رغم زهو الصفقة وأنها أعادت نسبياً البريق للدوري الألماني، بانضمام نجم عالمي له بعد فترة من الغياب والخفوت في هذا الجانب بكافة الانتقالات في السنوات الماضية، ورغم قيمة البرازيلي فيليب كوتينيو الفنية الكبيرة، وجودته العالية على أرضية الميدان، فإن انتقاله إلى بايرن ميونيخ معاراً من برشلونة مع خيار الشراء لم يكن بذلك الزهو فنياً كما كان الحال مع صخب انتقاله للعملاق البافاري.
فكيف يدخل النجم المهاري داخل منظومة عمل بايرن الفنية؟ وأن يصبح ترساً ملائماً لماكينة البافاري، دون أن يحدث خللاً فنياً بها، خاصة مع عدم تلاؤم أسلوبه الفني مع الفريق أو الكرة الألمانية عامة، التي تتميز بالضغط العالي والهجمات المرتدة، أكثر من أسلوب الاستحواذ والاحتفاظ بالكرة الذي يتميز به اللاعب، مع جانب مهاري كبير يضفي على أدائه داخل أرضية الميدان.
كما أن بايرن مع المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، يبحث عن الهوية بشكل أساسي، بمعنى أنه يميل لتطبيق هوية الكرة الألمانية وبايرن بشكل كبير، فاعتماده الكامل على الأجنحة الطائرة والهجمات المرتدة والضغط العالي على الخصم أبرز سماته مع الفريق، وبالتالي إقحام كوتينيو في تلك الروزنامة سيكون صعباً على المدرب وباقي أعضاء الفريق، مثلما كان الحال مع الكولومبي خاميس رودريغيز في الفترة الماضية.
ولذلك أوضح كوفاتش موقف النجم المهاري البرازيلي قائلاً "كوتينيو لم يصل بعد للمستوى البدني الذي يمكنه من المشاركة في التشكيلة الأساسية أو لمدة 90 دقيقة، لذا سنحاول الدفع به تدريجياً" .
وعن المركز الذي ينوي الاعتماد فيه على كوتينيو، أكد عزمه الدفع به كصانع ألعاب خلف المهاجم، مضيفًا: "لكنه قادر أيضاً على اللعب في أكثر من مركز، فنحن لن نغير أسلوبنا من أجله، وهو ما لا يريده اللاعب أيضاً" .
مراوغة كوفاتش عن الأزمة الفنية التي سيواجهها مع كوتينيو، قد تكون مقبولة نوعاً ما لعدم إحراجه إدارة بايرن، التي تخفت وراء زهو صفقة كوتينيو الكبيرة، من غضب جماهير البافاري عليها، لقلة دعم الفريق والتسبب في أوضاعه الصعبة في الفترة الأخيرة، ولاسيما الموسم الأخير، وبداية الموسم الحالي، بالخسارة أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند في كأس السوبر الألمانية بهدفين دون رد.