يبدو أن الأزمات هي سمة ريال مدريد في الفترة الأخيرة، وعلى الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الفريق حلّها، من أجل التغلب على مشاكل الفريق وإعادته للواجهة مرة أخرى، بعد موسم كارثي للنسيان، بالعام الماضي، فبعد أزمات الفريق وعدم جاهزيته الفنية والبدنية، ومشاكل التدعيم والصفقات الجديدة، ثم الإصابات المتتالية والخسائر في فترة الإعداد، ظهرت أزمة جديدة خاصة بحراسة مرمى الفريق على السطح مرة أخرى.
فبعد أن شكّل مركز حراسة المرمى أزمةً في ريال مدريد منذ الصيف الماضي، خاصة بعد التعاقد مع البلجيكي تيبو كورتوا من صفوف تشيلسي، ومع تعاقب المدربين على الميرينغي في الموسم الماضي، لم يكن هناك قرار واضح حول الحارس الأول للفريق، لكن النصيب الأكبر في المشاركة كان من نصيب كورتوا، الذي شارك في الليغا ودوري الأبطال واكتفى كيلور نافاس بمباريات الكأس فقط.
وفور عودة زيدان لتولي القيادة الفنية للميرينغي، منح الفرص لجميع الحراس، وأكد أنه في الموسم الجديد ستكون هناك أدوار واضحة لكل حارس وبترتيب معروف، لتنتهي هذه الأزمة.
تكبر كورتوا
مع نهاية الموسم الماضي، عقد زيدان جلسة مع إدارة النادي، ورغم ثقته الكبيرة في نافاس ورفضه من قبل فكرة التعاقد مع حارس آخر، لكنه تم الاستقرار على رحيل الكوستاريكي على أن يكون كورتوا هو الحارس الأول، نظراً لصغر سن الأخير وقدرته على حراسة عرين الفريق الملكي في السنوات المقبلة.
وشارك كورتوا في 35 مباراة بالموسم الماضي في مختلف المسابقات، استقبل 48 هدفاً، وخرج بشباك نظيفة في 10 مباريات فقط، بينما شارك نافاس في 21 مباراة، واستقبل 21 هدفاً، وخرج بشباك نظيفة في 7 مباريات.
ومع فشل الإدارة في إيجاد عرض مناسب مقابل التخلي عن نافاس، تم الاستقرار على استمراره في الموسم الجديد، على أن يكون الحارس الثاني.
وعقد زيدان بالفعل عدة جلسات مع كل حارس على انفراد للحديث عن دوره مع الفريق، لمنع حدوث أي مشكلات أثناء الموسم الجديد، ولم يتم كشف ذلك أمام الإعلام بشكل صريح.
وخرج كورتوا بتصريح ينم عن تكبر وغرور شديد، إذ قال: "أعتقد أنه بات من الواضح مَن هو الحارس رقم 1 في الفريق، أشعر بأنني أقوى بكثير من السابق".
ونظراً لأن كورتوا لم يظهر بالمستوى المنتظر خلال فترة التحضيرات، واستقبل العديد من الأهداف في شباكه، تسبب هذا التصريح في غضب جماهير ريال مدريد التي انتقدت غرور البلجيكي.
تغيير الاستراتيجية
بعد أيام قليلة من تصريحات كورتوا، تعرَّض البلجيكي لإصابة في التدريبات إثر اصطدامه مع زميله ماريانو دياز، بالتواء في الكاحل الأيسر من الدرجة الثانية.
وقد يمتد غياب كورتوا لشهر، وهو ما قد يمنعه من المشاركة في افتتاح الدوري الإسباني ضد سيلتا فيغو، في معقل الأخير "بالايدوس" .
ومع إصابة كورتوا، حصل نافاس على فرصة المشاركة، وفي أول مباراة ضد توتنهام في بطولة أودي الودية بألمانيا، ورغم الهزيمة بهدف دون رد، كان أفضل لاعب في صفوف الميرينغي، وتصدَّى ببراعة للعديد من الفرص أمام هجوم السبيرز طوال اللقاء، ونال إشادة عريضة من معظم جماهير الملكي التي طالبت بأن يكون الحارس الأول للفريق في الموسم الجديد.
وخرج زيدان عقب المباراة، وصرح: "طبيعي أن تسلط الأضواء على ما قاله كورتوا؛ لأنه في ريال مدريد، لكن لا يوجد لاعب يضمن مشاركته أساسياً، وهذا ما يعرفه الجميع هنا.. أنا أعوّل على كل اللاعبين، وكيلور لعب مباراة رائعة اليوم" .
وبهذا التصريح يتراجع زيدان عن استراتيجيته التي أعلن عنها نهاية الموسم الماضي، وأعاد المنافسة مرة أخرى في مركز حراسة المرمى بين كورتوا ونافاس.
ويبقى السؤال: هل ينجح نافاس في استغلال الحالة الجيدة التي يمر بها، وثقة زيدان بجانب إصابة كورتوا ليستعيد مكانه في التشكيلة الأساسية مرة أخرى، أم يتكرر سيناريو الموسم الماضي مرة أخرى؟ وهو السؤال الذي ستجيب عنه الأيام القادمة بعرين اللوس بلانكوس، في قلعة سانتياغو بيرنابيو.