بعد ساعات قليلة، تنطلق قمة مثيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، في ملعب أنفيلد، بمدينة ليفربول، بين نادي المدينة الأشهر ونادي أرسنال، في قمة الجولة الثالثة من البريميرليغ، قمة تحمل آمالاً وطموحات مختلفة بين الناديين الكبيرين، بعد تحقيقهما للعلامة الكاملة في أول جولتين من المسابقة.
وربما تحمل تلك المواجهة عنواناً بارزاً، وهو صراع المثلث الهجومي لكلا الفريقين، بين مثلث وليدٍ في الغانرز، يبحث به أوناي إيمري، المدير الفني للفريق، مناطحة كبار القوم في بلاد الضباب، ومثلث مدمر يخشاه الجميع في ليفربول، تحت إمرة المدرب الألماني يورغن كلوب.
مثلث في طور الإنشاء
اكتملت الصورة بالنسبة إلى مدرب أرسنال إيمري، حيث أصبح بإمكانه مطالبة لاعبيه بأهداف غزيرة هذا الموسم، بعدما أكمل المثلث الهجومي للفريق من خلال استقدام الجناح العاجي نيكولاس بيبي القادم من ليل الفرنسي.
تألق بيبي مع ليل في الموسم الماضي، وأحرز 23 هدفاً بكافة المسابقات، وكان بديهيا أن ينتقل إلى فريق أكبر، بعد العروض القوية التي قدَّمها في الدوري الفرنسي، ليحصل على فرصة اللعب إلى جانب الفرنسي ألكسندر لاكازيت، والغابوني بيير إيمريك أوباميانغ في هجوم الغانرز.
لكن يبقى على إيمري اتخاذ قراره حول إمكانية إشراك اللاعبين الثلاثة معاً للمرة الأولى في تشكيلة الفريق الأساسية، خلال المباراة المقبلة أمام ليفربول غداً السبت، على ملعب أنفيلد، بعدما نزل اللاعب الإيفواري بديلاً في أول مباراتين لأرسنال.
اللقاء المقبل في غاية الأهمية بالنسبة لأرسنال، خصوصاً أنه سيحصل من خلاله على صورة أكبر لفرصه في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يحتل الفريقان صدارة الدوري بانتصارين متتاليين.
مثلث برمودا أحمر
صلاح – فيرمينو – ماني، مثلث هجومي يمكنك سماع صوت ركضه وتصفيق الجماهير لأهدافه وتألقه الكبير، على مدار عامين، شكل الثلاثي خطراً داهماً على كافة فرق إنجلترا وأوروبا أيضاً.
ومن أجل تخطّي ليفربول، يتوجَّب على إيمري استثمار كافة أسلحته الهجومية، لاسيما ثلاثي الهجوم، حيث يتمتع ليفربول بدفاع صلب يقوده الهولندي فيرجيل فان دايك، كما يأمل المدرب الإسباني إيجاد ثغرات على طرفي اللعب، لإداركه لما يقوم به ظهيرا ليفربول ترينت ألكسندر-أرنولد وأندي روبرتسون، من طلعات هجومية منتظمة.
وحتى هذه اللحظة، يقوم أوباميانغ بدوره على أكمل وجه، حيث سجل هدف الفوز في أول مباراتين، في وقت سجل فيه لاكازيت هدفاً واحداً، وهذا الرصيد مرشح للزيادة خلال المباريات المقبلة، خصوصاً في حال حصل المهاجمون على الدعم والتمريرات المساعدة المطلوبة من لاعبين أمثال داني سيبايوس، وهنريك مخيتريان، ومسعود أوزيل، المتوقع عودته لتشكيلة الفريق بعد غيابه عن أول مبارتين.
لكن هل هذا سيكفي للتغلب على هجوم ليفربول؟ ربما، لكنه سيتطلب دعماً من الدفاع، بهدف وضع حدٍّ لخطورة الثلاثي المكون من روبرتو فيرمينو ومحمد صلاح وساديو ماني.
المباراة المقبلة، ستشهد وجود هدافي الموسم الماضي الثلاثة على الملعب ذاته، فإلى جانب أوباميانغ، سيحصل ماني وصلاح على فرصة تعزيز رصيدهما التهديفي، بعدما سجل كل من اللاعبين الثلاثة 22 هدفاً في المسابقة خلال الموسم الأخير.
ماني يبدو اللاعب الأكثر خطورة في صفوف ليفربول حالياً، فبعد أدائه المميز في مباراة كأس السوبر الأوروبي عندما سجل هدفي ليفربول بمرمى تشيلسي، عاد اللاعب السنغالي ليهز الشباك أمام ساوثهامبتون (2-1)، علماً أنه نزل بديلاً في لقاء الفريق الأول بالدوري أمام نوريتش سيتي (4-1).
أما صلاح فاكتفى حتى هذه اللحظة بهدف في المباراة الأولى أمام نوريتش، ويبدو عازماً على رفع حظوظه في الفوز بجائزة هداف البريميرليغ للموسم الثالث على التوالي، في وقت يواصل فيه فيرمينو القيام بأدوار متنوعة، وهو ما توّجه بهدف وتمريرة حاسمة حتى هذه اللحظة.
ويصعب معرفة ما إذا كان بإمكان ثلاثي أرسنال التفوق على نظيره في ليفربول، لكن موقعة السبت ستقدم صورة أكبر عمّا يمكن للفريق اللندني تحقيقه هذا الموسم، في وقت يأمل فيه ليفربول اقتناص الفوز والانفراد بالصدارة التي يأمل الاحتفاظ بها حتى النهاية، كي يحقق حلمه في إحراز اللقب للمرة الأولى منذ العام 1990.