أثار الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي علامات استفهام عديدة بما قاله عن السر من وراء عدم مشاركة النجم الجزائري رياض محرز مع الفريق في مباراته أمام ليفربول على كأس الدرع الخيرية، الأحد التي انتهت بفوز السيتيزنز بركلات الترجيح.
غوارديولا الذي تعرض لانتقادات متعددة في الموسم الماضي بسبب عدم اعتماده على الجناح الجزائري المتوج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي موسم 2015/ 2016، وتفضيله البرتغالي برناردو سيلفا عليه في مركز الجناح الأيمن، قال عقب نهاية مباراة الأحد الرابع من أغسطس/آب إن محرز كانت لديه الرغبة والحماس للمشاركة في المباراة.
وكشفت صحيفة Mirror البريطانية أن المدرب الإسباني استبعد محرز الفائز بلقب لاعب العام في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2015/ 2016 من قائمة اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين الذين واجهوا ليفربول الأحد بسبب خوفه من أن يسقط اللاعب الجزائري في اختبار المنشطات، ومن ثم يتعرض لعقوبة من الاتحاد الإنجليزي قد تصل للإيقاف لفترة طويلة.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن غوارديولا "رغم عودته إلى تدريبات الفريق يوم الجمعة الماضي، أي قبل يومين فقط من موعد المباراة، إلا أن محرز كان يملك حماساً كبيراً للمشاركة في اللقاء، في الحقيقة كان متحمساً للمشاركة منذ فوزه مع منتخب بلاده بكأس الأمم الإفريقية قبل أسبوعين تقريباً، لقد هاتفني بعدها ليبلغني برغبته في خوض مباراة ليفربول وقلت له وقتها على الرحب والسعة".
لكن بعد عودته للتدريبات يوم الجمعة أبلغ محرز الجهاز الطبي لمانشستر سيتي أنه تناول دواء خلال الفترة التي كان فيها مع المنتخب الجزائري. وخاف الأطباء بحسب ما ذكر غوارديولا من احتمال أن يكون الدواء متضمناً محتويات محظورة تدخل تحت بند المنشطات، ولم يرغب أحد في النادي بالمخاطرة.
وأضاف المدرب أن ذلك كان السبب في استبعاد محرز من قائمة الـ١٨ المشاركة في المباراة، لكنه -محرز- سيكون جاهزاً في لقاء وست هام في افتتاح الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الجديد.
كلام المدرب الإسباني يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول حقيقة ما حدث، أكثر مما يقدم إجابات، أولها تتعلق بما قاله غوارديولا نفسه حول عدم معرفة الأطباء بالدواء الذي تناوله محرز ولا مكوناته، وهو أمر ليس فقط غريباً وإنما يمكن وصفه بأنه بالغ الغرابة أن يتناول نجم معروف محترف منذ ١٠ سنوات تقريباً يلعب في أحد أكبر أندية العالم، دواء لا يعرف اسمه أو مكوناته، أو دواء مجهولاً بالنسبة للأطباء الإنجليز.
كذلك قول غوارديولا إن محرز تناول الدواء خلال فترة وجوده مع منتخب بلاده علامة استفهام أخرى لأن الجهاز الطبي لمنتخب الجزائر لن يخاطب بإعطاء أهم لاعب في قائمة محاربي الصحراء دواء يمكن أن يوقعه في فخ اختبارات الكشف عن المنشطات التي يخضع لها لاعبو المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الإفريقية بانتظام.
ومن غير المنطقي تصور أن المنتخب الجزائري الذي يضم نجوماً عالميين وتوفرت لهم كافة الإمكانات، يعالج نجومه الذين تصل أسعارهم إلى عشرات الملايين بأدوية مجهولة المصدر أو المحتوى، أو بأدوية شعبية مثلاً غير منتشرة خارج الجزائر وبالتالي يصعب على أطباء مانشستر سيتي معرفة محتوياتها.
وكانت علاقة غوارديولا قد شهدت توتراً مع رياض محرز في الموسم الماضي بسبب عدم الاعتماد على الجناح الجزائري ضمن التشكيلة الأساسية للسيتيزنز رغم المستوى الجيد الذي يقدمه حينما يشارك.
ووجهت انتقادات كثيرة للإسباني الملقب بالفيلسوف بسبب تفضيله البرتغالي برناردو سيلفا على حساب محرز.. ما دفعه للحديث عن الموضوع والقول إن محرز لاعب رائع يتدرب بشكل جيد ولا يثير المشاكل وإن عدم مشاركته بانتظام يتحمل غوارديولا مسؤوليته.