المستوى الفني الرائع الذي خرج به ديربي شمال لندن بين أرسنال وتوتنهام لم يكن مفاجئاً، إذ نادراً ما تنتهي مباريات كلاسيكو العاصمة البريطانية بمستوى مُخيِّب للتوقعات.
المباراة التي دخلها الفريقان وهما في وضع متشابه تقريباً انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق وهو ما أرضى جماهير الناديين، خصوصاً وأنهما خارجان من خسارة في الجولة الماضية، حيث مني أرسنال بهزيمة -معتادة- أمام مضيفه ليفربول بثلاثية مقابل هدف، فيما تعرَّض توتنهام لهزيمة مفاجئة على ملعبه أمام نيوكاسل.
لكن يخطئ من يعتقد أن مباراة الأحد الأول من سبتمبر/أيلول هي الأفضل في تاريخ مواجهات الفريقين على الأقل في السنوات الأخيرة، صحيفة Mirror البريطانية اختارت 5 مواجهات من ديربي شمال لندن، كلها أفضل من لقاء اليوم:
5- توتنهام 4-5 أرسنال، 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2004
بعد بداية بطيئة بعض الشيء، وضع النجم المغربي نور الدين النيبت فريقه توتنهام في المقدمة في الدقيقة 37 من زمن المباراة.
لكنَّ الاحتفالات لم تدم طويلاً، إذ تعادل تييري هنري للمدفعجية بعد ثماني دقائق فقط في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول.
وبعد بداية الشوط الثاني بـ10 دقائق، أحرز اللاعب لوران هدفاً من ركلة جزاء ومنح فريقه أرسنال التقدُّم.
وبعد ذلك بخمس دقائق، سجَّل باتريك فييرا هدفاً آخر ليتقدم المدفعجية بفارق هدفين.
ولكن سرعان ما أحرز جيرمين ديفو هدفاً لتوتنهام، فأصبحت النتيجة 3-2 لأرسنال.
ثم سجَّل فريدي ليونبيرغ هدفاً ليعيد التقدُّم بفارق هدفين إلى أرسنال.
ولكن بعد مرور حوالي ربع ساعة، سجل ليدلي كينج الهدف الثالث لتوتنهام لتحتدم المنافسة في اللحظات الأخيرة من اللقاء.
ولحسن حظ أرسنال، سجَّل روبرت بيريس الهدف الخامس لفريقه ليحصد النقاط الثلاث، بالرغم من الهدف الرابع الذي سجله فريديريك كانوتيه لفريق توتنهام، والذي أثار قلق المدفعجية في نهاية هذه المباراة المثالية
4- أرسنال 2-3 توتنهام، 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2010.
بعد انتهاء الشوط الأول في تلك المباراة بثنائية نظيفة للمدفعجية، بدا أنَّ أرسنال قد ضمن الفوز على غريمه اللدود.
فبفضل هدفي سمير نصري ومروان الشماخ، تقدَّم المدفعجية، ولكن مع بداية الشوط الثاني، انقلبت الأمور رأساً على عقب.
إذ أحرز جاريث بيل هدفاً لتوتنهام في الدقيقة 50 ليقلص الفارق، ثم سجَّل رافائيل فان دير فارت هدفاً من ركلة جزاء في الدقيقة 67 ليعادل النتيجة.
ومع تبقي خمس دقائق فقط على نهاية المباراة، أسكت يونس قابول جماهير ملعب الإمارات بعدما سجَّل هدفاً من ضربة رأس رائعة من عرضيةٍ أرسلها فان دير فارت، ليمنح توتنهام فوزه الأول آنذاك على ملعب أرسنال منذ 17 عاماً.
3- أرسنال 4-2 توتنهام، 2 ديسمبر/كانون الأول 2018.
كانت هذه هي أول مباراة في ديربي شمال لندن لمدرِّب أرسنال، الإسباني أوناي إيمري، وقد وصفها بأنَّها "خاصة"، لأنَّ فريقه عاد في النتيجة بعدما كان متأخراً.
فبعد تقدم أرسنال مبكراً بركلة جزاء أحرزها بيير إيمريك أوباميانغ، انهار الفريق لتتلقى شباكه هدفين متتاليين من إريك داير وهاري كين.
وانتهى الشوط الأول بتأخُّر أرسنال بهدف، لكنَّ أوباميانغ سجَّل هدف التعادل قبل الدقيقة 60.
ثم وضع ألكسندر لاكازيت أرسنال في المقدمة بعد مشاركته بديلاً، قبل أن يتوِّج لوكاس توريرا أداءه الرائع بإحراز الهدف الرابع لفريقه.
2- توتنهام 5-1 آرسنال، 22 يناير/كانون الثاني 2008.
كان من المنتظر أن تكون هذه المباراة التي أقيمت في إياب نصف نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية مثيرة بعدما انتهت مباراة الذهاب القوية بالتعادل بهدفٍ لكل فريق.
لكنَّ المباراة سارت في اتجاه توتنهام فقط بعدما أحرز جيرمين جيناس هدفاً للفريق بعد بداية المباراة بـ3 دقائق فقط.
ثم ضاعف توتنهام النتيجة بعدما سجَّل نيكولاس بيندتنر لاعب أرسنال هدفاً بالخطأ في مرمى فريقه، قبل أن يسجل روبي كين وآرون لينون هدفين آخرين للفريق المضيف لتصبح النتيجة 4-0.
ثم أحرز إيمانويل أديبايور هدف حفظ ماء الوجه لأرسنال، قبل أن يُطلق ستيد مالبرانك رصاصة الرحمة على المدفعجية بإحرازه هدفاً خامساً في الوقت المحتسب بدل الضائع.
1- أرسنال 4-4 توتنهام، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2008.
حين تُفكِّر في مباريات ديربي شمال لندن التقليدية، فكثيراً ما تكون هذه المباراة هي أول ما يتبادر إلى ذهنك.
فحالما سجَّل ديفيد بنتلي هدفاً لتوتنهام على مقربةٍ من خط المنتصف بعدما روَّض الكرة في الهواء ثم سدَّدها مباشرة قبل سقوطها على الأرض، شعر المشاهدون بأنَّ هذه المباراة ستكون استثنائية.
ومع أنَّ توتنهام كان متأخراً بهدفين مقابل أربعة قبل أقل من دقيقتين على نهاية وقت المباراة الأصلي، استطاع الفريق أن ينتزع نقطة ثمينة من ملعب الإمارات.
إذ أحرز جيرمين جيناس الهدف الثالث لتوتنهام بعد توغل ومجهودٍ فردي، بينما كان الحكم الرابع يشير باحتساب أربع دقائق إضافية وقتاً بدلاً من الضائع.
ومع تبقي ثوانٍ على نهاية الوقت المحتسب بدل الضائع، وصلت تسديدة لوكا مودريتش المرتدة من القائم إلى أقدام البديل آرون لينون، الذي كان في وضعٍ مثالي لإحراز الكرة في مرمى مانويل ألمونيا، وإسعاد جماهير الفريق الضيف إلى أقصى درجة.
وشهدت نهاية المباراة احتفالاً جنونياً من جماهير توتنهام سيبقى طويلاً في الذاكرة.