بعد أن أعلن نادي روما الإيطالي عن تمديد عقد نجمه الشاب، نيكولو زانيولو، خمسة مواسم مقبلة، حتى 2024، ضمِن فريق العاصمة الإيطالية بقاء أحد أبرز المواهب الإيطالية الشابة خمسة أعوام، بعدما كان مطمعاً أمام عديد من الأندية الأوروبية، في مقدمتها يوفنتوس، ومانشستر يونايتد، وبايرن ميونيخ، وتوتنهام، وأرسنال.
ورغم تجديد عقد زانيولو، فإن سياسة روما التعاقدية على مدار السنوات الماضية، تعد مصدر قلق سواء بالنسبة للاعبين أو جماهير النادي، لا سيما بعد تفريط الجيالوروسي في عديد من النجوم بالسنوات الأخيرة، بسبب القدرة الشرائية الضعيفة للفريق والتي تعتمد على بيع نجومها لجلب الأموال والإنفاق على النادي وبقية اللاعبين، وتحقيق الربح المادي على حساب الاحتفاظ بالنجوم وتحقيق الألقاب.
موهبة إيطالية
خطف زانيولو أنظار متابعي كرة القدم الإيطالية، بعدما بدأ مسيرته بشكل مميز في الدوري الإيطالي برفقة روما عقب انتقاله قادماً من إنتر ميلان.
زانيولو انتقل في صيف 2018 الماضي، إلى روما في صفقة تبادلية رحل بمقتضاها رادجا ناينجولان من روما إلى إنتر ميلان، وبدأ في الظهور مبكراً بشكل مميز بعدما شارك للمرة الأولى في منافسات الدوري الإيطالي، حتى دخل تشكيلة منتخب إيطاليا تحت قيادة روبرتو مانشيني، وأصبح من أعمدة روما والأزوري الأساسية في الموسم الماضي.
نجح النجم الشاب في تثبيت أقدامه بتشكيلة ذئاب العاصمة، حتى شارك في 36 مباراة في مختلف المسابقات مع روما، تمكن خلالها من تسجيل 6 أهداف وقدَّم تمريرتين حاسمتين.
مرونة زانيولو جعلت منه لاعباً أساسياً في روما، بعدما شارك في أكثر من مركز، فلعب كلاعب وسط هجومي ودفاعي ومهاجم صريح وجناح أيمن.
سيناريوهات مقلقة
على مدار السنوات الأخيرة، اعتمدت سياسة روما تحت إدارة النادي الأمريكية بقيادة جيمس بالوتا، على بيع أفضل النجوم بالفريق في كل موسم، حتى عانى روما تفريطه في أعمدته وتقوية الأندية الأخرى سواء المنافِسة له بالدوري أو خارج إيطاليا.
ففي كل سوق انتقالات، يستغني روما عن أبرز النجوم بالفريق، ففي (2014-2015)، استغنى ذئاب العاصمة عن المغربي مهدي بنعطية إلى بايرن ميونيخ، رغم كونه في قمة توهجه بتلك الفترة.
وفي الموسم التالي، قررت إدارة روما رحيل أليسيو رومانيولي، المدافع المتألق، إلى صفوف ميلان، وأصبح المدافع أحد أعمدة الروسونيري منذ انضمامه إلى الفريق.
بينما قررت إدارة روما التفريط في ميرالم بيانيتش بموسم (2016-2017)، إلى المنافس الأول على الألقاب المحلية يوفنتوس، في حين رحل ماتيو بوليتانو إلى ساسولو.
وكانت الضربة الموجعة لروما في موسم (2017-2018)، بعدما قرر النادي رحيل المصري محمد صلاح إلى ليفربول، رغم تألقه مع الذئاب، ليرحل ويصبح أحد أفضل لاعبي العالم في العامين الأخيرين، بل نجح في الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي مع الريدز.
وبجانب صلاح، فرط الذئاب في أنطونيو روديغر وليوناردو باريديس؛ ومن ثم في الموسم التالي، رحل أليسون إلى ليفربول، ورادجا ناينغولان إلى الإنتر، وكيفن ستروتمان إلى مارسيليا الفرنسي.
واستمرت سياسة روما حتى وقتنا هذا، بعدما فرط هذا الصيف في نجمه كوستاس مانولاس، المدافع الصلب، بجانب رحيل ستيفان الشعراوي ولوكا بيليجريني، فهل تبدأ إدارة روما في تغيير سياستها بالفترة المقبلة أم يستمر مسلسل التفريط في النجوم؟ ويدفع النادي وجماهيره العريضة الثمن باهظاً.