ضمن الجهود التي تُبذل لجعل نسخة 2022 من كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر، مميزة عن كل النسخ التي سبقتها، خصصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن توفير البنية التحتية اللازمة لاستضافة المونديال، 41 معسكراً تدريبياً تجسّد إرث البطولة قبل انطلاقها بثلاثة أعوام.
ويشمل كل معسكر تدريبي ملعبين مفروشين بالعشب الطبيعي ومجهَّزين بأنظمة إضاءة تلبي معايير الفيفا، بالإضافة إلى مرافق ملحقة مثل غرف تبديل الملابس، وقاعة للمؤتمرات الصحفية، وقاعة للضيافة، إلى جانب تجهيزات الإعلام والبث، وشبكات الاتصال وتقنية المعلومات، علاوة على مواقف للسيارات، ومساحات للمشجعين خلال حصص التدريب.
ومن هنا، تولي اللجنة العليا وشركاؤها المحليون والدوليون مواقع تدريب المنتخبات المشاركة في بطولة قطر 2022 أهمية بالغة، وتُعنى عناية شديدة ببنائها وفق معايير دولية ومواصفات قياسية، لضمان خوض اللاعبين من شتى أنحاء العالم تجربة كروية فريدة في دولة قطر، مستفيدة من الطبيعة متقاربة المسافات التي تميز نسخة المونديال القطري عن غيرها من النسخ السابقة.
وأوضح المهندس أحمد العبيدلي، مدير مشروع ملاعب التدريب في اللجنة العليا، أن كل ملعب تدريب تحيط به مساحة ثلاثة أمتار، كما تفصل بين كل ملعب وآخر خمسة أمتار، لضمان سلامة اللاعبين.
وقال إن أرضيات الملاعب في معسكرات التدريب مماثلة لأرضيات الاستادات المخصصة لاستضافة مباريات المونديال، حيث تمتاز بجودة عالية ونظام ري وصرف. ويمكن الاستفادة من الملاعب في أي وقت، لأنها مجهزة بنظام إضاءة كاشفة للمعسكر بأكمله.
وأضاف العبيدلي أن اللجنة العليا تعتزم خلال الأعوام الثلاثة القادمة، تخصيص الوقت الكافي لتجريب مختلف مرافق معسكرات التدريب، بهدف تسليط الضوء على إرث هذه البنية التحتية الرياضية الحديثة.
ومن بين المواقع التي اختيرت لإنشاء ملاعب تدريب فيها جامعة قطر، ونادي الدوحة للغولف، ومنطقتا السيلية وعنيزة، وتدخل تلك الملاعب الرياضية ضمن خطة الإرث لجميع المرافق المرتبطة باستضافة مونديال قطر 2022.
وبدأت مرحلة تجريبية لهذه المرافق قبل افتتاحها الرسمي، حيث استضافت عدداً من المنتخبات الوطنية، كالمنتخب الجزائري الذي حاز لقب كأس الأمم الإفريقية في يوليو/تموز الماضي.
ومن المقرر الاستفادة من مرافق التدريب أيضاً قبل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية 2019 في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
واستفادت من مرافق التدريب عديد من المنتخبات، من بينها المنتخب القطري، ومنتخب تايبيه الصينية، ومنتخب فلسطين، ومنتخب كازاخستان، والاتحاد القطري لرياضة الرغبي، وأعضاء أكاديمية الفهود الرياضية من سلطنة عمان.
تُتيح الطبيعة متقاربة المسافات لبطولة كأس العالم في قطر 2022 إعداد خطة مبتكرة لمرافق الإقامة والتدريب، تربط بين أماكن إقامة المنتخبات المشاركة وملاعب التدريب، بحيث يكون لكل منتخب مشارك في البطولة مرافقه الخاصة.
وتُشكل مرافق التدريب أحد العناصر الأساسية التي تُسهم في استضافة نسخة ناجحة من المونديال الكروي وفق ما ينص عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم.