ربما لا يوجد تعبير مناسب لوصف ما حدث في عملية التصويت على جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لاختيار أحسن لاعب في العالم التي أعلنت نتائجها مؤخراً بفوز الأرجنتيني ليو ميسي، سوى أنها كانت كوميديا سوداء بسبب حجم التزوير الذي شاب عملية التصويت حتى إعلان نتائج الفائزين بالجائزة .
الجائزة كما نعلم تسببت في أزمة لم تنتهِ فصولها بعد بين لاعب ليفربول محمد صلاح وبلاده مصر بعد اكتشاف عدم تصويت مدرب وقائد المنتخب المصري في الجائزة، بينما ذهب صوت الصحفي المصري المشارك في التصويت -وهو مجهول بالمناسبة- لزميل صلاح في ليفربول وغريمه الدائم، السنغالي ساديو ماني، دون غيره من اللاعبين الثمانية الآخرين الذين تنافسوا على الجائزة في مرحلتها النهائية.
وعلى الفور بادر صلاح في تصرُّف طفولي لحذف منتخب مصر الذي يلعب له منذ 8 سنوات، من بطاقة تعريفه على حسابه الرسمي في موقع تويتر، في خطوة لم يكشف بعد ما إذا كانت تعني اعتزاله الدولي، أم محاولة للفت الانتباه وتأليب المصريين على الجهات المسؤولة عن الرياضة وكرة القدم في مصر.
وبعد أن هاجت الدنيا في مصر ضد صلاح لدرجة اتهامه بعدم الوطنية والخيانة خصوصاً لتزامن تصرفه هذا مع الاحتجاجات في عدة محافظات مصرية ضد حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، عاد نجم ليفربول الإنجليزي لنشر صورة له على حسابه في إنستغرام وهو يحمل عَلم مصر وكتب تحتها: "مهما حاولوا يغيروا حبي ليك ولناسك موش هيعرفوا".
اتحاد الكرة المصري أعلن عن فتح تحقيق لمعرفة أسباب عدم اعتراف الفيفا بتصويت مصر، خصوصاً أنه تم إرساله قبل موعد انتهاء التصويت بأربعة أيام، وأرسلت سكرتارية الفيفا تأكيداً بالاستلام في اليوم الأخير للتصويت الذي وافق التاسع عشر من أغسطس/آب الماضي.
صحيفة dailymail اليومية البريطانية كشفت اليوم عن السبب الكوميدي وراء عدم اعتراف الفيفا بتصويت قائد المنتخب أحمد المحمدي لاعب أستون فيلا الإنجليزي، وشوقي غريب مدرب المنتخب الأولمبي المصري الذي قام بالتصويت نتيجة عدم وجود مدرب للمنتخب الأول في ذلك الوقت بعد استقالة المكسيكي خافيير أغيري عقب خروج الفراعنة من ثمن نهائي كأس الأمم الإفريقية الماضية.
وبحسب مصادر للفيفا نقلت عنهم الصحيفة، فقد تقرر استبعاد تصويت المصريين لأن المحمدي وغريب وقّعا اسميهما بالحروف الكبيرة (Capital letters) وليست الحروف الطبيعية، كما أن استمارتي التصويت اللتين أرسلتا للفيفا لم يتم توقيعهما من السكرتير العام للاتحاد المصري لكرة القدم، علماً بأن كلا الأمرين ضروري، بحسب ما أكدت مصادر الفيفا.
الكوميديا لم تتوقف عند ما حدث مع تصويت المصريين فقط، وإنما خرج مدرب منتخب السودان، زدرافكو لوغارسيتش ليؤكد أن صوته الذي أعلن عنه الفيفا مزور، وأنه لم يمنح لاعب برشلونة الإسباني، ليونيل ميسي، المركز الأول في تصويته مثلما ظهر في قوائم الفيفا، وإنما كان اختياره الأول هو المصري محمد صلاح.
كذلك أعلن خوان باريرا، قائد منتخب نيكاراغوا، أنه لم يعطِ صوته للأرجنتيني أيضاً، وكأنه فوجئ عندما رأى اسمه في قوائم تصويت الفيفا وأمامه اسم ميسي كاختيار أول، لأن ذلك لم يكن صحيحاً.
ومن المرجح أن يتسبب ما قاله مدرب السودان وقائد نيكاراغوا في النيل من مشروعية فوز ميسي بالجائزة التي تعد السادسة في مشواره الكروي كأكثر لاعب في تاريخ كرة القدم يفوز بها متفوقاً على غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الفائز بها 5 مرات.