رغم صدور حكم بالحبس على التركي أردا توران، لاعب برشلونة المعار لنادي باشاك شهير التركي، لمدة عامين وثمانية شهور، إلا أن ذلك يعتبر من حُسن حظ الدولي التركي المعروف بمزاجه الحاد، باعتبار أن التوقعات في بداية محاكمته أوصلت مدة سجنه المنتظرة إلى 12 عاماً.
وكانت محكمة تركية قد قضت بحبس أردا توران، لمدة عامين وثمانية أشهر مع إيقاف التنفيذ بعد تورطه في إطلاق النار بهدف بث الرعب والقلق وحيازة أسلحة غير مرخصة وتعمد إصابة شخص، ويعني الحكم الصادر بصيغته تلك أن توران لن يتعرض للحبس إلا إذا ارتكب جريمة أخرى في غضون خمس سنوات من الآن.
قصة المشكلة تعود الى العام الماضي حين اشترك توران في شجار مع المغني بيركاي شاهين في ملهى ليلي في إسطنبول وتسبب في كسر أنف المغني، وذلك بعد أن اتهمته زوجة المغني بالتحرّش بها بحسب وسائل الإعلام المحلية.
المثير أن لاعب برشلونة وأتلتيكو مدريد السابق لم يكتفِ بما حدث في الملهى، وإنما ذهب إلى المستشفى في وقت لاحق وأمسك بمسدس وأطلق النار أرضاً ليثير القلق.
وفور بدء التحقيق في الواقعة أعلن نادي باشاك شهير أنه فرض غرامة على توران قدرها 2.5 مليون ليرة تركية (حوالي 432 ألف دولار) بسبب هذه الواقعة.
وقدرت تقارير صحفية وقت وقوع المشكلة أن لاعب وسط المنتخب التركي يواجه خطر السجن لـ12 عاماً ونصف، بعد اتهامه بالتحرش الجنسي والحيازة غير المشروعة للأسلحة والاعتداء المتعمد الذي نجم عنه إصابات.
لكن المحكمة أصدرت حكماً مخففاً على اللاعب نظراً لجهوده المقدرة مع المنتخب التركي، حيث لعب 100 مباراة دولية أحرز خلالها 17 هدفاً.
ويعتبر توران الذي يبلغ عامه الثالث والثلاثين في يناير/كانون الثاني المقبل أحد أفضل لاعبي كرة القدم الأتراك في السنوات الأخيرة، لكنه معروف بمزاجه الحاد داخل الملاعب وسلوكه السيئ خارجها.
وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي أقام سكان عقار تعرض للانهيار في إسطنبول دعوى قضائية ضد اللاعب بسبب بناء فندق رياضي مجاور يملكه في إسطنبول.
وانهار المبنى المكون من ثلاثة طوابق والواقع في حي سوتولكو في وسط إسطنبول في يوليو/تموز 2018، بعد فترة قصيرة من إجلاء السكان، وتم تصوير لحظة الانهيار.
وكان انزلاق أرضي قد تسبب في البداية في جعل المبنى شبه معلق في الهواء، ولكن مقيمي الدعوى يقولون إن لديهم ما يثبت أن ذلك بسبب أعمال البناء في الفندق القريب المملوك لأردا توران وشقيقه.
وأكد أردا توران أنه كان لديه كل التصاريح اللازمة للبناء، ولكن النيابة اعتبرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن هناك مؤشرات على وقوع جريمة.
وطالب كل شخص من المقيمين في المبنى المنهار بتعويض قيمة 16 ألف يورو عن "الأضرار النفسية"، فضلاً عن 800 يورو عن الأضرار المادية.
كما تمت معاقبة اللاعب بالإيقاف 16 مباراة في مايو/أيار من العام الماضي من قبل السلطات الكروية التركية، بعدما قام بالاحتكاك مع حكم إحدى مباريات فريقه وإهانته.
وانتقل توران الموسم الماضي على سبيل الإعارة إلى باشاك شهير بعد تجربة فاشلة مع برشلونة، حيث فشل في فرض نفسه أساسياً في التشكيلة، بعد تجربة سابقة ناجحة مع أتلتيكو مدريد.
وكان اللاعب نفسه قد انضم إلى برشلونة من أتلتيكو مدريد مقابل 34 مليون يورو (37.45 مليون دولار) في 2015 وفاز بأربعة ألقاب وشارك في 55 مباراة سجل خلالها 15 هدفاً.
وبحسب تقارير صحفية تركية، فإن باشاك شهير لا يريد استمرار توران في الموسم المقبل، حيث تنتهي إعارة اللاعب في صيف 2020، وذلك لأن توران لا يلعب بانتظام هذا الموسم مع الفريق، كما أنه فشل في عمل الإضافة المرجوة منه منذ انضمامه وبدلاً من ذلك دخل في سلسلة من المشكلات والإيقافات بسبب سلوكه الحاد.
ورغم أن اللاعب أعلن من قبل أنه يملك عدة عروض من جالاطا سراي وأيضاً إنتر ميلان الإيطالي للعب لهما في الموسم المقبل، فإنه من المتوقع أن يؤثر سلوكه السيئ على رغبة الأندية الأوروبية الكبرى في ضمّه.
وسيتعين على الأندية المهتمة باللاعب التركي التواصل مع برشلونة، والتفاوض لبيعه هذا الصيف، حيث لن يطلب النادي الكتالوني مقابلاً ضخماً، لاسيما أنه يريد أن يرحل توران بشكل نهائي لتوفير راتبه.