تفاءل عشاق مانشستر يونايتد الإنجليزي كثيراً بانضمام المدافع الدولي الإنجليزي هاري ماغواير لصفوف الريد ديفلز قادماً من ليستر سيتي في صفقة هي الأغلى لمدافع على مستوى العالم.
تفاؤل المانشستراوية بماغواير يفوق الجانب الفني مما يمكن أن يقدمه اللاعب صاحب الـ 26 عاماً لفريق المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير، حيث يربط الكثيرون بين انضمامه والضجة التي صاحبت ذلك، وبين ما حدث مع صفقة المدافع الدولي الإنجليزي السابق ريو فرديناند صيف عام 2002 لمانشستر يونايتد.
هناك الكثير من أوجه التشابه بين الصفقتين ما يجعل من توقعات مشجعي الريد ديفلز لمستقبل الفريق منطقياً قياساً على ما أحدثه انتقال فرديناند من طفرة في نتائج زعيم الكرة الإنجليزية.
فبعد قدوم ريو إلى قلعة الأولد ترادفورد توالت الألقاب على النادي ففاز بستة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولقب في دوري أبطال أوروبا، ولقبين لكأس الاتحاد ومثلهما لكأس الرابطة بجانب لقب في كأس العالم للأندية عام 2008، وهذا الفيض من الألقاب هو تحديداً ما يأمل مشجعو مانشستر يونايتد في تكراره مع هاري ماغواير.
رقم قياسي
أول وجه للشبه بين اللاعبين أن كليهما جاء في صفقة مدوية ليكسر بها كل الأرقام القياسية في عصره، ففي صيف 2002 وعقب أسابيع قليلة من تألق فرديناند مع منتخب الأسود الثلاثة في مونديال كوريا واليابان، قرر السير أليكس فيرغسون كسر "التابو" بالنسبة لأسعار المدافعين، عندما تعاقد مع مدافع المنتخب الإنجليزي السابق في صفقة ضخمة قدرت وقتها بـ 30 مليون جنيه إسترليني.
كذلك فان هاري ماغواير ورث لقب أغلى مدافع في العالم من سلفه فرديناند بعدما انتقل لصفوف مانشستر يونايتد قبل أيام مقابل 85 مليون جنيه إسترليني ليكون ثاني أغلى لاعب في الفريق بعد بوغبا الذي كان قد التحق بصفوف اليونايتد قبل 3 مواسم مقابل 89 مليون جنيه إسترليني تقريباً.
النادي الرابع
يعتبر مانشستر يونايتد هو النادي الرابع في مسيرة كل من فرديناند وماغواير الاحترافية، فقد لعب ريو قبل أن يلتحق بصفوف الريد ديفلز في أندية وست هام يونايتد حيث عرف شهرته كلاعب ومدافع قدير في سن مبكرة، قبل أن ينضم لصفوف بورنموث معاراً موسم 1996/1997، ثم انتقل إلى ليدز يونايتد عام 2000 مقابل 18 مليون جنيه إسترليني ليكون أغلى مدافع في الدوري الإنجليزي الممتاز وقتها، قبل أن يحط الرحال أخيراً في مانشستر يونايتد ليبدأ معه رحلة حصد الألقاب.
ماغواير أيضاً بدأ مشواره الكروي مع فريق شيفيلد وينزداي عام 2011، قبل أن ينتقل عام 2014 إلى نادي هال سيتي حيث لعب لمدة 3 مواسم ثم شد الرحال إلى مدينة ليستر سيتي ليدافع عن ألوان فريق المدينة الذي كان قد حقق المعجزة قبل موسم واحد عندما فاز بلقب البريمييرليغ.
تشابه حال الفريق
يتشابه حال فريق مانشستر يونايتد هذه الأيام مع أحواله وقت انتقال ريو فرديناند لصفوفه قادماً من ليدز يونايتد، ففي ذلك الوقت من عام 2002، كان النادي قد خرج صفر اليدين من كل البطولات التي شارك فيها، حيث فقد لقب الدوري الإنجليزي الذي فاز به موسم 2000/2001، وودع دوري أبطال أوروبا على يد فريق باير ليفركوزن الألماني، كما أخفق في الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي أو كأس الرابطة.
وفي الموسم الماضي خرج اليونايتد دون أي ألقاب محلية أو أوروبية بعدما ودع دوري الأبطال أمام برشلونة، وجاء سادساً في جدول ترتيب البريمييرليغ كما ودع كأسي الاتحاد والرابطة.
قدرات تهديفية
يتمتع كل من ماغواير وفرديناند إلى جانب صلابتهما الدفاعية المعروفة بالقدرة على تسجيل الأهداف استغلالاً لمهارتهما المميزة في الكرات العالية، فسجل ماغواير 18 هدفاً مع الفرق التي دافع عن ألوانها منها 5 أهداف سجلها بقميص ليستر سيتي.
في المقابل سجل فرديناند 11 هدفاً خلال مسيرته الكروية منها 7 أهداف بقميص مانشستر يونايتد، وهو ما يرفع من سقف توقعات مشجعي النادي الإنجليزي في مساهمة ماغواير في التسجيل لصالح الفريق وليس فقط الدفاع عن مرماه.
التألق الدولي
وجه آخر للشبه بين المدافعين العملاقين أن كليهما جاء إلى أولد ترادفورد في ذروة توهجه الدولي، حيث كان فرديناند قائداً لدفاع المنتخب الإنجليزي في مونديال 2002، حين سجل هدفه الدولي الأول في مرمى الدنمارك في المباراة التي ربحها منتخب الأسود الثلاثة بثلاثية نظيفة في ثمن نهائي البطولة.
بدوره نجح ماغواير في حجز مكان ضمن التشكيلة الأساسية للمدرب غاريث ساوثغيت في مونديال روسيا 2018، وللمصادفة أيضاً سجل هاري هدفه الدولي الأول وهو الوحيد حتى الآن في نهائيات البطولة، وفي فريق إسكندنافي كذلك هو منتخب السويد، كما جاء الهدف من ركلة ركنية مثل هدف ريو، لكن في ربع النهائي وليس ثمن النهائي مثلما فعل ريو، وهو الهدف الذي فتح الطريق لمنتخب إنجلترا للفوز بهدفين نظيفين والمرور الى نصف النهائي لأول مرة منذ عام 1990.