الأحداث تدور بشكل متسارع في كرة القدم الأوروبية بالفترة الأخيرة، ويعاني مدربو أكبر الأندية في القارة العجوز شبح الإقالة مبكراً، بسبب سوء النتائج والأداء لفرقهم في الفترة الأولى من الموسم الكروي، فرغم أن الوقت ما زال مبكراً للحديث عن ذلك، فإنه يبدو أن الإدارات لم يصبح لديها صبر وسعة صدر طويلة لاستمرار الأوضاع سيئة مع هجوم الجماهير الدائم عليها وعلى الفريق.
وهنا تبرز لعبة الكراسي الموسيقية الشهيرة بين المدربين، ففي الوقت الذي يعانيه النرويجي أولي غونار سولسكاير، مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي، من تراجع كبير في المستوى والنتائج، وأيضاً النجم فرانك لامبارد مع نادي تشيلسي، وكذلك مدربا قطبي إسبانيا الفرنسي زين الدين زيدان لريال مدريد وإرنستو فالفيردي لبرشلونة، خاصةً الأخير الذي حقق أرقاماً سلبية عديدة في انطلاقة الموسم الحالي، وأبرزها البداية الأسوأ للبلوغرانا في الليغا منذ موسم 2007، أي أكثر من 12 عاماً.
يوجد مدربون كبار ينتظرون الانقضاض على مناصب هؤلاء المتراجعين في الفترة الأخيرة، وعلى رأسهم سبيشال وان جوزيه مورينيو، المدرب البرتغالي الأشهر والمثير للجدل دائماً، الذي تم ترشيح اسمه بالفعل لخلافة زيدان في البيت الأبيض الكروي، بعد خسارة باريس سان جيرمان المذلّة بثلاثية دون رد في حديقة الأمراء بافتتاح دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
مورينيو الذي يجلس بلا عمل حالياً، منذ أن رحل أواخر العام الماضي (2018)، عن تدريب مانشستر يونايتد كبير إنجلترا من حيث البطولات- يبقى اسماً مرشَّحاً فوق العادة لتدريب أكبر فرق القارة العجوز في أي وقت، لا سيما التي سبق أن درَّبها من قبلُ ويعرف كل دروبها وعلى دراية بها جيداً، مثل اللوس بلانكوس الذي أشرف على تدريبه ثلاثة مواسم من 2010 إلى 2013.
كما يوجد أيضاً المدرب الإيطالي ماسميليانو أليغري المدير الفني السابق ليوفنتوس، على قائمة الانتظار بلا عمل، حيث قرر الراحة بعد رحيله عن السيدة العجوز بنهاية الموسم الماضي، مع تولي المجدد ماوريسيو ساري مسؤولية البيانكونيري الفنية خلفاً له.
أليغري المعروف عنه فلسفته المتحفظة نوعاً ما، يعد خياراً مثالياً لخلافة لامبارد في البلوز، والمرشح للإقالة رغم نجوميته الكبيرة في ستامفورد بريدج، ولكن واقع النتائج والأداء لا يخدمه كثيراً في الفترة القادمة، حيث حصد 8 نقاط فقط من أصل 6 مباريات لعبها في البريميرليغ، ليضيع 10 نقاط كاملة وضعته في المركز الحادي عشر بالجدول، وهو بعيد كل البعد عن طموح الإدارة والجماهير، وهو ما يجعل أليغري على بُعد خطوات قليلة من العودة لممارسة التدريب من بوابة الفريق اللندني الكبير.
كما يبقى أليغري أيضاً خياراً طُرح لخلافة سولسكاير في يونايتد، وتم الحديث عن ذلك بالفعل في الصحافة الإنجليزية، وعن تحرُّك إدارة المان يو لمفاوضة المدرب الإيطالي، لإنقاذ الشياطين الحمر من الموقف الصعب الذي يعانونه، حيث حصد المدرب النرويجي 8 نقاط أيضاً من 6 مباريات كما هو الحال مع لامبارد، وأضاع 10 نقاط كاملة، محتلاً المركز الثامن بفارق الأهداف فقط في جدول الترتيب.
الاسم الكبير الأخير على قائمة الانتظار، هو الفرنسي المخضرم أرسين فينغر المدير الفني السابق لأرسنال، والذي يجلس بلا عمل منذ رحيله قبل عام وبضعة أشهر عن تدريب الغانرز، وتولي الإسباني أوناي إيمري خلفاً له مسؤولية الفريق اللندني، حيث تم ترشيح اسمه بشكل مكثف لخلافة فالفيردي في برشلونة، وأيضاً في باريس سان جيرمان بدلاً من توماس توخيل إذا ما دخل الفريق في دوامة النتائج والمستوى السيئ خلال الفترة القادمة.
فينغر اسم مرحَّب به لدى جماهير البارسا، لإنقاذ الفريق مما يفعله فالفيردي الذي أصبح المكروه الأول لجماهير البلوغرانا، إذ حصد بعد مرور 6 جولات فقط 10 نقاط، مضيّعاً 8 أخرى بين تعادل وهزيمة، محقِّقاً البداية الأسوأ لبرشلونة منذ سنوات طويلة، كما أن الفريق ظهر تائهاً مهلهلاً معه في أغلب المباريات، خاصة مع إصابة الأرجنتيني ليونيل ميسي النجم الأبرز للفريق في أول فترات الموسم للإصابة.
فهل تلعب الكراسي الموسيقية دورها في الإطاحة بهؤلاء المدربين والإتيان بآخرين خلال الفترة المقبلة؟ أم أن الأمر سيتأجل بضعة أسابيع قادمة حتى نهاية الدور الأول من الدوريات؟ هذا ما سنشاهده بكل تأكيد في الأيام القادمة.