بعد أن فرض العملاق يوفنتوس هيمنته على عرش الكرة الإيطالية خلال السنوات الأخيرة، وغاب منافسوه تماماً عن المشهد، بدا أن أحدهم يتحسس خطاه للعودة من بعيد، في محاولة لمجابهة قوة السيدة العجوز إنتر ميلان. فمع تفوُّق البيانكونيري الكاسح خلال المواسم الـ8 الأخيرة، دخلت أندية الكالتشيو في محاولات مستمرة حتى وقتنا هذا، للعودة وكسر الهيمنة المطلقة للسيدة العجوز.
وخلال اللقاء الودي بين يوفنتوس وإنتر في الكأس الدولية للأبطال، والذي انتهى بالتعادل (1-1)، وحسمه اليوفي بركلات الترجيح، اتضح أن النيراتزوري لن يكون لقمة سائغة بالموسم الجديد، وربما يعود منافساً قوياً على اللقب، خاصة مع تعيينه المدرب الناجح والصارم في الوقت نفسه أنطونيو كونتي مدرب اليوفي السابق، الذي فرض شخصيته من أول يوم له في بيت الأفاعي، واستكمل تعاقدات قوية لتدعيم الفريق، ليكون جاهزاً في تحديه الصعب أمام اليوفي بالموسم الجديد.
ولذلك نرصد في الآتي فترة احتكار اليوفي الألقاب والمحاولات التي جاءت على استحياء لمقارعته دون نتيجة ناجحة، وأخيراً حمل الإنتر لرياح التغيير في عهد جديد وموسم منتظر لجميع المتابعين.
سيطرة يوفنتوس
انطلق موسم (2011-2012)، وانطلق معه قطار يوفنتوس تحت قيادة مديره الفني آنذاك أنطونيو كونتي، الذي احتفظ بلقب الكالتشيو 3 سنوات متتالية، قبل أن يرحل كونتي ويتولى ماسيمليانو أليغري المهمة الفنية.
ومع بداية عهد أليغري، واصل المدرب البناء على ما ورثه بعد رحيل كونتي، لينجح في التتويج بلقب الكالتشيو 5 مرات متتالية، آخرها في الموسم الماضي.
وفي كأس إيطاليا، تمكن يوفنتوس من حصد اللقب لـ4 سنوات متتالية، بداية من موسم (2014-2015) حتى موسم (2017-2018)، قبل أن تنكسر السلسلة على يد فريق أتالانتا، الذي أقصى يوفنتوس من الدور ربع النهائي، بعد الفوز بنتيجة (3-0).
أما في كأس السوبر الإيطالي، فتمكن اليوفي من التتويج باللقب 4 مرات خلال آخر 7 سنوات.
منافسة ظاهرية
على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، حاولت بعض أندية الكالتشيو منافسة يوفنتوس حتى الرمق الأخير، إلا أن عوامل عديدة أسهمت في حفاظ اليوفي على هيمنته، أبرزها شخصية البطل التي تظهر في ليالي الحسم، بجانب تفوقه على منافسيه في المواجهات المباشرة.
ففي موسم (2016-2017)، رفع روما ونابولي راية التحدي أمام يوفنتوس، إلا أن البيانكونيري حسم اللقب بفارق 4 نقاط عن روما الذي حل بالمركز الثاني، و5 نقاط عن نابولي الثالث.
وشهد موسم (2017-2018) منافسة ساخنة بين يوفنتوس ونابولي، وحسم اليوفي اللقب في الجولة قبل الأخيرة، رغم تمكُّن نابولي من تخطي حاجز الـ90 بنقطة، لكنه حل ثانياً بفارق 4 نقاط عن يوفنتوس (95)، ليصبح أول فريق يتخطى 90 نقطة ويفشل في الفوز بالكالتشيو.
وغابت المنافسة تماماً عن المسابقة خلال الموسم الماضي، إذ حسم يوفنتوس البطولة قبل النهاية بعدة جولات، وكان مطمئناً إلى ذلك من بداية الدور الثاني تقريباً.
عهد جديد
بدأ إنتر ميلان خارطة طريق جديدة في الصيف الجاري، بعدما تعاقد مع بيبي ماروتا، المدير التنفيذي السابق ليوفنتوس، والذي كان أحد العوامل الخفية وراء هيمنة يوفنتوس.
وعاد النيراتزوري ليتعاقد مع كونتي مدرباً جديداً للفريق؛ نظراً إلى النجاحات العديدة والطفرة التي حققها في يوفنتوس وأعادته إلى منصات التتويج، بعدما فشل النادي في حصد لقب الدوري منذ 2003 حتى 2011.
وبدأ إنتر ثورته بداية من الأهم حتى المهم، فبعد التعاقد مع مدير تنفيذي ومدير فني، بدأ النادي مرحلة إعادة تكوين الفريق.
وتخلَّص إنتر ميلان من العناصر المثيرة للشغب بالفريق، بعدما أعلن خروج إيكاردي وناينغولان، ثنائي الفريق، من حسابات النادي بالموسم الجديد.
سياسة الإنتر في سوق الانتقالات اعتمدت على التعاقد مع مواهب بإمكانه الاعتماد عليها في المستقبل، فضم نيكولو باريلا (22 عاماً) وستيفانو سينسي (23 عاماً).
ويعد الثنائي ضمن المواهب الصاعدة بقوة في كرة القدم الإيطالية، بجانب ضم عناصر الخبرة مثل دييغو غودين، مدافع أتلتيكو مدريد وقائد أوروغواي.
ويبحث النيراتزوري ضم عناصر مميزة في أوروبا، مثل الثنائي الهجومي روميلو لوكاكو وإيدين دجيكو، لدعم الخط الهجومي.