بعودة دييغو أرماندو مارادونا إلى عالم التدريب إثر توليه الإدارة الفنية لفريق خيمناسيا لا بلاتا الأرجنتيني المغمور، يحاول أسطورة الكرة العالمية على مر التاريخ تحسين صورته، ليس فقط كمدرب فشل في كل المهام الفنية التي تولاها، وإنما أيضاً كإنسان غير مسؤول خارج حدود ملعب الكرة الذي صنع نجوميته الخالدة.
وبمناسبة توليه المهمة التدريبية الجديدة التي لا يعول كثيرون على نجاحه فيها، رصدنا أبرز 10 محطات في تاريخ هذا اللاعب الفذ والإنسان المستهتر.
1- حلم الطفولة:
عندما كان يبلغ عشرة أعوام كان مارادونا مشهوراً بالفعل في بوينس آيرس، بفضل حركاته البهلوانية داخل الملعب.
دُعي مارادونا إلى برنامج تلفزيوني اسمه "سابادوس سيركولاريس"، وفيه أفصح عن حلمه قائلاً: "لديَّ حلمان: الأول هو أن ألعب في المونديال، والثاني أن أُتوَّج بطلاً".
فاز مارادونا مع منتخب الأرجنتين في مونديال 1986 بالمكسيك، حيث تم اختياره أفضل لاعب بالبطولة، كما شارك في نسخ 1882 بإسبانيا، و1990 بإيطاليا، و1994 بالولايات المتحدة.
2- هدفان مقابل جزر:
في مونديال 1986 بالمكسيك خاضت الأرجنتين مباراة ربع النهائي أمام إنجلترا، وعلى الرغم من أن أحداً لم يرغب في ربط المباراة بحرب جزر فوكلاند (مالفيناس) بين البلاد قبل أربعة أعوام، فإن اللقاء كان بالنسبة لمارادونا والأرجنتينيين فرصة للثأر، وبالفعل انتهت المباراة بفوز "راقصي التانغو" بهدفين مقابل هدف، وأحرز مارادونا الثنائية.
جاء أول هدف بلمسة يد لم يرها الحكم، لكن مارادونا نفسه أطلق على الهدف "هدف يد الرب"، والثاني بعدما راوغ الأسطورة الأرجنتيني نصف لاعبي المنتخب الإنجليزي، واختير كأفضل هدف في القرن الـ20 وأفضل هدف في جميع نسخ كأس العالم.
3- المدمن:
بدأ مارادونا تعاطي الكوكايين في برشلونة عام 1982 عندما كان يلعب في صفوف البارسا. وفي عام 1991 تم إيقافه بسبب تعاطي هذا المخدر بينما كان يرتدي قميص نابولي.
وصلت معاناته مع الكوكايين ذروتها في 2000، عندما تسببت جرعة زائدة في تعرضه لأزمة قلبية سافر على أثرها إلى كوبا للعلاج وإعادة التأهيل.
في 2004 انتكس وعانى أزمة جديدة، ظل بسببها أسبوعاً ونصف الأسبوع بمستشفى في بوينس آيرس قبل أن يعود إلى كوباً مجدداً.
عن إدمانه المخدرات قال مارادونا ذات مرة: "في البداية تعطيك المخدرات إحساساً بالنشوة كأنك فزت ببطولة. وتفكر: لماذا أهتم بغد إذا كنت اليوم بطلاً".
4- وداع ولا أسوأ:
طُرد مارادونا من مونديال الولايات المتحدة عام 1994؛ بعدما جاء اختبار الكشف عن المنشطات إيجابياً، ولكن ليس بسبب الكوكايين وإنما الإيفيدرين. فكانت هذه المادة في بروتين كان يتناوله أوصاه به مدربه الشخصي حينها.
سجَّل مارادونا هدفاً في مرمى اليونان بأول مباراة الأرجنتين في البطولة، وفازت فيها برباعية بيضاء، ولكن في المباراة التالية أمام نيجيريا والتي فازت بها الأرجنتين 2-1، اصطحبته ممرضة من يده عقب اللقاء وأخضعته لاختبار كشف عن المنشطات، قال عنه وقتها الأسطورة الأرجنتيني: "لقد قطعوا ساقي".
5- حُب كراهية حب:
انتقل مارادونا إلى نابولي عام 1984، وأسهم في تتويج الفريق بعدة ألقاب في إيطاليا، فضلاً عن كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وهو الدوري الأوروبي حالياً.
ووصل الهوس بمارادونا هناك إلى حد أن أطلق عليه المعجبون لقب "سان جينارماندو"، وهو مزج بين اسمه الثاني "أرماندو" والقديس المفضل في نابولي "جينارو".
ولكن الكراهية بدأت في مباراة نصف نهائي مونديال 1990 بإيطاليا بين صاحبة الأرض والأرجنتين، لأن منتخب "راقصي التانغو" تأهل للنهائي بركلات الترجيح على حساب "الأزوري"، وفي النهائي أطلقت الجماهير الإيطالية صيحات استهجان عند عزف النشيد الوطني الأرجنتيني، لتنتاب مارادونا حالة من الغضب وتتغير علاقته بالجماهير الإيطالية.
6- الكنيسة المارادونية:
دييغو مارادونا هو لاعب كرة القدم الوحيد وربما الرياضي الوحيد أيضاً الذي تم إقامة كنيسة على شرفه. اسمها الكنيسة المارادونية، وأسسها محبّوه في مدينة روساريو الأرجنتينية في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1998، الموافق عيد ميلاد الأسطورة الأرجنتيني الـ38.
7- ملهم المبدعين:
أثرت حياة مارادونا عديداً من الكتب والأفلام بشكل يفوق أي رياضي آخر، وعرض مهرجان "كان" السينمائي بفرنسا، في 20 مايو/أيار الماضي، وثائقياً بعنوان "دييغو مارادونا"، يتناول جوانب من حياته مثل الفقر والنجاح والنساء والمخدرات.
8- مدرب فاشل:
بدأ مارادونا مشواره التدريبي في 1994 بنادي ماندييو في مقاطعة كورينتس، مسقط رأس والدته دالما سالفادورا فرانكو. في 1995 تولى تدريب راسينج، ولكنه لم يحقق نتائج جيدة مع الفريقين.
وبعدها تولى مارادونا الإدارة الفنية لفريقي الوصل والفجيرة بالإمارات، وبين أواخر 2018 ويونيو/حزيران 2019 فريق دورادوس دي سينالوا المكسيكي.
عاش مارادونا أيضاً تجربة تدريب المنتخب الأرجنتيني بين 2008 و2010 عندما قاده إلى التأهل إلمونديال جنوب إفريقيا الذي خرج منه من ربع النهائي بالخسارة برباعية نظيفة أمام ألمانيا.
9- وزن زائد:
لطالما واجه مارادونا قابلية للسمنة، وفي 2005 خضع لعملية تغيير مسار معدة في كولومبيا، لأن وزنه وصل إلى 120 كغم، علماً أن طوله 1.66 سم.
يعاني مارادونا منذ فترة، التهاب المفاصل في الركبتين، خضع على أثره مؤخراً لجراحة في الركبة اليمنى.
عانى مارادونا أمراضاً أخرى أيضاً، ففي 1982 أصيب بالتهاب الكبد الوبائي "أ"، وفي 2012 خضع لجراحة لإزالة حصى من الكلى.
10-8 أبناء:
لدى مارادونا 8 أبناء يعترف بخمسة منهم. فقد أنجب دالما وجيانينا من زوجته السابقة كلاوديا فيافاني، وفي نابولي أنجب دييجو مارادونا سيناجرا ثمرة علاقته من كريستينا سيناجرا.
ووُلدت ابنته جانا (22 عاماً) من علاقة عابرة مع أرجنتينية، تعرف عليها في صالة ألعاب رياضية.
كما أنجب من صديقته السابقة فيرونيكا أوخيدا، دييغو جونيور البالغ ستة أعوام، وقبل فترة قصيرة أقرَّ بأنه خلال وجوده في كوبا أنجب ثلاثة أبناء تعهَّد بالاعتراف بهم قريباً.