت منقوشةً باسم ويست هام".
تغلُّب أبطال دوري القسم الثاني على أبطال الدوري الممتاز
يسأل بيل فارنام: "بانتصار نوريتش على مانشستر سيتي، متى كانت آخر مرةٍ انتصر فيها فريقٌ فاز بدوري القسم الثاني على أبطال الدوري الممتاز في أول لقاءٍ لهما من الموسم؟".
لم يكن هذا منذ زمنٍ بعيدٍ إطلاقاً. فليس عليك العودة سوى 5 سنواتٍ إلى الوراء حتى ديسمبر/كانون الأول 2015، حين ساعد بورنموث جوزيه مورينيو على الرحيل عن تشيلسي بالفوز بهدفٍ للا شيء على فريقه حامل اللقب آنذاك في ستامفورد بريدج. وأُقيل مورينيو فعلياً عقب هزيمته على يد ليستر سيتي.