تسابق اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020 الزمن لايجاد حلول لتقليل آثار درجات الحرارة المرتفعة على المشاركين والجماهير في الألعاب الأولمبية التي ستقام صيف العام المقبل.
وقبل أيام جرى اختبار ابتكار جديد عبر رش حوالي 300 كغم من الثلج الاصطناعي فوق مدرجات ملعب Sea Forest Waterway، لمعرفة ما إذا كان يمكن لهذا الابتكار خفض مستويات الحرارة والرطوبة.
وعادة ما تكون درجات الحرارة في طوكيو في يوليو/تموز الذي تقام فيه الألعاب الأوليمبية 35 درجة مئوية و80٪ رطوبة، وهو ما أثار مخاوف من أن الجماهير قد تعاني من ضربات الشمس.
وسيستضيف ملعب Sea Forest Waterway فعاليات التجديف وركوب قوارب الكنو في كل من دورتي الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية.
لكن نصف مقاعد الملعب البالغ عددها ألفي مقعد غير مغطاة، وذلك بعد التراجع عن مخططات إنشاء سقف يغطي كامل المقاعد من أجل خفض التكاليف.
لذلك ملأ أعضاء اللجنة التنظيمية لأولمبياد طوكيو 2020، يوم الجمعة الماضية، مدرجات الملعب لتجربة مدتها خمس دقائق لآلة الثلج، وذلك خلال حدث اختبار لسباق قوارب الكنو.
لكن النتيجة ربما لم تحقق المأمول. فقد كانت درجة الحرارة هناك 25.1 درجة مئوية قبل إطلاق الثلج، والشيء نفسه بالضبط بعد إطلاقه.
وقال تاكاشي أوكامورا، رئيس الاتصالات والقيادة والتحكم في اللجنة المنظمة لأوليمبياد طوكيو، لموقع BBC البريطاني، إن النتيجة "ليست كما هو متوقع"، لكنه قال إن الثلج له مزايا أخرى.
مضيفاً: "ميزة هذه الآلة هو وجود جهاز رش الثلج لمساعدة الجمهور على الشعور بالانتعاش والتسلية".
أفكار متباينة
تقوم هذه الآلات، والتي كانت تستخدم سابقاً في المهرجانات الموسيقية، بصنع الثلج عن طريق سحق الجليد وخلطه بالهواء، وهي يمكن أن تغطي مساحة 15 متراً (49 قدماً) في الظروف العاصفة. ولم يُكشف عن تكلفتها.
ولم تتخذ اللجنة المنظمة بعد قراراً نهائياً بشأن استخدام الثلج الاصطناعي، وقالت إن المزيد من الاختبارات سوف تجرى تباعاً، أولها يوم الجمعة المقبل العشرين من سبتمبر/أيلول.
وقال تومواكي ماتسوموتو المسؤول في قسم خدمات الملاعب لدى اللجنة: "اليوم مجرد تجربة أولى. لكن من الممكن أن نستخدمها في أوليمبياد طوكيو".
ويحاول مسؤولو الدورة الأولمبية تطوير استراتيجيات تبريد منذ تم اختيار طوكيو لاستضافة الألعاب في عام 2013، حيث جربوا كل شيء، بداية من آلات التغشية في الملاعب إلى القبعات الباهظة التي تتخذ شكل المظلة.
وفي عام 2018، أعلنت الحكومة عن كارثة طبيعية بعد أن لقي ما لا يقل عن 65 شخصاً حتفهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال أسبوع، في حين شهد يوليو/تموز 2019 دخول أكثر من 5 آلاف شخص إلى المستشفيات بحثاً عن العلاج خلال موجة حارة شديدة.
وفي الشهر الماضي، قام الاتحاد الدولي لسباق الثلاثي (ترايثلون) بتقصير الجولة الأخيرة من التصفيات التأهيلية للأولمبياد في طوكيو حيث بلغت درجات الحرارة 32 درجة مئوية.
كما ناشد المسؤولون الأولمبيون في البداية رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اعتماد التوقيت الصيفي حتى يمكن إجراء المسابقات التي تطلب قدراً كبيراً من التحمل خلال الأوقات ذات درجة الحرارة الأقل من اليوم.
وفي حين أن المدد الزمنية لن تقل، إلا أن سباقات مثل الماراثون ستبدأ في وقت مبكر عن المعتاد، في تمام السادسة صباحاً، في محاولة للتغلب على الحرارة.
مخاوف بارالمبية
ومن أجل تفادي معاناة عدائي الماراثون في أوليمبياد طوكيو من درجات الحرارة المرتفعة، تم طلاء مسارات من الطرق التي يبلغ طولها 26 ميلاً (42 كم) بمادة عازلة للحرارة تعكس الأشعة تحت الحمراء، مما يخفض درجة حرارة سطحها حتى 8 درجات مئوية.
وتعتبر هذه الخطوة مهمة بشكل خاص للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون كراسي المقعدين في المسابقات المقامة خارج الصالات المغطاة، لأن تصميم هذه الكراسي المتحركة يجعلهم قريبين جداً من الأرض. وهو ما يمكن أن يرفع درجة حرارة أجسام المتنافسين بمقدار 2-3 درجة مئوية مقارنةً بشخص في حالة وقوف.
ومن التدابير الأخرى، تركت الأشجار لتنمو بدرجة أكبر لتوفير الظل للمشاهدين الذين يصطفون على الطرق، وقد طُلب من البنايات التي تحتوي على مكيفات أن تفتح أبوابها أمام المشجعين المرهقين.
وقد يخرج المنظمون لأوليمبياد طوكيو أيضاً عن التقاليد بالسماح للمتفرجين بإحضار مشروباتهم المعبأة في زجاجات إلى أماكن وملاعب إقامة المسابقات، وهو أمر محظور في الألعاب الأولمبية السابقة بسبب قضايا تتعلق بعقود الرعاية والأمان.
وتبدأ أوليمبياد طوكيو الصيفية لعام 2020 اعتباراً من يوم 24 يوليو/تموز وتستمر حتى 9 أغسطس/آب، ومن المقرر أن تبدأ الألعاب البارالمبية في الفترة من 25 أغسطس/تموز إلى 6 سبتمبر/أيلول.
لكن قبل ذلك، ستستقبل البلاد ما يقدر بنحو 400 ألف زائر لحضور كأس العالم للرجبي 2019. وفي حين تستضيف طوكيو حفل الافتتاح في 20 سبتمبر/أيلول، إلا أن المباريات ستجري في 12 ملعباً في جميع أنحاء اليابان، مما يعزز السياحة الإقليمية.