بعد سنوات من فشل أندية الدوري الألماني في استقطاب أي لاعب عالمي كبير، لم يكن تعاقد بايرن ميونيخ مع النجم البرازيلي الدولي فيليب كوتينيو من برشلونة مكسباً لبايرن فقط، وإنما للبوندسليغا بشكل عام، حيث شكَّل انضمام اللاعب إلى بايرن قبلة الحياة للمسابقة في سوق انتقالات اللاعبين أصحاب المستوى العالمي، فمازالت الشكوك قائمة حول قدرة المسابقة الألمانية على جذب المزيد من الطراز نفسه.
وتعاقد بايرن مع كوتينيو على سبيل الإعارة من برشلونة لمدة موسم واحد، لينال الفريق البافاري التهنئة حتى من أقوى منافسيه في البوندسليغا، بعدما استقطب نجماً من الأسماء الكبيرة أخيراً إلى الدوري الألماني.
ولكن صفقة كوتينيو لم تنجح فى تبديد الشكوك بشأن قدرة البوندسليغا على استقطاب النجوم الكبار، لاسيما أنَّ الأمر يتعلق بقدرة الأندية على تقديم مقابل مالي كبير أكثر مما يتعلق بقوة أو اسم هذه الأندية أو تاريخها.
وكان وضع اللاعب البرازيلي في برشلونة كافياً لإقناعه بقبول الانتقال لبايرن، حيث وجد في اللعب للفريق البافاري طوق النجاة من أزمة الجلوس على مقاعد البدلاء في البارسا.
وأثارت هذه الصفقة سعادة بايرن ومنافسيه في ألمانيا، وقال هانز يواخيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند، المنافس العنيد لبايرن: "أراه أمراً إيجابياً أن يلعب هذا الاسم الكبير في البوندسليغا، يمكن فقط تهنئة المسابقة على ذلك" .
ولكن بقدوم كوتينيو، هل يكون هذا كافياً، وهل ينجح بايرن بهذه الصفقة في تغيير الواقع الذي تعيشه بطولة الدوري الألماني، التي لم تتمكّن من مجاراة أندية أخرى في إنجلترا وإسبانيا، بل وفي فرنسا وإيطاليا، بشأن المنافسة المالية، واستقطاب النجوم.
على مدار سنوات، أثبت الدوري الإنجليزي ونظيره الإسباني أنهما الهدف الأبرز لأفضل المواهب الكروية، من كل أنحاء العالم، بفضل القدرات المالية الهائلة التي تتمتع بها أندية المسابقتين، في ظلِّ عقود البثِّ التلفزيوني الضخمة التي تحصل عليها.
وعلى مدار السنوات الماضية، أحكمت أندية إسبانيا وإنجلترا قبضتها على بطولة دوري أبطال أوروبا، حتى على الرغم من المنافسة المالية الكبيرة من أندية أخرى مثل باريس سان جيرمان الفرنسي، ويوفنتوس الإيطالي، على أبرز لاعبي العالم.
وأنفق دورتموند 137 مليون يورو في سوق الانتقالات هذا الصيف، ولكن ذلك كان على ضم 6 لاعبين، معظمهم من سوق الأندية الألمانية، كما حقَّق دورتموند عائدات كبيرة من انتقال بعض لاعبيه لأندية أخرى.
وفي المقابل، استثمر بايرن 115 مليون يورو لضمِّ اللاعبَيْن الفرنسيَّين لوكاس هيرنانديز وبنيامين بافارد، كما تعاقد مع لاعبين آخرين.
ولكنّ كلاً من الناديين لم يضم أياً من اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة، باستثناء انتقال كوتينيو إلى بايرن على سبيل الإعارة من برشلونة.
وتساءل المدرب الألماني الشهير بيرتي فوجتس، المدير الفني الأسبق للمنتخب الألماني، في مقالة بموقع "تي أونلاين": "لماذا يترك لاعب مثل كوتينيو في الـ27 من عمره نادياً كبيراً مثل برشلونة؟" . وأجاب نفسه قائلاً: "لأنه فقد الأمل في التألق هناك" .