الأمور لا تسير بالشكل المنتظر داخل قلعة سانتياغو برنابيو من قبل الجماهير البيضاء الكبيرة للفريق الملكي، فبعد فترة إعداد سيئة النتائج في أغلب المباريات الودية، وكان الفريق الإسباني الأسوأ من حيث النتائج في فترة الإعداد، أكد الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الفريق أن هذا ليس مهماً والمباريات الرسمية ستكون مختلفة.
ورغم افتتاح الريال لليغا بفوز على سيلتا فيغو خارج الديار بثلاثية، إلا أن الأداء لم يكن قوياً بالشكل المنتظر، وتلاه أداء مخيب أمام ريال بلد الوليد في البرنابيو وخرج الريال متعادلاً في أول مباراة رسمية على ملعبه وفقد نقطتين في بداية المسابقة، فازدادت شكوك الجماهير أكثر حول مستقبل الفريق.
انتقادات وهجوم واجهها زيزو بلوم الجماهير التي بدأت تفرض حالة من الضغط على لاعبي الفريق الأبيض عندما يلعب على أرضية ميدانه، على عكس المفترض أن تقدم له كل الدعم في مبارياته الداخلية بالبرنابيو، ومع تردي المستوى وأيضاً نتيجة التعادل الأخيرة، نستعرض في النقاط الآتية، أبرز 3 ملامح من واقع أول مباراتين وفترة الإعداد لريال مدريد مع زيدان في الولاية الثانية له، ومدى تشابهها مع فترته الأولى مع اللوس بلانكوس وتأثير ذلك على ما تبقى من الموسم.
الحرس القديم
رغم الانتقالات الكبيرة التي قام بها الريال هذا الميركاتو حتى الآن، إلا أن زيدان لم يلعب أول مباراتين بأي وجه جديد، وظل اعتماده على الحرس القديم من اللاعبين هو الأساس في تشكيله الأساسي، ويعود ذلك لشقين، الأول هو إصابة البلجيكي إيدين هازارد أهم صفقات الملكي هذا الصيف لمدة 4 أسابيع وكانت بمثابة الضربة للفريق وكذلك ميندي الظهير الأيسر الجديد، والثاني فني بحت، لعدم استخدامه الثنائي إيدير ميليتاو في الدفاع أو الصربي يوفيتش مهاجماً في ظل حبه الشديد لقدرات مواطنه كريم بنزيمة، وكذلك الحال لرودريغو البرازيلي فمازال شاباً ويتعلم في الفريق، فأجبر زيزو على اللعب باللاعبين القدامى والذين مازال بعضهم خارج الخدمة ولم يقدم أي إضافة تذكر.
ظروف معاكسة
واجه زيزو أيضاً ظروفاً معاكسة كثيرة، فبعد اعتماده على الشاب ماركو أسينسيو طوال فترة الإعداد بجانب هازارد في هجوم الفريق خلف بنزيمة، تعرض أسينسيو لإصابة طويلة بقطع في الرباط الصليبي، ثم جاءت إصابة هازارد لتحطم آماله بعض الشيء، وبالتالي جعلته يبقي الثنائي بيل وخاميس في الفريق، اللذين لم يكونا في حساباته من الأساس، وبخلاف الإصابات لم ينل زيزو ما أراد خلال الميركاتو من لاعبين.
حيث مازال مصراً على ضم لاعب وسط جديد لتقديم الدعم للفريق، وتحديداً بول بوغبا لاعب مانشستر يونايتد وبديله كريستيان إريكسن لاعب توتنهام، ولم تقم إدارة الأبيض حتى الآن على التوفية بكامل طلبات زيدان في الميركاتو مواجهاً ظروفاً معاكسة كبيرة على مستوى التحضير لموسمه الجديد في ولايته الثانية، ما أثر سلباً على انطلاقة الفريق وأدائه ونتائجه بالموسم الجديد مع المدرب الفرنسي الكبير.
مشاكل عديدة
بعد كافة الظروف المعاكسة وعدم ظهور الصفقات الجديدة وسوء الحظ الذي واجه زيدان في إعداد الريال لبداية موسم مختلفة، اصطدم المدرب الفرنسي بمشاكل فنية وبدنية أخرى عديدة، ساهمت في هذه الانطلاقة الفقيرة لفريق العاصمة الإسبانية الشهير، فلم يظهر أهم أعمدة الفريق بمستواهم المعروف، راموس وفاران بعيدان تماماً عن مستواهما وكورتوا كذلك يرتكب أخطاء كثيرة، مودريتش وكروس محركا الفريق بعيدان أيضاً عن الأداء الكبير لهما، وفي الأمام مازال فينيسيوس جونيور يبحث عن ذاته ومستواه الكبير بالموسم الماضي، ويحاول الثنائي بيل وخاميس الدخول تدريجياً من جديد في تشكيل وديناميكية الفريق، ليحتاج الفريق لوقت أكبر حتى يدخل جميع لاعبيه فنياً في كامل مستواهم وأجواء الموسم مما سيسبب لزيدان مشكلة في حال تذبذب النتائج حتى يصلوا للمستوى الكبير مرة أخرى.
المشكلة الأخرى بدنية، فبعد رحيل الإيطالي أنطونيو بينتوس المعد البدني للفريق وأحد القطع الأساسية في الولاية الأولى لزيدان، وانتقاله مع الجهاز الفني لأنطونيو كونتي في إنتر ميلان، عانى الريال كثيراً في فترة الاعداد من دونه، رغم التعاقد مع الفرنسي جريجوري دوبون في هذا المنصب وهو كان يعمل بجهاز ديدييه ديشامب مع منتخب فرنسا، ولكنه يفتقد لدراية وثقل بينتوس مما أحدث خللاً كبيراً في هذا الشق، وظهر في الشوط الثاني من مباراة بلد الوليد جلياً وباتت ثغرة ربما مع الوقت تحل ويصل الفريق لكامل مستواه البدني.