كُشف اليوم عن شعار النسخة الـ22 من بطولة كأس العالم قطر 2022، في حين اعتبره كثير من المتابعين خطوة عملاقة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والبلد المضيف في الطريق نحو تنظيم الحدث الكروي الأكبر بالعالم.
وقد تم الكشف عن شعار البطولة بالعاصمة القطرية الدوحة في تمام الساعة الثامنة واثنين وعشرين دقيقة بالتوقيت المحلي لقطر من مساء الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول، الذي يوازي (20:22)، في دلالة رمزية لتاريخ المونديال نفسه، وشاهد آلاف المتفرجين عرض الشعار على شاشات ضخمة على واجهات أبرز العالم في قطر كبرج الدوحة، والمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، والمبنى الرئيسي لوزارة الداخلية، وسوق واقف ومشيرب، وقلعة الزبارة المدرجة على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمية.
كما شاركت بعض الدول العربية كالكويت، وعُمان، ولبنان، والأردن، وتونس، والجزائر، والمغرب، والعراق، وفلسطين، وليبيا، والسودان في لحظة الإعلان عن الشعار، إذ عُرض على واجهات مبانٍ ومعالم بارزة في تلك الدول مثل أبراج الكويت بمدينة الكويت، وصخرة الروشة في لبنان، وحصن مدينة الحمامات بتونس وغيرها.
وامتدت الاحتفالات إلى عديد من دول العالم، حيث شاركت بعض المدن الكبيرة في الحدث بعرض صور الشعار في مناطق مشهورة وعلى شاشات عملاقة بالساحات العامة.
كما دعم عدد من أشهر لاعبي كرة القدم وأساطير كأس العالم FIFA إطلاق الشعار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وشاركوا الشعار مع ملايين من جماهيرهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ويعكس تصميم الشعار البعد الجامع للبطولة بوصفها منصة لالتقاء الثقافات من مختلف أرجاء العالم، ويتضمن في الوقت ذاته عناصر مستوحاة من الثقافة القطرية والعربية التي تتناغم مع مكونات لعبة كرة القدم.
وتحاكي التموجات في الشعار شكل الكثبان الرملية التي تتميز بها الصحراء، ويعكس الشعار الرقم 8، في إشارة إلى عدد الاستادات التي تستضيف مباريات البطولة، كما يشير إلى رمز اللانهاية والذي يحمل في طياته ترجمة للإرث المستدام الذي سيتركه الحدث.
كما يأخذ الشعار شكل كأس العالم FIFA، ويستوحي أبرز عناصره من الشال الصوفي التقليدي الذي يرتديه الناس حول العالم وفي المنطقة العربية والخليج على وجه التحديد بأشكال وتصاميم متعددة خلال فصل الشتاء.
وقد استُوحيت الزخارف التي تزين الشعار من النقوش الشرقية التي تزين الشال الصوفي في العالم العربي، كما يأخذ الشعار الإلهام من مختلف الثقافات حول قارة آسيا ويحتفي باستضافة القارة ثاني نسخة من بطولة كأس العالم، بالإضافة إلى التنوّع الغني الذي يُثري المجتمع في قطر.
كما يشير اختيار الشال الصوفي في تصميم الشعار إلى وقت تنظيم البطولة، حيث ستكون المرة الأولى التي ستُقام فيها بطولة كأس العالم في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون اﻷول.
كما يعكس نوع الخط المبتكر الذي كُتب به اسم البطولة تحت الشعار، جمال الخط العربي وحيويته، ويمزج بين الثقافة العربية والآسيوية وبين التقاليد والحداثة في آن واحد.
ويُعتبر الإعلان عن تصميم شعار بطولة كأس العالم قطر 2022 إحدى أهم المحطات في رحلة الاستضافة. ففي مايو/أيار من العام الجاري، استضاف استاد الجنوب الذي استوحى تصميمه من أشرعة مراكب الصيد التقليدية التي استخدمها سكان قطر والمنطقة منذ القدم، مباراته الأولى، وتعكس التصاميم المبتكرة للمنشآت رؤية دولة قطر في تقديم تصاميم تجمع بين التراث والحداثة.
ومن المقرر استكمال بناء الاستادات الستة المتبقية مع نهاية عام 2020، وضمن ذلك استاد لوسيل الاستثنائي الذي سيستضيف المباراة الافتتاحية يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بالإضافة إلى النهائي يوم 18 ديسمبر/كانون اﻷول 2022.
من ناحيته بارك الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، إطلاق الشعار الرسمي لنهائيات كأس العالم-قطر 2022، مؤكداً أن هذه المناسبة تمثل خطوة رمزية مهمة لتسارع وتيرة التحضيرات نحو تنظيم أول بطولة كأس عالم لكرة القدم تقام في منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد آل خليفة بالترتيبات المتميزة التي أعدتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث في إنجاز عملية إطلاق الشعار الرسمي لكأس العالم-قطر 2022، مشيراً إلى أن مبادرة عرض الشعار في عديد من دول العالم بالتزامن مع إطلاقه بالدوحة، تترجم عالمية الحدث الكروي الكبير وتسهم في تعزيز حالة الشغف والترقب بين أفراد عائلة كرة القدم العالمية قبل 3 سنوات من انطلاقة البطولة.
وأبدى رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم ثقته بقدرة دولة قطر على استضافة نهائيات كأس العالم 2022 وفق أعلى معايير التنظيم العالمية مجدداً، ودعم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لإنجاح مساعيها نحو تنظيم أفضل بطولة لكأس العالم في تاريخ كرة القدم العالمية.
وأعرب الشيخ سلمان عن ارتياحه لتصاعد وتيرة العمل في مشاريع البنية التحتية وإنشاء الملاعب الخاصة باستضافة كأس العالم 2022، مبيناً أن ذلك الأمر يعكس التخطيط السليم الذي انتهجته دولة قطر منذ تقدمها بملف استضافة البطولة وحتى الوقت الراهن .