يزداد الضغط على إدارة بايرن ميونيخ، إذ راحت تتلقَّى الانتقادات، بعد أن نفد صبر جماهير النادي على حدوث "ثورة التنقلات" الموعودة منذ نهاية الموسم الماضي.
الصفقات التي أبرمها النادي بقيادة أولي هونيس ليست فقط لم تكفِ لتدعيم طموحات الفريق الأوروبية، بل إنها حتى لم تعوّض الثنائي الراحل فرانك ريبيري وآرين روبن.
لهذا تتحدث الأنباء القادمة من ألمانيا، عن صفقتين ضخمتين ستنقلان الفريق البافاري إلى عنان السماء، والكلام الحالي عن شراء البرازيلي كوتينيو من برشلونة، وقبل ذلك كان عن شراء الدولي الألماني ليروي ساني من مانشستر سيتي الإنجليزي.
لكن مع معرفة الإمكانات المالية للنادي البافاري، وظروف الميركاتو الصيفي الحالي، يمكن بسهولة إدراك أن كلَّ ما يتسرَّب للصحف حول صفقات البايرن الجديدة ليس سوى تسريبات متعمدة من إدارة النادي لتهدئة خواطر الجمهور، ريثما يبدأ الدوري وينشغل به الجميع حتى نهاية الموسم.
أول الأدلة على استحالة الحصول على توقيع كوتينيو أنَّ برشلونة لا يزال يضع اللاعب في عرضه لاستعادة نيمار من باريس سان جيرمان الفرنسي، وهو ما يجعله تحت الخدمة بالنسبة لإدارة البارسا، حتى إغلاق سوق الانتقالات، في سبتمبر/أيلول المقبل.
وحتى في حالة تعثُّر رحيل كوتينيو إلى فرنسا مقابل استعادة نيمار، سوف يسعى النادي الكتالوني للحصول على أكبر عرض ممكن من بيع اللاعب، وليس إعارته، وهناك أندية في أوروبا مستعدة لدفع مبالغ أكبر بالتأكيد من تلك التي يمكن لبايرن ميونيخ أن يقدّمها، في ظل حقيقة مؤسفة أنَّ ميزانية النادي البافاري للميركاتو الصيفي بلغت 250 مليون يورو، أنفق منها بالفعل 80 مليوناً للتعاقد مع الفرنسي هيرنانديز من أتلتيكو مدريد الإسباني، و35 مليوناً لضمّ مواطنه بافار، بخلاف 5 ملايين أتعاب استعارة الكرواتي بيريسيتش من إنتر ميلان الإيطالي، ما يعني أنَّ ما تبقَّى في ميزانية الميركاتو 130 مليوناً فقط، وهي أقل مما يطلبه برشلونة، إذا افترضنا أنَّ بايرن يستطيع إنفاق كل المبلغ للتعاقد مع لاعب واحد.
ونقل موقع DW الألماني عن إذاعة راك1 الكتالونية، القريبة من نادي برشلونة، أن المفاوضات بين صاحب الرقم القياسي في التتويج بلقب البوندسليغا وبين بطل الدوري الإسباني وصلت إلى مراحل متقدمة بالفعل، لشراء اللاعب أو استعارته لموسم واحد، مع خيار الشراء في نهاية الموسم.
وكشفت تقارير إعلامية مطلعة، أنَّ البافاريين يدرسون الآن خيار الحصول على خدمات البرازيلي في الموسم الحالي، مقابل التعهُّد بدفع راتبه الذي يبلغ نحو 11 مليون يورو سنوياً، فيما قالت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الرياضية الإسبانية، إن مدة الإعارة قد تمتد إلى موسمين.
وبحسب DW فإن الصفقة المنتظرة -التي يمكن تصنيفها بالمستحيلة- ستكون محمَّلة بالفوائد لكل الأطراف، فعلى الجانب الكاتالوني لم يتمكن كوتينيو من أن يحجز مكانه الدائم في تشكيلة المدرب أرنستو فالفيردي؛ نظراً لتراجع مستواه كثيراً، مقارنة بالفترة التي قضاها مع ليفربول الإنجليزي.
وبعد أن فشل برشلونة في الاتفاق على انتقال اللاعب إلى أحد أندية البريميرليغ، بات يحاول الآن على الأقل التخلص من الأعباء المالية لاستمراره، في ضوء ارتفاع مرتبات لاعبيه الجدد، الفرنسي أنطوان غريزمان والهولندي فرانكي دي يونغ.
كما أنَّ هذه الأعباء المالية ستزداد إذا ما نجح برشلونة في تمهيد الطريق لعودة أبنه الضال نيمار، من باريس سان جيرمان، في صفقة باتت مثار الكثير من التكهنات.
كما يسعى بطل الدوري الإسباني إلى "تفريغ" مكان للنجم البرازيلي نيمار قبل إغلاق سوق الانتقالات المحلية، في الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل.
أما على الجانب البافاري، فقد يكون الحصول على خدمات كوتينيو "بلسماً" لنسيان فشل إدارة بايرن ميونيخ في خطته الأصلية، التي سعت للفوز بتوقيع الدولي الألماني ليروي ساني من مانشستر سيتي. لكن إصابة ساني مؤخراً بالرباط الصليبي، وغيابه لعدة أشهر، ضربت هذه الصفقة في الصميم.
ورغم انضمام المهاجم الكرواتي إيفان بيريسيتش للفريق قادماً من إنتر ميلان الإيطالي على سبيل الإعارة، مقابل نحو خمسة ملايين يورو. إلا أنَّ ضمّ كوتينيو إلى جانبه سيُعزز خطوط الفريق بشكل أفضل، لخوض غمار منافسات الموسم الحالي.
كما أنَّ هذه الصفقة قد تُقلِّل من حرج إدارة هونيس ورومينيغه، أمام جماهير النادي الغاضبة من البداية المخيبة للنادي البافاري هذا الموسم، بخسارته لقب "كأس السوبر" الألمانية، أمام الغريم بروسيا دورتموند.