أخيراً تمرَّد حارس المرمى سيمون مينيوليه على ما يتعرض له في ليفربول بإعلانه الرحيل عن قلعة أنفيلد رود بموجب عقد يمتد لخمسة مواسم مع كلوب بروج البلجيكي، ليعود إلى بلاده بعدما أنهى فترة امتدت 6 أعوام كحارس في صفوف ليفربول الإنجليزي.
حكاية مينيوليه الذي قدم مستوى مميزاً للغاية في مباريات الفريق الأحمر خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، ونجح في الذود عن مرماه ببراعة كادت جماهير الريدز تنساها، تعيد إلى الأذهان أزمة هذا المركز تحديداً في فريق ليفربول على مدى تاريخه.
فمن بين الأندية الستة الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز، يعد فريق ليفربول أقلها حظاً في حراس مرماه، فقبل البرازيلي أليسون بيكر لم يحظَ الريدز بحارس مرمى استثنائي مثل الأندية الخمسة الأخرى، لكنه في الجهة الأخرى يعتبر أكثر الأندية الإنجليزية حرقاً لحراس المرمى ربما بفعل ضعف خط الدفاع في المواسم الماضية، أو بسبب طبيعة الكرة الهجومية التي ارتبط النادي تاريخياً بتقديمها، أو هو مجرد نوع من سوء الحظ الدائم لمن يشغل هذا المركز في "محرقة" الأنفيلد رود.
حراس استثنائيون
معظم الفرق الستة الكبرى في إنجلترا قدمت حراساً بمستوى استثنائي أمثال دي خيا في مانشستر يونايتد، وقبله الدانماركي بيتر شمايكل، والهولندي فان در سار، مانشستر سيتي بدوره قدم اديرسون البرازيلي وقبله جو هارت الحارس الدولي الإنجليزي.
مثل اليونايتد يعتبر أرسنال مدرسة مهمة في حراسة المرمى، بعدما قدم نخبة من أشهر من ارتدوا الرقم 1 في تاريخ البريمييرليغ أمثال الدولي الإنجليزي السابق ديفيد سيمان، ثم الألماني ينز ليمان وحالياً الألماني برند لينو، فيما يعد التشيكي المعتزل بيتر تشيك تراثاً مشتركاً بين أرسنال وتشيلسي الذي قدم بدوره البلجيكي تيبو كورتوا والبوسني أسمير بيغوفيتش.
أما توتنهام سادس الستة الكبار فلديه الدولي الفرنسي هوغو لوريس، وقبله كان الأسطوري راي كليمنس والأيرلندي الظاهرة بات غيننغز، في حين أن ليفربول لم يشتهر بتقديم حراس نجحوا في حفر إنجازاتهم في تاريخ النادي، بل إن أشهرهم وهو ديفيد جيمس الذي ذاد عن مرمى منتخب الأسود الثلاثة لسنوات، لم يقدم مع الليفر ما تتذكره به جماهير الأنفيلد رود بعد رحيله.
جيمس الكارثة
جيمس كانت الجماهير تُلقبه بـ "الكارثة"، فقد كان سبباً في فوز مانشستر يونايتد بكأس الاتحاد عام 1996 على حساب الريدز، بعد خطئه أمام إريك كانتونا في الدقيقة 85، لكن أطرف كوارثه حدثت في مباراة أمام نيوكاسل حينما ارتكب 3 أخطاء، ثم خرج ليبررها أمام الصحافة بأنه كان يلعب ألعاب الفيديو لوقت طويل مما أفقده تركيزه.
على العكس تماماً تتذكر الجماهير بوضوح الكوارث التي تسبب بها حراس المرمى لفريقهم، وأشهرها بالطبع ما فعله الحارس الألماني لوريس كاريوس في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم قبل الماضي أمام ريال مدريد، حينما أهدى كريم بنزيمة بسذاجة مفرطة هدفاً سهلاً افتتح به الفرنسي سِجل التهديف في المباراة، وفتح الباب بالتالي أمام زين الدين زيدان ورجاله لخطف اللقب الثالث على التوالي من لاعبي الليفر المكافحين.
قبله كان مينيوليه الذي كان وقت قدومه إلى ليفربول صيف 2013 الحارس الأساسي لمنتخب بلجيكا وأحد نجوم فريق سندرلاند الإنجليزي، لكنه مع الليفر ارتكب أخطاء عديدة، كلفت الفريق خسارة ألقاب مهمة، أبرزها دوري 2013 الذي فقده الليفر في الجولات الثلاثة الأخيرة.
هفوات قاتلة
وتعدّ هفوات الحارس البلجيكي "قاتلة" بما تحمله الكلمة من معنى مع "الريدز"، إذ تسبب بشكل رئيسي في 8 أهداف دخلت مرماه في موسم 2015/2016، وهو معدل كبير لم يستطِع المدير الفني الألماني يورغن كلوب وإدارة النادي الصبرَ عليه طويلاً، مما دفعهم للتعاقد مع البرازيلي أليسون بيكر في بداية الموسم الماضي، وجعله ثاني أغلى حارس في العالم بعد الإسباني كيبا أرازيبيغالا حارس تشيلسي.
عموماً يطوي ليفربول برحيل مينيوليه صفحةً يتمنى أن تكون آخر أزماته مع مركز حراسة المرمى، وكان النادي البلجيكي قد أعلن، في بيان، عن صفقة ضم مينيوليه التي كلفته 7 ملايين يورو، مشيراً إلى أن اللاعب اتفق مع ليفربول يوم الأحد على الرحيل، وخضع الإثنين للفحوصات الطبية في بروج.
ووصف النادي التعاقد مع مينيوليه (31 عاماً) بأنها صفقة "من الطراز الأول" باعتبار أن "الحارس يجلب الكثير من الخبرة للنادي".
من ناحية أخرى، يسعى ليفربول للتعاقد مع الحارس الإسباني أدريان سان ميجيل صاحب الـ32 عاماً بعد انتهاء ارتباطه بنادي وست هام يونايتد.
وأبدى الحارس الذي استهل مشواره الكروي في صفوف ريال بيتيس الإسباني ثم انتقل في 2013 إلى وست هام يونايتد موافقته على الانضمام لصفوف "الريدز" ليكون حارساً بديلاً للبرازيلي أليسون بيكر، على أمل أن يساهم في دعم طموحات المدرب كلوب لتحقيق ما عجز عنه الريدز طوال 29 عاماً، وهو تحقيق لقب البريمييرليغ.